أقيم قصر توفيق بك أندراوس عام 1897 للسياسي الدبلوماسي المصري الأقصري الوفدي الشهير توفيق أندراوس والذي كان نائباً برلمانياً عن الأقصر ثلاث دورات متتالية وكان أول من ساند الزعيم سعد زغلول بالمال لثرائه ولوطنيته ورغبته الشديدة في رحيل الاحتلال الانجليزي عن مصر. ويعتبر القصر من الداخل تحفة معمارية وفنية عالية المستوي لما يحتويه من لوحات لفنانين عالميين وديكورات أوروبية وشرقية متنوعة وتحف من مختلف بلدان العالم علاوة علي ذلك للقصر مكانة تاريخية وسياسية جليلة حيث استقبل القصر الزعيم سعد زغلول حينما زار محافظات الصعيد ليدعوا لضرورة اتحاد أقاليم البلاد لانهء الاحتلال الانجليزي سلميا. وحينها أخطر الاحتلال الانجليزي عمد وروز القبائل بصعيد مصر ألا يستقبلوا سعد زغلول الا ان توفيق اندراوس استقبل الزعيم سعد زغلول وأقام بالقصر قرابة الثلاثة أيام. كما زار القصر عدد كبير من الرموز الوطنية والدبلوماسية لعل أبرزهم امبراطوور الحبشة الذي جاء ليخطب ابنته وشهد القصر عام 2013 جريمة قتل غامضة سجلت ضد مجهول ضد بنتي توفيق اندراوس لم تستطع قوات الأمن فك لغز تلك القضية الي الآن. وأعلن الوريث الوحيد لقصر توفيق أندراوس المقيم بالولايات المتحدةالأمريكية القصر للبيع بمبلغ 75 مليون جنيه مصري وأكد في بيان له عبر المحامي الخاص به أن القصر ليس مسجلا كقصر أثري ولا كقصر ذي طابع تاريخي وان من حق من يشتريه أن يعيد بناءه من جديد وسط صمت من وزارة الآثار ووزارة الحكم المحلي الأمر الذي تسبب في حالة غضب عارمة في أوساط محبي الآثار ورموز حزب الوفد بالأقصر ويظهر حالياً بالقصر من الخارج تشققات عريضة كفيلة بأن تهدم القصر رأساً علي عقب. وطالب حجاج سلامة- مدير مركز تراث الأقصر- بضرورة تحويل قصر القبطي الوطني الوفدي توفيق بك أندراوس لمتحف للوحدة الوطنية لما له من دور جاد في المطالبة بحيل الاحتلال الانجليزي ومساندة الحركة الوطنية بثورة 1919 رغم كونه من أثري أثرياء صعيد مصر ودبلوماسيا عمل بسفارات الخارج. قالت د. أهداب حسني الجلال- الأستاذة بكلية الاثار جامعة قنا- أن تعامل وزارة الآثار مع أزمة القصور الخديوية والملكية غير مرضية للغاية وباتت تلك القصور فريسة سهلة الاصطياد لأباطرة العقارات بكافة محافظات صعيد مصر وأنها قد عرضت مشروعات لوضع محافظات صعيد مصر علي الخارطة السياحية عبر فتح بعض تلك القصور ومدها بالتحف التي تعج بها مخازن مدربات الاثار بمحافظات صعيد مصر ولكن الأمر لم يقابل بأي اهتمام ولا جدية وأحياناً كان الرد ساخرا. وطالب الخبير السياحي أحمد البدري بضرورة تبعية القصور التاريخية وذات الطابع المعماري المميز لوزارة الاثار من أجل إدارتها بشكل جيد بدلا من عدم تفرغ وزارة الحكم المحلي للاهتمام بالتراث والعمل علي إنقاذ ما تبقي من تلك القصور التي تتعرض لخطر داهم يبدد من هذا الإرث المعماري الرائع. أما الدكتور محمد أبوالفضل بدران- رئيس هيئة قصور الثقافة السابق- فيقول استشعر بحجم المؤامرة بعد ما اجتاحت حمي هدم القصور التاريخية وتحويلها لابراج سكنية بمحافظات صعيد مصر عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو وبدأ في تأسيس مؤسسة أبوالفضل بدران للتنمية والعلوم الثقافية والحفاظ علي المباني التاريخية والحرف التراثية وجاب شوارع المدينة في محاولة منه لتسجيل وتصوير وجمع ما تبقي من المباني التاريخية وشراء ما يباع من مقتنياتها من أبواب مزخرفة ورسومات فنية من تجار الروبابكيا والخردة الذين يشترون تلك المقتنيات عقب هدم القصور وتحولها لأكوام تراب لحفظها داخل تلك المؤسسة وتسجيلها لتبقي شاهدة علي تاريخ المحافظة. الدكتور أبوالفضل أصدر بياناً بأنه لابد من الاهتمام بالأبنية التاريخية لأنها تحمل جزءاً من التاريخ كما أنها ذات مظهر جمالي في أي مدينة.. فلقد حافظت ألمانيا علي هذه الأبنية لتجد وسط أي مدينة ألمانية يحافظون علي بيوت بنيت قبل قرنين أو أكثر ولم يفكروا في هدمها أو تحويلها لناطحات سحاب مشيرا الي ان محافظاتقنا شهدت خلال الفترة من 2011 وحتي 2016 هدم عدد كبير من المباني التاريخية لتحل محلها عمارات شوهت التاريخ بصورة بشعة وطالب بدران المحافظة باعادة ترميم الأبنية التاريخية علي نفقة وزارة الاثار وتجديد المرافق بها لان هناك بعض المواسير التي تهالكت مع مرور الزمن وتعمل علي ضرر كبير بهذه الأبنية. قال د. أحمد زكي بدر في تصريحات خاصة "للمساء" أنه أعطي تعليماته لكافة المحافظين ورؤساء المدن بحصر المباني ذات الطابع التاريخي وجردها جيداً لحمايتها من كافة المخاطر من هدم وسرقة أو تشويه وعن سؤال "المساء" عن القصور التي تم هدمها بالفعل وبنيت أبراجاً شاهقة مكانها قال: جريمة هدم القصور الملكية أو ذات الطابع التاريخي لن تسقط بالتقادم ومن المفترض أن يتم ازالة تلك المباني الجديدة لتكون رادعا لكل من يحاول بعد ذلك القيام بهذه الجريمة النكراء.