يروي د. طارق فهمي- أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط بجامعة القاهرة تجربة عن الشهر الكريم عام 1996 في مدينة "دلهي" عاصمة "الهند" القديمة التاريخية والتي تتسم بالطابع الشرقي وتضم العديد من المساجد. يقول: انه سافر في زيارة علمية من مركز دراسات الشرق الأوسط إلي مركز الدراسات المدنية والعلاقات الاستراتيجية التابع لوزارة الدفاع الهندية.. للتعرف علي التجرية الهندية في بناء القدرات السياسية والاستراتيجية في العلاقات الدولية.. وكانت الإقامة في مجمع سكني مخصص لإقامة الأكاديميين الدبلوماسيين المغتربين في الهند بخدمة فندقية. يضيف بأن مدينة دلهي مثلها مثل باقي المدن الهندية "بها شيرومومباي" تضم اجناساً وعقائد كثيرة وخليطاً من الأيدلوجيات الدينية المختلفة لذلك لا تجد هناك أي تركز للمسلمين.. مما جعل رمضان هناك دون مظاهر أو احتفالات. يقول إن مجموعة الدبلوماسيين الذين حضروا معه الزيارة العلمية. كان عددهم 12 فرداً من العرب والمصريين تعاونوا معاً حيث كنا نصلي الفروض جماعة في أماكن العمل. أما صلاة التراويح والتهجد فكنا نصليها في السكن لأن المجمع السكني كان بعيداً عن المساجد ولذلك كانت تجمعنا وجبتا الإفطار والسحور.. وكنا نطلب من المطبخ الذي يعد لنا الطعام في المجمع السكني إعداد أنواع معينة من الأكلات العربية.. وكان الأخوة العرب معنا يتولون مهمة اختيار أنواع اللحوم والدواجن التي كانت تعد لنا "كالشيش طاووق" المشوي وتعد خصصياً لنا في موعد الإفطار. يتذكر أن إدارة المجمع السكني كانت تطلب من القائمين علي المطبخ تخفيف التوابل والشطة في وجبات الإفطار حتي لا تضر بالصائمين. فمن المعروف أن الهند مشهورة بالوجبات الحارقة ورائحتها المميزة.. أما العصائر فكانوا يعدون أنواعاً لا نعرفها لكنها قريبة المذاق من "الشربات" المصري ومعظمها كان يضاف إليه رائحة "الورد" و"ماء الزهر". يوضح أن ساعات الصيام كانت طويلة وتصل ل 17 ساعة ولكن الحمد لله المناخ هناك كان شعريا جميلاً. وكانت إدارة المركز تقوم بتنظيم زيارات للدبلوماسيين لأشهر الأماكن والأسواق في دلهي منها سوق "ربيكا" المتخصص في تجارة الأجهزة الالكترونية والحاسبات وقطع الغيار الخاصة بها. يضيف أن الشيء المضحك هناك هو فهلوة الباعة وكأنهم مصريون في سوق العتبة أو وكالة البلح!! الفصال الذي ينزل بسعر البضاعة إلي الربع تقريبا.. كما أن ظاهرة التسول والمتسولين تفوق الوصف ففي كل خطوة تقابل متسولا!! ايضا كثرة السرقات التي يتعرض لها زبائن السوق. يؤكد أن الشعب الهندي يتسم بالتسامح والهدوء وإكرام الضيوف. كذلك كانت إدارة المجمع السكني تقدم الحلوة التي تشبه الكنافة والقطايف الشرقية ولكن بطعم هندي لذيذ بعد الإفطار حتي موعد السحور الذي كان عبارة عن جبن ومربات غاية في حلاوة الطعم. يقول: إن مدينة دلهي القديمة تبهر الزائرين بطابعها المعماري الشرقي الذي يدل علي جمال العمارة الهندية القديمة.. لكن السير في شوارعها غاية في الصعوبة لسوء شبكة الطرق والمرافق بها وازدحام المرور خاصة من "التوك توك" بألوانه المميزة.