حدث ولا حرج عن الإهمال والتسيب اللذين وصلت إليهما هيئة الآثار.. فهذه هي منطقة أتريب الأثرية تُركت الحمامات الفرعونية مكشوفة في العراء ترعي بها الكلاب الضالة وقام عمال مجلس المدينة بوضع القمامة بجوارها للتأكيد علي إهانة التاريخ مع سبق الإصرار والترصد. ترجع منطقة تل أتريب وحمامات أتريب الأثرية إلي الأسرة الرابعة الفرعونية التي أسسها الملك "سنفرو" سنة 2613 قبل الميلاد وقد أنشئت مدينة بنها علي الجزء الغربي من أتريب القديمة التي اختفت علي مر العصور واندثرت تحت الأرض ولم يبق من أتريب الأثرية إلا جزء بسيط يرتفع عن الأرض علي شكل تلال يطلق عليه "تل أتريب" وبه أهم المواقع الأثرية "حمامات أتريب الأثرية". يقول المؤرخون بأن حما مات أتريب شبه متكاملة وكانت تستخدم كمنتديات تجمع الأهالي فيها وقت الظهيرة للمناقشة ومن أهم مكونات الحمام صالة الاستقبال وصالة الألعاب وحجرات تسخين المياه ومواسير تصريف المياه الباردة والساخنة وبنيت بالطوب الأحمر المكسو بطبقة من الجير والرمل والحمرة وقد تعرضت الحمامات للعوامل الجوية من رياح وأمطار حتي تأثرت.. كما عثرت البعثة الألمانية عام 1937 بشارع فريد ندا ببنها علي التابوت الأثري "بف يثو أمون" ومكون من الحجر الجيري وهو موجود بحالة جيدة بمكانه حتي الآن في مخزن ويحمل التابوت في جوانبه شريطاً من الكتابة الهيروغلفية التي تأثرت بالعوامل الجوية. ويشير المؤرخون إلي أن أتريب كانت في الماضي لها شأن كبير لا يقل عن مدينة طيبة في عصر الفراعنة والإسكندرية في عهد البطالمة والرومان ولكن تاريخها دفن تحت ترابها وكانت أتريب تسمي في الفرعونية "حت - حري - أب" وكان معناها "قصر الاقليم الأوسط" ثم اشتق الأشوريون اسماً لها خلال فترة حكمهم لمصر في أواخر العصور الفرعونية وهو "هاتريب" وفي العصر القبطي سميت "أتريبي" وفي الأوساط العلمية المعنية بعلوم المصريات فيطلق عليها "أتريبس" وهم الاسم الذي كان يطلقه البطالمة والرومان عليها. كما عثرت البعثة الألمانية في أتريب أيضاً عام 1937 أثناء الحفر علي تمثال من الجرانيت طوله 65 سم ومسله لرمسيس الثاني.. كما عثرت علي المسلة الثانية في الفسطاط عاصمة مصر لاستخدامها في بناء المدينة في القرن السابع عشر الميلادي وتوجد مسلة منهما حالياً في برلين بألمانيا والثانية في المتحف المصري. قال سامي عبدالوهاب عضو مجلس محلي مدينة بنها السابق بأن المجلس المحلي للمدينة سبق وأن ناقش مشكلة آثار أتريب وطالب بضرورة إقامة متحف لها مع تغطية الحمامات بدلاً من تركها بالعراء أو إقامة سور حولها لحمايتها خاصة أن هناك العديد من الأتوبيسات السياحية تأتي لزيارة المكان ولا يصح أن تكون أثارنا بهذا الشكل.. مشيراً إلي أن توصية المجلس ذهبت أدراج الرياح. وطالب جمال محمد كامل مدرس ببنها من د. رضا فرحات محافظ القليوبية الجديد بأن يرعي إقامة متحف لآثار تل أتريب خاص وأنها متناثرة بمتاحف الإسكندرية والقاهرة وعدة أماكن ويتم تدريسها للطلبة فلماذا نهمل فيها.