عمليات ردم وتجفيف لا تتوقف. وصرف صحي وصناعي يصب في مياه بحيرة البرلس ليل نهار.. البحيرة المشهرة كمحمية طبيعية طبقاً لاتفاقية "رامسار" الدولية يتكالب عليها الجميع وسط صمت أو قل تواطؤ حكومي. خاصة من جانب وزارة البيئة وهيئة الثروة السمكية اللتان لا تحركان ساكناً لإنقاذها من مصير مجهول. الأسوأ من ذلك كما يقول الأهالي الذين يشاهدون الانتهاكات المستمرة للبحيرة ان عدة عائلات معروفة في كفر الشيخ حولت البحيرة إلي إقطاعيات خاصة بها دون رادع من أحد. تقع محمية البرلس في أقصي شمال محافظة كفرالشيخ بين فرعي رشيد ودمياط ومساحتها 460 كيلو متراً وتشمل البحيرة بما فيها الجزر الداخلية وتبلغ 28 جزيرة فضلاً عن الحاجز الرملي الذي يفصل البحيرة عن البحر الأبيض المتوسط بطول 65 كيلو متراً.. البحيرة متصلة بالبحر الأبيض عن طريق فتحة طبيعية تسمي "بوغاز البرلس" ويقع في أقصي الشمال الشرقي حيث يبلغ طول البحيرة "65" كيلومتراً وعرضها ما بين 616كم بمتوسط 11كم. أهمية المحمية تكمن في موقعها الفريد لتكاثر الطيور المائية سواء علي المستوي المحلي أو المستوي العالمي كما تعتبر أحد المسالك الأساسية لهجرة الطيور في العالم خاصة من شرق أوروبا وشمال وغرب آسيا إلي وسط جنوب إفريقيا. يقول أحد الأهالي رافضاً ذكر اسمه: إن منطقة البرلس من أغلي مناطق مصر في تنوعها البيولوجي الذي يشمل أكثر من 700 نوع منها 11 نوعاً مستوطن في مصر و7 أنواع مهددة بالانقراض عالمياً ولهذا السبب فقد أعلنت منطقة البرلس محمية طبيعية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1444 لسنة 1998 بشأن المحميات الطبيعية. ومحمية البرلس من بيئات الأراضي الرطبة النموذجية علي ساحل البحر المتوسط بما تحتويه من تنوع كبير في الأنواع والبيئات النادرة الطبيعية. وتعتبر معبراً دولياً لهجرة الطيور من أوروبا وآسيا إلي جنوب وشرق إفريقيا. لذلك انضمت المحمية لقائمة المحميات الطبيعية التي تشملها اتفاقية "رامسار" الخاصة بحماية الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية للطيور المائية. يقول د.محمد عبدالسلام وكيل كلية الزراعة الأسبق يوجد في البحيرة 6 مناطق أثرية مختلفة لذلك بدأ الاهتمام بالأراضي الرطبة في عام 1971 مع اتفاقية رامسار والتي عقدت بإيران ويبلغ عدد الدول الموقعة علي الاتفاقية 116 دولة. تعتبر بحيرة البرلس أقل بحيرات الدلتا من حيث التلوث وهي الثانية من حيث المساحة بعد بحيرة المنزلة وتعتبر مصدر رزق لأكثر من 65 ألف أسرة من الصيادين.. لكن نتيجة تجفيف واستصلاح الأراضي للاستزراع تناقصت كثيراً في غضون النصف الثاني من القرن العشرين وبالتحديد خلال الفترة من 1983 حتي 1991 حيث فقدت البحيرة أكثر من 8كم ولاتزال تفقد المزيد من الأراضي تحت سمع وبصر الجميع. وهناك أكثر من 28 جزيرة وبصفة خاصة جزيرتي الكوم الأخضر والدشميس ويوجد بهما 89 نوعاً من النباتات والكثير من الطيور والثدييات والزواحف لا تخضع للاهتمام الكافي بل الاهمال التام والتلوث يهدد المحمية ويتمثل في مياه الصرف الزراعي المحملة بالمبيدات والكيماويات حيث تصب 7 مصارف في البحيرة. بالإضافة إلي صرف المخلفات الناتجة عن المزارع السمكية المنتشرة جنوبالبحيرة.. وكذلك القمامة ومخلفات الصرف الصحي للتجمعات السكنية التي تقع داخل المحمية من الناحية الشرقية. يضيف د.عبدالسلام مساحة البحيرة تتقلص باستمرار نتيجة الردم واستصلاح الأراضي للزراعة أو لإنشاء مزارع سمكية أو مناطق رعي. مع عدم كفاءة المغذيات الأساسية للبحيرة واهمال تنظيف البوغاز وانسداده مسبباً انخفاض الموحة الأمر الذي أثر بالسلب علي التوازن البيئي وعدم قدرتها علي جلب الزريعة البحرية من البوري الطوبار القاروس الدنيس. وهذه الأسماك أصبحت نادرة في البحيرة وأثرت علي عائد الصيادين والنقل القومي ما دعاهم للبحث عن الرزق في أعماق البحار ويعرضهم بين الحين والآخر لمشاكل لا حصر لها أثناء الاقتراب من المياه الدولية للدول الأخري. والصيادون يساهمون بنصيب وافر في الانتهاكات التي تتعرض لها البحيرة. وذلك يرفض التعاون مع الأجهزة المعنية لتنمية البحيرة فهم الذين يعملون بالحرف المخالفة مثل "صيد الزريعة" وزراعة شتل البوص بالإضافة إلي ظهور مناطق المناصب للعائلات الذين يخاف منهم الجميع ويرفضون مجرد ذكر أسمائهم.