تعتبر محافظة كفر الشيخ التي يطلق عليها مجازاً محافظة الأمل والمستقبل من أكبر نقاط انطلاق الهجرة غير الشرعية لدولة ايطاليا وغيرها من الدول المطلة علي البحر المتوسط مثل اليونان وقبرص وذلك لامتداد شواطئ المحافظة علي البحر المتوسط بمحاذاة الطريق الدولي الساحلي بطول 118 كيلو متراً. هذا علاوة علي وجود عدد كبير من مراكب الصيد في رحلات الصيد العادية التي تنطلق من مدينة برج البرلس وقريتي الجزيرة الخضراء وبرج مغيزل بمركز مطوبس. وفي أغلب الأحيان لا يكون ضمن رحلات الهجرة غير الشرعية أي شباب من أبناء محافظة كفر الشيخ لكون السماسرة يخشون الاتفاق معهم علي السفر. خاصة بالنسبة لأبناء المناطق الشمالية لأنهم يعرفون هؤلاء السماسرة الذين يستخدمون اسماء حركية مثل أبوجهاد. أبوحمص. أبو عوف. المحارب. البحار. الشاطر. الفانوس. أبومصعب. أبوجهل وغيرها من الاسماء الحركية التي يستخدمها هؤلاء السماسرة. تنطلق أحياناً رحلات الهجرة غير الشرعية كنوع من التمويه والتضليل من المناطق الواقعة بين السلوم وليبيا. خاصة أن هذه الرحلات لا تكون متجهة إلي ايطاليا مقصد رحلات الهجرة غير الشرعية بالمحافظة. حيث كانت هذه الرحلة متجهة إلي ليبيا وهو تغيير نوعي لرحلات الهجرة غير الشرعية. سبق قيام ليبيا مؤخراً بالقبض علي 4 مراكب مصرية خلال شهر رمضان الماضي علي متنها 64 صياداً من أبناء قرية برج مغيزل بمركز مطوبس بكفر الشيخ وتم حبسهم في سجن بني غازي وتقديمهم إلي المحاكمة هناك بتهمة اختراق المياه الإقليمية الليبية والصيد المخالف فيها واحتجاز مراكب الصيد هناك لمدة أكثر من عام رغم أن المركب الواحد يزيد ثمنه علي مليوني جنيه. وتم إحباط أكثر من 50% من رحلات الهجرة غير الشرعية. حيث تم إحباط أكثر من 45 رحلة هجرة غير شرعية من شواطئ محافظة كفر الشيخ منذ قيام الثورة وحتي الآن. حيث يتم التنسيق بين قوات حرس الحدود والمخابرات الحربية وقوات الشرطة للقبض علي مراكب الهجرة غير الشرعية. ساهم ميناء الصيد الجديد بالبرلس بشكل كبير في الحد من رحلات الهجرة غير الشرعية من مركز البرلس. حيث كانت مراكب الصيد تخرج من قبل من خلال بوغاز البرلس وليس من ميناء الصيد ولم يكن عليها أي رقيب. حيث كان يتم استخدام هذه المراكب في تهريب السولار والبنزين وكذلك البضائع المدعمة والهجرة غير الشرعية وغيرها من المخالفات. وبعد إقامة ميناء الصيد وإلزام جميع المراكب بالخروج من هذا الميناء والعودة إليه. ما أدي إلي الحد من رحلات الهجرة غير الشرعية من البرلس. يؤكد أحمد عبده نصار "نقيب الصيادين" بالمحافظة أن معظم رحلات الهجرة غير الشرعية تتم في المناطق المهجورة وليس من أمام القري باستخدام المراكب المتهالكة لأنها في الغالب تتعرض للغرق كما حدث مع المركب الأخير الذي غرق أمام شواطئ دولة ليبيا وراح ضحيته عدد كبير من لاشباب المهاجر إلي ليبيا وهي الرحلة الأولي التي نسمع عنها وتكون متجهة إلي ليبيا وليس إلي دولة ايطاليا كما كان يحدث في الغالب خلال الفترة الماضية. زضاف أن أبناء برج مغيزل يرفضون مثل هذه الرحلات ولا يقوم أي صاحب مركب بالموافقة علي خروج مركبه الذي يصل ثمنه لأكثر من مليوني جنيه في مثل هذه الرحلات المخالفة التي تعرض حياة هؤلاء الشباب لخطر الموت المحقق ويتم الاتفاق مع بعض الأشخاص من ضعاف النفوس ومن خارج المنطقة علي تسفير رحلات الهجرة غير الشرعية من مناطق نائية وليس من بوغاز رشيد أو من أمام القري علي البحر المتوسط وذلك علي امتداد المتوسط. وسبب اختيار السماسرة والمهربين لشواطئ لكفر الشيخ لكونها تمتد لأكثر من 118 كيلو متراً علي ساحل البحر المتوسط. كما أنها تواجه مباشرة الشواطئ الأوروبية خاصة ايطاليا. ما يجعلها أقصر الطرق للوصول للشاطئ الآخر. حيث تتراوح مدة الإبحار بين 4 و6 أيام. وأن غالبية رحلات الهجرة غير الشرعية تتم في فصل الصيف بسبب استقرار الأحوال الجوية وعادة تتم فجراً. أضاف الحاج عبدربه الجزائرلي شيخ الصيادين بقرية برج البرلس مركز بلطيم أن أبناء برج البرلس والصيادين العاملين بها الذين يزيد عددهم علي 100 ألف صياد يرفضون مثل هذه الرحلات المخالفة التي تعرض حياة هؤلاء الشباب للموت المحقق ولا يقبل أي عاقل من أصحاب المراكب خروج مركبه في مثل هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر. وأن السماسرة يقومون بالاتفاق مع شباب من خارج المحافظة وفي الغالب يكون ذلك عن طريق وسيط حتي لا يتم القبض علي هؤلاء السماسرة الذين ينجحون في معظم رحلات الهجرة غير الشرعية رغم إحباط الأمن لعدد كبير من هذه الرحلات. قال: المضحك المبكي في هذا الأمر أن هذا الشاب المهاجر يدفع بيده كل ما يملك وما تملك أسرته بحيث تصل المبالغ التي يدفعونها إلي سماسرة الموت أكثر من 50 ألف جنيه من أجل يشتري تذكرة موته. وتعد محافظة كفر الشيخ وتحديداً قرية مغيزل بمركز مطوبس هي ثاني أكبر قرية بمصر بؤرة للهجرة غير الشرعية وذلك بعد قرية ميت الكرما بالدقهلية نظراً لقرب تلك القرية من سواحل ايطاليا.