في كل المناسبات يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يوجه رسائل واضحة وصريحة للإعلام ومطالبته بالتحلي بالحس الوطني والحفاظ علي مصالح الوطن.. في جلسة الإعلام التي شهدها المؤتمر الوطني للشباب بشرم الشيخ جاءت كلمة الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد عن ضرورة العودة إلي الحرفية وانه يجب علي الإعلام أن يغلب مصلحة مصر ويساعدها علي مواجهة تحدياتها فالمرحلة الراهنة لا تسمح بالاختلافات ولابد من الاصطفاف خلف الوطن فالحرية ليست فوضي ولكنها مسئولية. اعترف انني شعرت بالسعادة لما قاله الاستاذ مكرم عن مهنة الصحافة علي وجه التحديد فمنذ ثورة يناير وسيل من الاتهامات تلاحق الممارسات الاعلامية لا أنكر ان جزءا منها حقيقي ولكن الآخر عار تماما من الصحة. المشكلة الحقيقية التي يعيشها الاعلام المصري ان الدخلاء وانصاف الموهوبين ومعدومي الثقافة الذين تسللوا إلي المهنة في زمن تغييب الوعي انتشروا كالنار في الهشيم واسسوا مدارس لا علاقة لها بالمهنة والمهنية فرأينا اعلام التزييف والمشاجرات وغيرها من الوان التلاعب بالعقول التي تتبني سياسات الهدم وتحمل شعارات التفتيت والانقسام وبث الفتنة باختصار اعلام يداوي العيب بالعيب أبواق إعلامية وأقلام حمقاء تهاوي فيها العقل والرشد فكل ما يحكمها عقيدة النهب حتي لو كان الثمن ضياع الوطن فما الحل وكيف نصحح المسار لكي يكون لدينا أعلام يدرك متطلبات الوطن والمواطن يصنع الوعي وينبي الشخصية ويؤسس لمنظومة القيم والأخلاق؟! أعود لكلمة الاستاذ مكرم العودة إلي الحرفية والالتزام بميثاق الشرف لان الأجيال التي تربت علي احترام آداب واخلاقيات المهنة واعتبار ان مراعاتها هي محافظة علي المهنة وشرفها كما أنها تضمن الوفاء بحقوق الجماهير وتحقق المصلحة العامة كانت مساحة الأخطاء لديها قليلة والان صناعة الصحف والاعلام دخلت سوق الاقتصاد وهي سوق مجدية ومربحة للمستثمرين واصحاب الصحف ووسائل الاعلام مما ساهم في حدوث الخروقات والتجاوزات من العاملين دون تدريب أو معرفة بأسس وأساليب الممارسات الأخلاقية والمهنية وللحق تبدو الصورة بكل قبحها في ساحة الفضائيات التي ليس لديها اية مواثيق أو مجالس تنظم الممارسات. القضية كبيرة والتحديات التي تحاصرنا جمه ولابد من وقفه حتي يعود اعلامنا إلي مساره الحقيقي ورسالته السامية.. اعلام يدرك خطورة المرحلة ومتطلبات الوطن والمواطن. لحظات الخوف مساء الأربعاء الماضي انكسرت ماسورة الغاز الطبيعي في منطقة النادي الأهلي بمدينة نصر.. لن اصف حالة الفزع والذعر التي عايشتها وانتابت السكان في شارع حسن المأمون نتيجة الانتشار الكثيف والسريع للغاز في المنازل والشوارع المحيطة بالمكان. لولا ستر الله ووصول الشرطة والدفاع المدني لموقع الحادث لوقعت كارثة نظرا لانتشار المقاهي والكافيتريات في المنطقة ناهيك عن سلوكيات الناس الخاطئة فنحن الشعب الوحيد الذي يدمن التدخين في الشوارع والقاء السجائر مشتعلة علي الطرق ومن المعروف ان مصدرا حراريا أو كهربائيا كان سيؤدي حتما إلي وقوع انفجار. الكارثة ان الكسر حدث نتيجة اعمال الصرف الصحي علي الرغم من انه من المفترض ان من يقوم باعمال الحفر لديه خرائط تكشف بوضوح مسارات الغاز والكهرباء والصرف في باطن الأرض اتذكر في حواري منذ عدة سنوات مع رئيس شبكة معلومات ومرافق القاهرة ان بعض الشركات لا تلتزم بسداد رسوم الحصول علي الخرائط التي تساعد علي اعمال الحفر دون أخطاء. نفس الخطأ حدث منذ عدة سنوات أثناء اصلاح وتغيير في مواسير المياه وبالطبع انقطعت المياه لأكثر من أسبوع.. كل ما يحدث يؤكد اننا لا نتعلم من أخطائنا ولا احد يدفع فاتورة الاهمال مطلوب الحسم والحزم في عقاب هؤلاء المهملين حتي لو مر الأمر دون خسائر بشرية فليس بالضرورة ان يسقط الضحايا حتي تتحرك الأجهزة المسئولة فلابد من وقفة مع التسيب والاهمال والعشوائية التي يتحلي بها البعض أثناء العمل فكل هذه الأساليب خيانة للوطن في مرحلة البناء والتحديات