هذه المرأة الصالحة ورد ذكرها في أكثر من موضع في القرآن الكريم. وقد كانت عاقراً في صباها. ثم مرت بها السنون حتي تخطت سن الإياس. ولكن الله الذي لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء رزقها الولد في كبرها. حتي أنها تعجبت عندما سمعت هذه البشارة. فلطمت وجهها علي عادة النساء عندما يسمعن خبرا عصيبا. ولكن الملائكة أخبرتها بأن هذه ارادة الله سبحانه وتعالي. وأن رحمة الله وبركاته عليها وعلي زوجها. وهذه القصة وردت في قول الله تعالي: "ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشري قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ "69" فلما رأي أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلي قوم لوط "70" وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب "71" قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشئ عجيب "72" قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد" وفي قوله: "هل أتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين "24" اذ دخلو عليه فقالوا سلاما قال قوم منكرون "25" فراغ إلي أهله فجاء بعجل سمين "26" فقربه اليهم قال ألا تأكلون "27" فأوجس منهم خيفة قالوا ل اتخف وبشروه بغلام عليم "29" فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم "29" قالوا كذلك قال ربك انه هو الحكيم العليم". وهؤلاء الأضياف الذين دخلوا علي سيدنا ابراهيم هم جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام وقد جاءوه في صورة شبان حسان عليهم مهابة عظيمة فأسرع إلي أهله خفية. وذبح لهم عجلا سمينا ثم شواه وقدمه اليهم. ولكنهم لم يأكلوا منه شيئا. فتعجب من أمرهم وخاف منهم. لأن العادة جرت علي أن الضيف إذا لم يأكل من طعام مضيفه يكون ناويا علي شر. ولكنهم هدأوا من روعه. وأخبروه أنهم لا يأكلون لأنهم ملائكة. وبشروه وزوجته بولد صالح. وهو اسحاق. وبشروهما بأنهما سيعيشان حتي يريا حفيدهما يعقوب "ومن وراء اسحاق يعقوب" ومن كرامات السيدة سارة الدالة علي صلاحها ما جاء في صحيح البخاري ومسلم عن رسول الله ما معناه أنها مرت هي وزوجها بجبار من الجبابرة. فخاف عليها سيدنا ابراهيم لأنها كانت جميلة. ولم يخبره أنها زوجته. بل قال انها اخته. أي أخته في الله. وقد حاول هذا الجبار ان يمد يده اليها. فتيبست يده وأصابه مثل الصرع. فلم يستطع. ثم طلب منها ان تدعو له لينكشف ما به. ولكنه حاول مرة ثانية وثالثة. فحدث معه في المرتين كما حدث في المرة الأولي. فأطلقها وأعطاها السيدة هاجر لتخدمها.