هروب المهندس يحيي الكومي من رئاسة النادي الإسماعيلي وقيامه مع أعضاء مجلس إدارته بتقديم استقالة جماعية بهذه الطريقة المخجلة يمثل وصمة عار لأعضاء هذا المجلس.. الذي لم يمض علي تعيينه سوي أيام لأنهم تركوا قلعة الدراويش في مهب الريح في توقيت قاتل مع اقتراب الموسم الكروي من الانطلاق ليتأكد لجماهير الإسماعيلي حجم المأساة التي يعيشها ناديهم لأن تلك الاستقالة الجماعية وضعت المجلس القومي للرياضة ومحافظ الإسماعيلية في مأزق حرج للبحث عن حلول مناسبة لانقاذ هذا النادي الكبير من الغرق والذي يعيش أزمة طاحنة منذ عدة شهور بسبب بحر الديون التي بلغت 102 مليون جنيه وانتهت بحل مجلس الإدارة المنتخب برئاسة المهندس نصر أبوالحسن وتعيين مجلس الكومي الهارب ليعود الإسماعيلي لنقطة الصفر لتزداد الأزمة تعقيداً وصعوبة وكان مطلوباً من الكومي توفير 20 مليون جنيه فقط ولكن شيئاً من هذا لم يحدث وفوجيء لاعب مثل حسني عبد ربه ان الشيك الذي حصل عليه فشنك وكان من الطبيعي ان يتمرد اللاعبون .. ولكن يبقي سؤال ما هو الحل الأمثل لانقاذ سفينة الإسماعيلي من الغرق؟ والإجابة تتبلور في حل بسيط وسهل مطروح علي الساحة وواضح أمام أعين الجميع ألا وهو تحويل النادي الإسماعيلي إقامة شركة النادي الإسماعيلي للاستثمار الرياضي وطرح أسهم هذه الشركة علي الجماهير وعشاق النادي الإسماعيلي ورجال الأعمال وتحديد قيمة السهم الواحد يمكن ان تتراوح ما بين "10 حتي 100 جنيه" ومشروع إقامة هذه الشركة سبق وقام بتنفيذها نادي المقاصة وهناك النادي المصري الصاعد بقوة بعد ان قطع شوطاً كبيراً في تنفيذها علي أرض الواقع برئاسة كامل أبوعلي الذي ضرب نموذجاً رائعاً لرجال الأعمال المحترمين عندما يتصدون للعمل في الإدارة الرياضية فالرجل لم يكتف بالصرف علي النادي من جيبه الخاص بل وضع خبراته في مجال المال والأعمال لخدمة النادي المصري وبأفكار غير تقليدية تعاقد مع رعاة النادي وبدأ إنشاء شركة النادي المصري للاستثمار الرياضي والذي أصبح له كيان اقتصادي محترم ويتسابق اللاعبون للانضمام إليه وحتي يخرج هذا الحل للنور بالنسبة للنادي الإسماعيلي فالمطلوب حالياً من محافظ الإسماعيلية والمجلس القومي للرياضة بصرف قرض عاجل للنادي قيمة 20 مليون جنيه لتحقيق الاستقرار وإعادة الهدوء لأروقة النادي بصرف مستحقات اللاعبين المالية وتجديد عقودهم وصرف مرتبات العاملين وعندما تصبح شركة الإسماعيلي الرياضية حقيقة واقعة فإن النادي يستطيع عندئذ ان يسدد القرض للمحافظة بل يمكن للمحافظة ان تخصص جزءاً من هذا القرض لشراء أسهم تعطيها الحق كممثل للدولة الإشراف علي إدارة النادي والتدخل في الوقت المناسب كما هو الحال حالياً.. وأعتقد إننا جميعاً نتفق ان خطوة تحويل أندية الدوري لشركات رياضية مساهمة لا بديل عنها بعد ان قرر اتحاد الكرة طبقاً لتعليمات الاتحاد الدولي "الفيفا" لقد انتهي عهد التسول وفشلت كما نري تجربة التبرعات التي لجأ إليها نادي الزمالك وأصبح تكوين شركات استثمار رياضي بالأندية هو طوق النجاة لإنقاذها من الانهيار الذي يتعرض له النادي الإسماعيلي أحد أضلاع مثلث القمة للكرة المصرية.