لا اتعجب من كم المؤامرات التي تتعرض لها مصر سواء داخليا أو خارجيا ربما لإيماني بأن مصر ستظل إلي أبد الآبدين محط انظار الطامعين والمستعمرين وتجار شنطة الأوطان أمثال جماعة الإخوان الإرهابية ومن علي شاكلتهم مثل داعش والقاعدة وغيرهم فهم جميعا صنيعة المستعمر الذي لا يريد لنا إلا الخراب وتمزيق الشعوب والأوطان حتي نتحول إلي كيانات هزيلة لا تستطيع الصمود أمام المستعمر الاعظم المسمي بإسرائيل. وإذا كان المرشح الأمريكي للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب قد اتخذ من تلك الكيانات الإرهابية وسيلة لبناء برنامجه الانتخابي ضد حليفة الإرهاب المسماة بكلينتون فإن فوز ترامب أو كلينتون لن يغير من السياسة الأمريكية شيئا فالاستراتيجيات الأمريكية لا تبني علي شخص الرئيس كحال الدول الصغيرة ولكن تبني علي مدار عقود طويلة تتحد وفق المصلحة العليا لتلك الدولة العنصرية البغيضة. إذن من يتصور أن ترامب سيعيد تغيير الخريطة العالمية إذا فاز إلي ما كانت عليه قبل تولي أوباما المسئولية فهو واهم والدليل أن أوباما عندما تولي الأمر فرح بسطاء الناس باعتباره من أصول افريقية وله أقارب مسلمون وسرعان ما اكتشفوا أن الإسلام لم تضع صورته الحقيقية وسماحته في نظر العالم إلا بعد تولي هذا الرجل بل ولم تتعرض الدول العربية والإسلامية إلي هذا الخراب والتشتيت والفرقة والحروب والإرهاب مثلما حدث في عهده وهو في كل ذلك يظهر بريئا وكأنه لم يفعل شيئا وبالتالي يصبح ما يقوله ترامب ما هو إلا فضح للاستراتيجية الأمريكية البغيضة لكنه حتي الآن لم يصل إلي الخطوط الحمراء التي تري العقلية الأمريكية أنها أمور تمس الأمن القومي الأمريكي لأنه لو فعل ذلك سواء كان رئيسا أو خفيرا سيتعرض لفضيحة سياسية أو للاغتيال ولنا في جون كيندي اسوة ودليل. من كل ما فات لن اتفاءل بكل ما يدور من المرشح الأمريكي الذي لم يوضح في خطاباته سياسته تجاه الابنة المدللة المسماه إسرائيل وهو في ذلك ذكي لأنه يعلم أن أي خروج عن النص سيعني خسارة أصوات اليهود وهم تكتل حاسم في الانتخابات الأمريكية كما انه سيصطدم وقتها بدواعي الأمن القومي الأمر الذي قد يقضي علي مستقبله السياسي وحياته ايضا لذلك فإن القيمة العظيمة في كل ما فعله ترامب هو فضح السياسة الأمريكية في رعاية الإرهاب والإرهابيين بما يفقد الأمريكيين أنفسهم الثقة في النظام السياسي الذي يدعي الديمقراطية وهو ديكتاتور وفاشي وعنصري وإرهابي أيضا.