* منذ طفولتي والكل يعاملني علي أنني أجمل بنت خلقها الله.. البنات تغار مني والأولاد يركضون خلفي. وهكذا نشأت وأنا أعشق نفسي وصورتي. وكبرت وكبر داخلي هذا الشعور بأنني ملكة علي عرش الجمال والأنوثة ومن هذا المنطلق بدأت تصرفاتي ثم تطور الأمر لشيء غريب في هذه التصرفات التي تحمل التعالي والكبرياء خاصة مع الشباب.. وذات يوم تعرفت علي شاب زميل لي في الجامعة ولكنه لم يهتم بي.. بل لم يبهره جمالي. وعاملني معاملة جافة مما جعلني أشعر بالضيق خاصة وأنه أهتم بزميلة لنا لا تمت للجمال بصلة ولكنها ممن يتحدثون في السياسة وتحب أن تظهر بمظهر المثقفين. وهنا قررت أن أنتقم منه وبدأت أتواجد في الأماكن التي يذهب إليها ثم تحايلت علي كل ظروفه التي عرفتها بحيث انه أصبح يراني كل يوم وفعلاً أحبني بجنون.. ثم بدأ لا يستغني عني وكان هو في العام الأخير وتخرج وقرر أن يخطبني وجعلته يتقدم فعلاً.. ثم رفضته وجعلت منه سخرية وسط الأصدقاء وخاصة أمام الفتاة التي كان يهتم بها قبل أن يحبني ولكنني بعد أن تركته شعرت بأنه ترك فراغاً في حياتي وأنني أحبه حقاً. حاولت التقرب إليه مرة أخري معتذرة له وقلت له السبب في تصرفي فقال: أنت شيطانة ورفض الاقتراب مني ثانية وتركني.. المشكلة بعد ذلك أن كثيرات من زميلاتي وزملائي أصبحوا يتعاملون معي كشيطانة.. حتي أن واحدة منهن قالت لي: أنت شيطانة في ملامح جميلة وكل الشياطين تعشق المرآة وأنت مجرد وجه جميل في المرآة لكنك خاوية من أي ثقافة أو معرفة وأن أمثالي نهايتهن سيئة وأنها لا يسعدها أن تعرفني. سيدتي.. كلامها جعلتني أفكر ولكن الذي جعلني أفكر في وجود حل لما أنا فيه.. أنا أحب جمالي ولكنني أحبه أكثر وأقصد هذا الزميل الذي أحببته وتركني ويرفض النظر في وجهي بل لقد خطب تلك الفتاة المسترجلة وعلي وشك الزواج منها.. أنا أحبه أرجوك ساعديني. بدون توقيع ** كنت أتوقع أن تمهري رسالتك باسم حقيقي ينطبق عليك "المرآة" وهذا ما قالته زميلتك وقد كانت علي حق فيما قالته لك.. ويبدو لي أنها صديقة وليست زميلة فقد صدقتك القول وهذا أول شرط من شروط الصديق. يا عزيزتي لقد تمت تربيتك علي مبدأ واحد هو الجمال فقط وهذا خطأ كبير وقعت فيه فحتي من تعشق المرآة عليها أن تقول كلما نظرت فيها "اللهم أحسن خلقي كما أحسنت خلقتي" وأنت لم تفعلي هذا لأنك غضبت ممن لم يعاملك كأنثي وقررت الانتقام منه وعندما أحبك لم تكتف بل قمت بإذلاله وهذا لا يليق ولكنك قررت أن تثبتي لمن حولك أنه لا يمكن تجاهل فينوس. ثم أنت الآن ترغبين في حل.. ليس تحسين سلوكك ولكنك فقط تريدين استرداده من تلك الفتاة التي وصفها بالمسترجلة.. أي شكل آخر من أشكال الانتقام لأنه لم يجلس للبكاء عليك وإنما نسيك وارتبط بغيرك.. أليس هذا هو ما ضايق الأميرة التي لايسعدها إلا أن يظل الجميع راكعاً لها في معبد جمالها. أفيقي أيتها المرآة.. فالمرآة مجرد زجاج قابل للكسر وإنما الجواهر الحقيقية لا تتكسر حتي وإن لم تكن مصقولة كالمرآة أفيقي وأدركي نفسك قبل أن تتحول حياتك لجحيم.. أنسي هذا الشاب فهو لن يعود إليك.. وإن كان هناك من يريد الانقاذ فهو أنت.. وهذا لن يكون إلا بكسر المرآة وأن تتحولي لإنسان طبيعي وفقط.