سوق الذهب ينهار بعد اختفاء الزبائن بسبب ارتفاع الاسعار المتواصل في سعر الذهب وجاء الانفلات الامني واختفاء رجال الشرطة ورفع الحراسة عن محلات الذهب ليضرب سوق الذهب في مقتل حيث يخشي التجار وضع الذهب في الفاترينات الزجاجية بسبب سطوة اللصوص والبلطجية. فلا يستطيع اصحاب محلات الذهب حماية أنفسهم والمشغولات الذهبية ويفضلون عرضها داخل المحل فقط مما يقلل من فرص الشراء. أكد خبراء الاقتصاد ان الكساد الذي يشهده سوق الذهب يرجع إلي قيام بعض الدول النامية بشراء كميات ذهب كبيرة كغطاء للعملة المحلية وعدم وجود فائض لدي المصريين لشراء ذهب. بالاضافة إلي تقصير الشرطة في حماية محلات الذهب. أما ارتفاع اسعار الذهب عالميا فيرجع إلي الحرب الشرسة بين أمريكا والبرازيل حيث يجمعون كميات من الذهب وهم السبب الارتفاع والهبوط في سعر الذهب. ياسر عبدالنبي "صائغ" قررنا تغيير نشاط المحل بعد عيد الفطر لأن الركود يسيطر علي سوق الذهب منذ 7 شهور. كما ان اختفاء الشرطة وعدم حراسة محلات الذهب أدي إلي انهيار التجارة وخوف جميع أصحاب المحلات من وضع الذهب في الفاترينات. انخفاض الجنيه رءوف عطية عبدالملك "صائغ" نعمل في بيع المصوغات منذ 40 عاما ولم نر مثل هذه الأيام حيث يمر شهر دون ان نبيع ذهبا بمبلغ يتعدي 5 آلاف جنيه كما أن انخفاض قيمة الجنيه وتعرض الدولار لمشاكل اقتصادية تهدد أمريكا والغياب الأمني في الشارع المصري وعدم تطبيق حد أدني لمرتبات الموظفين أدي إلي كساد في سوق الذهب.. وعشرات المحلات في الزيتون لا تعرض قطعة ذهب واحدة خوفاً من اللصوص وبسبب عدم وجود زبائن لشراء المصوغات والكل أصبح يفكر في تغيير نشاط محلات الذهب إلي مقاهي أو مطاعم!! جورج وليم صاحب محل مجوهرات بمنطقة المسلة: منذ 3 سنوات والركود يضرب سوق الذهب بقوة حتي ان عددا كبيرا من محلات الذهب أغلق للابد والبعض اضطر لتغيير النشاط. وللأسف جاءت مشكلة اختفاء الشرطة والانفلات الأمني لتجبرنا علي عدم وضع الذهب في الفاترينات الزجاجية المعدة للعرض ونكتفي بوضع الذهب في فاترينات داخلية والزبون غير موجود وبنبحث عنه منذ شهور. سعد فوزي صاحب محل مجوهرات بشبرا: الذهب ارتفع إلي مستوي يفوق قدرات الزبوت وسعر الجرام من الذهب عيار 21 وصل إلي 290 جنيها والجرام من الذهب عيار 18 250 جنيهاً. إيليا حبيب عامل بمحل ذهب: المصنعية ترتفع مع ارتفاع أسعار الذهب وأقل شبكة تكلف الشاب 3 الاف جنيه وهي عبارة عن دبلة ومحبس ومنذ 10 سنوات كان مبلغ 3 الاف جنيه يشتري 100 جرام ذهب!! صفوت صادق "صائغ": سوق الذهب ينهار بسبب ارتفاع الاسعار المستمر والكساد وعدم وجود زبائن وكثير من الزبائن يأتي ليبيع الذهب ولا يشتري كما ان الانفلات الامني وضع اخر مسمار في نعش سوق الذهب ونشعر ان المهنة سوف تنقرض وكثير من المحلات قامت بتسريح العاملين لديها لعدم قدرتها علي دفع مرتبات. صبحي سعد "صاحب محل مجوهرات": الغياب الامني واختفاء الحراسة السرية لمحلات الذهب وعدم تطبيق فكرة تركيب جرس انذار متصل بقسم الشرطة والتي تحولت لسراب جعلنا لا نستطيع وضع الذهب في الفاترينات الخارجية للمحل. مينا منير عامل بمحل ذهب: هناك مناسبات كثيرة مثل عيد الفطر وموسم دخول المدارس لا يكون الأسر المصرية فيها فائض مادي لشراء الذهب فأقل خاتم ذهب والذي كان يباع هدية للمولود الجديد يبلغ ثمنه 150 جنيهاً!! ظروف الحياة ابراهيم حسن "مدرب بنادي": جئت لابيع ذهب زوجتي بسبب حالة الكساد التي تمر بها البلاد وضعف المرتبات وارتفاع أسعار السلع وقد فكرت في بيع سيارتي لكن انخفاض اسعارها دفعني إلي بيع الذهب حتي استطيع الانفاق علي الأسرة. هدي سيد حسين "ربة منزل": ظروف الحياة صعبة لذلك لجأت إلي بيع 3 غوايش ذهب بسبب الأزمة المالية التي يمر بها زوجي بما أن ارتفاع أسعار الذهب لا يشجع أي زبون علي الشراء وبسبب أعباء الحياة لم نستطع دفع فاتورة التليفون الأرضي والذهب يعتبر مدخرات نلجأ لها عندما يضيق بنا الرزق. يقول رفيق العباسي رئيس شعبة المعادن الثمينة والمجوهرات باتحاد الصناعات المصرية: إن مصر لا تتأثر بشكل كبير بالارتفاعات العالمية في سعر الذهب وخلال الاسبوعين الماضيين ارتفع سعر الذهب في مصر حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلي "290" جنيها و250 جنيها للذهب عيار 18 وهناك حرب شرسة بين أمريكا والبرازيل وراء الأزمة العالمية والارتفاع المتواصل والهبوط في سعر الذهب وهي لعبة اقتصادية بين البرازيل والولايات المتحدةالامريكية ولا دخل للسوق المصري بهذه اللعبة لأن انتاج هذه الدول شهرياً يقارب 250 طناً من الذهب وهو ما يبعد مصر عن هذا الملعب الاقتصادي ويجعل تأثيرها محدوداً.. لكن مشكلة سوق الذهب في مصر تتمثل في أنه ينقرض ويتراجع بسبب الكساد وعدم وجود قوة شرائية لدي المواطنين وبالتالي لا يوجد بيع في محلات الذهب مما أدي إلي اغلاق عدد كبير من مصانع انتاج المشغولات الذهبية وتسريح العمالة في هذه المصانع. وبعد ان كانت المصانع تنتج 100 كيلو ذهب بعد شهر يناير 2011 اصبح الانتاج 3 كيلو جرامات فقط شهريا مما أدي إلي اغلاق المصانع.. ومنذ 7 سنوات كنا نستورد قوالب الذهب الخام لتلبية احتياجات المصريين أما الآن فقد توقف الاستيراد لأن سوق الذهب ينهار وقد ساعد الانفلات الأمني وتعدد حوادث السرقة علي اغلاق عشرات المحلات وخوف البعض من عرض الذهب في الفاترينات وعدم قدرتهم علي حماية محلاتهم في غياب كامل للشرطة. والحل الوحيد هو عودة العمل والانتاج وتحسن الوضع الاقتصادي وبالتالي وجود فائض مادي مع المواطنين لشراء الذهب. الدكتور علي حافظ استاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة يقول: إن ارتفاع اسعار الذهب يرجع إلي قيام بعض الدول النامية بشراء كميات من الذهب كغطاء للعملة المحلية وكاحتياطي نقدي للعملة المحلية.