نعتز بحلمي النمنم ككاتب صحفي قدير. ومثقف وباحث من طراز رفيع. الا أن أداءه كوزير جاء صادمًا للمثقفين كافة. فهو في نظرهم غير موجود أصلا. وينوب عنه أو يمارس مهامه رئيس قطاع مكتبه حسن خلاف الذي يطلق عليه الجميع "وزير الثقافة الفعلي".. أما مهمة حلمي النمنم فهي التوقيع علي ما يتخذه حسن خلاف من قرارات. الكل يتندر علي هذا الكاتب الصحفي الكبير بالفعل. وكيف وصل به الحال في سبيل الاحتفاظ بمنصبه إلي أن يسلم أمره. هكذا طواعية إلي رئيس قطاع مكتبه صاحب القرار الوحيد في الوزارة. ويتساءلون متي ينتفض حلمي النمنم علي هذه الأوضاع المزرية ويستعيد قيمة ومكانة الوزير قبل أن يفوت الأوان وتسوء الأوضاع أكثر في "وزارة حسن خلاف" أو كما تطلق عليه سكرتيرة رئيس هيئة قصور الثقافة "البوب". هناك أسئلة كثيرة نطرحها علي وزير الثقافة الكاتب الكبير والمحترم حلمي النمنم نرجو أن تكون لديه الشجاعة والموضوعية للرد عليها: * لماذا تمت إقالة د. محمد أبوالفضل بدران من رئاسة هيئة قصور الثقافة علي نحو مفاجئ في أواخر شهر فبراير الماضي؟ * كيف تتم إقالة رئيس هيئة. هكذا فجأة. ودون تعيين رئيس آخر للهيئة؟ * ما أسباب التعجيل بإقالة الرجل. هل كانت لديه مخالفات مالية مثلا. وإذا كانت لديه مخالفات مالية لماذا لم تحله إلي النيابة العامة؟ * كيف تصرح بأن د. أبوالفضل بدران لم تتم إقالته بل انه وصل إلي سن المعاش. وعندما أخبروك بأنه سيبلغ سن المعاش بعد ثلاث سنوات. عدت لتقول إن الإقالة جاءت بناء علي طلبه. في حين أن الرجل المحترم. نظيف اليد. أبوالفضل بدران نفي أن يكون قد طلب إعفاءه من منصبه؟ * هل يليق بوزير ألا يعرف سبب إقالة رئيس أكبر هيئة لديه. هل يليق بوزير أن يوقع قرار الإقالة دون أن يعرف سببه. وألا يؤكد ذلك أنك لست صاحب القرار في وزارتك. وأنك توقع وخلاص ولا تستطيع أن تقول لحسم خلاف لا؟!! حقائق مذهلة "المساء" تكشفت لها حقائق مذهلة تضعها أمام حلمي النمنم الذي مازلنا نظن أو نحاول أن نوهم أنفسنا بأنه لا يعرف شيئا عما يدور في وزارته. رغم أن ذلك لا يعفيه من المسئولية. لكن "قضا" أخف من "قضا". خاصة أننا نثق في طهارة يد حلمي النمنم الذي مازلنا مصرين علي أنه "مغلوب" علي أمره. فتش عن أربعة هم: حسن خلاف. وسيد خطاب. وسكرتيرته. وصلاح عبود رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية بهيئة قصور الثقافة. وما أدراك ما الشئون المالية في هيئة قصور الثقافة. هناك أحداث لافتة ومثيرة للانتباه. منها أن د. محمد أبوالفضل بدران عندما تولي رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة. وهو الشاعر والأستاذ الأكاديمي المعروف بطهارة يده وأصوله العريقة المحترمة. جاءه إيهاب الزهري الذي كان يرأس شئون مكتب رئيس الهيئة. بقرار ليوقع عليه. هذا القرار يتضمن تعيين عبير حاتم مديرًا لمكتب رئيس الهيئة. ولأن أبوالفضل بدران يعرف أن هذه السيدة هي "عين حسن خلاف" في الهيئة وأن خلاف يدعمها بقوة. ولأن بدران ليس من أولئك المنافقين أو المنسحقين. فقد مزق القرار وألقي به في سلة المهملات. عاد إيهاب الزهري مرة أخري قبل مؤتمر أدباء مصر الذي عقد في أسوان ومعه قرار بأن تشرف عبير حاتم علي تسكين الأدباء. ففعل به بدران ما فعله بالقرار الأول. وأمر بألا تذهب السيدة إلي أسوان تحت أي مسمي! أخطاء النبلاء واصل د. أبوالفضل بدران أخطاءه التراجيدية. أي واصل ما يطلقون عليه السقوط النبيل. وذلك عندما وصلته فتوي مجلس الدولة بإعادة عبير حاتم من الدرجة الثانية إلي الدرجة الثالثة لأن هناك 18 شهرا احتسبت في مدة خدمة عبير عن طريق الخطأ أو التزوير. ورأي د. أبوالفضل بدران. طاهر اليد. أن الفتوي بمثابة حكم واجب التنفيذ. وأحال الأمر إلي الشئون القانونية لتنفيذه.. لم ينفذ حتي الآن. هنا تدخل حسن خلاف أو البوب أو وزير الثقافة الفعلي. واستصدر قرارا من الوزير بندب عبير حاتم إلي مكتبه. في سابقة لم تحدث في تاريخ الوزارة من قبل. ليس من حيث الندب وإنما من حيث القرار الوزاري نفسه. فهي موظفة علي الدرجة الثالثة. ولا يستوجب أمر ندبها إلي قطاع مكتب الوزير. قرارا وزاريا. لكن حسن خلاف أراده قرارا وزاريا ليؤكد للجميع قوة هذه السيدة. خرجت عبير من هيئة قصور الثقافة إلي قطاع مكتب الوزير. وأقسمت أنها ستعود إلي الهيئة قريبا وفي يدها سيد خطاب رئيسا للهيئة. وبالفعل عادت بعد شهرين وفي يدها سيد خطاب..!!! تجديد عبود كان التجديد لصلاح عبود رئيسا للإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية قد حل موعده. وكانت هناك إجراءات قد اتخذها د. أبوالفضل بدران ضد صلاح عبود أدت إلي تحجيم دوره تماما. حيث سحب أبوالفضل بدران قرار تفويض سلطات رئيس الهيئة في الشئون المالية من صلاح عبود. وقرر خضوع جميع القرارات والإجراءات المالية للشئون القانونية أولا قبل الموافقة عليها.. ربما شك الرجل في بعض الإجراءات المالية فقرر أن يتبع الطرق القانونية الآمنة. شكل د. أبوالفضل بدران لجنة لاختيار رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية واستشعر الجميع أن بدران لن يجدد لصلاح عبود وقبل أن تجتمع اللجنة بيومين تقريبا فوجئ الجميع بقرار حلمي النمنم أو إن شئت الدقة بقرار حسن خلاف بإقالة أو إنهاء ندب د. أبو الفضل بدران من رئاسة الهيئة. وثارت الأسئلة: لماذا أقيل أبوالفضل بدران قبل أن تعقد لجنة اختيار رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية. ولماذا جاءت إجابات الوزير عن أسباب الإقالة مرتبكة ومتضاربة. وهل وقع الوزير علي قرار الإقالة دون أن يعرف السبب الحقيقي. أم أنه كان يعرف وعمل مش عارف؟! كيف تغير موقف النمنم بعدها بأيام دخلت عبير حاتم الهيئة وفي يدها سيد خطاب. وتردد أنها ظبطت كل شيء مع حسن خلاف أثناء عملها في مكتبه وأقنعا الوزير بضرورة إعادة سيد خطاب إلي رئاسة الهيئة بعد أن طرده منها د. جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق شر طردة. وخرج سيد خطاب علي إحدي القنوات الفضائية وقتها وانخرط في البكاء. تساءل الجميع كيف أعاد حلمي النمنم وزير الثقافة سيد خطاب إلي رئاسة الهيئة. وهو الذي صوت ضده عندما كان عضوا في مجلس إدارة الهيئة. واعترض كذلك علي اختياره رئيسا لمؤتمر أدباء مصر قائلا: وما علاقته بالأدب أصلا حتي يرأس مؤتمر الأدباء. تساءل الجميع ما الذي تغير في موقف حلمي النمنم وهل مورست عليه ضغوط فعلا من حسن خلاف وعبير حاتم جعلته في النهاية يرضخ لهما؟! عاد سيد خطاب إلي رئاسة الهيئة وتم تعيين حسن خلاف في عضوية مجلس الإدارة وعضوية اللجنة التي قررت التجديد لصلاح عبود رئيسا للإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية. وبمجرد تعيين صلاح عبود في منصبه أو التجديد له في المنصب. أعاد سيد خطاب تفويضه في اختصاصات رئيس الهيئة في الشئون المالية. وساعتها تقدم المستشار الجليل سيد خميس باستقالته من منصب المستشار القانوني للهيئة. وتردد أن الاستقالة جاءت علي خلفية هذا القرار بالتفويض المالي وعدة قرارات إدارية أخري قيل إن المستشار سيد خميس اعتبرها خاطئة وغير قانونية ورفض أن يستمر في منصبه بسببها. و"المساء" تسأل الوزير المحترم: ألم تصلك شكاوي من سلوكيات وتصرفات سيد خطاب. ألم تصلك مستندات تدين عبير حاتم وتتهم حسن خلاف بالتواطؤ معها ومع سيد خطاب وصلاح عبود.. ولماذا تصمت حتي الآن.. ألا يعد صمتك نوعا من التواطؤ.. ولماذا لا تحيل المخالفات التي تصلك إلي النيابة للتحقيق فيها. ما الذي تخشاه أيها الوزير الهمام.. هناك اتهامات تلاحق موظفيك.. ونحن نتمني أن تخرج علينا وتثبت براءتهم وتؤكد أنهم أفضل من يدير الوزارة وتشرح لنا أسباب ذلك.. ساعتها سنضرب لك ولهم "تعظيم سلام".. أما إذا لم تفعل فلن نقول لك "أنت وشأنك" لأنه شأننا جميعا وسنطالب القيادة السياسية بالنظر في أمرك وأمر رجالك أو أباطرتك الذين وليتهم علي الوزارة فدمروها وعاثوا فيها فسادا.. أيها الوزير الذي مازلنا نحترمك ونقدرك: صمتك هو أكبر خيانة للوطن.. تكلم يا أخي حتي نراك.. فنحن لا نري سوي حسن خلاف وسيد خطاب وعبير حاتم وصلاح عبود الذين يئن تحت وطأتهم وجبروتهم 17 ألف موظف يحتاجون إلي من ينصفهم!!