تحولت المنطقة الأثرية بمنطقة اتريب ببنها إلى عنوان للاهمال وعدم احترام التاريخ . فبعد أن كانت المنطقة منارة للتاريخ أصبحت بؤرة للمجرمين وقطاع الطرق وراغبى المتعة ومقلبا عموميا للقمامة . وتحولت اتريب تلك المدينة المصرية القديمة التى ذكرها (جوتييه) فى قاموسه من مدينة (الثور الأسود) كما أسماها, من مقابر مقدسة ومعابد وحمامات رومانية طالما حفظها التاريخ وصان قدسيتها، تحولت الى اوكار للمجرمين والمنحرفين ومتعاطى البانجو والمخدرات وممارسى الرذيلة. وقد سجلت عدسة "بوابة الوفد" تناثر القطع الأثرية ورؤوس الاعمدة وبقاياها وسط تلال القمامة ومخلفات البناء . يقول د.ياسر سهيل الأستاذ بجامعة بنها إن أتريب كانت عاصمة الإقليم العاشر من أقاليم مصر السفلى، وعرفت في النصوص المصرية القديمة باسم (حت – حرى – إيب)، أي: "مقر الوسط"، وعرفت في اليونانية باسم" أتريبس"، وأصبحت في العربية: "أتريب"، وأضيفت إليها الكلمة العربية الدالة على الموقع الأثري: " تل". ويضيف ان تل أتريب يقع على بعد حوالي 3 كم شمال شرقي مدينة "بنها" عاصمة القليوبية، على الضفة الشرقية لفرع دمياط. وقد عُبد في أتريب أكثر من إله، من بينهم (كم – ور)، أي: "الأسود العظيم"، والذي رمز له بالعجل، وإلهة تتخذ صفات الإلهة حاتحور، وكذلك الإله "حور" في إحدى صوره. وتشير النصوص إلى أن أقدم تأريخ لأتريب يرجع للأسرة الرابعة، على الرغم من أن أقدم بقايا أثرية عثر عليها ترجع لعهد الملك أحمس الأول، أول ملوك الأسرة 18، غير أن من أهم آثار المدينة من مساكن ومعابد وجبانة ترجع إلى العصر اليوناني والروماني وطالب سهيل بالاهتمام بالمنطقة والعمل على تحقيق حلم القليوبية فى إنشاء متحف. ويضيف د.سلامة عبد العظيم الأستاذ بجامعة بنها، قائلا :"أصبحت الآثار المصرية هي أهم ضحايا الإهمال الذي ضرب بحذوره في المواقع الآثرية الشهيرة بها رغم كل ما تمتلكه هذه الآثار من قيمة رائعة وحضارة عريقة تفتقد إليها معظم البلدان الأخري، لكن وبما أنه أصبح الإهمال هو السمة الغالبة بمصر، بل وصل إلي أهم الكنوز التي تمتلكها مصر وهي الآثار إذن علينا أن نتيقن جيداً أنه بدأت الحضارة المصريةالسير في أولي خطواتها نحو الاضمحلال والضياع". وطالب بسرعة إعداد الدراسات اللازمة لانشاء متحف لاثار القليوبية. وقال محمد عبد الفتاح موظف إن المدينة الأثرية تحولت إلي مأوي لتجار المخدرات والتجاوزات, مضيفا أن وزارة الآثار لم تتخذ اى خطوات لحمايتها. ويقول محمود عبد العزيز رئيس مركز الحرية لحقوق الانسان بالقليوبية, إن مساحة المنطقة الأثرية بأتريب «ثلاثة أفدنة وقيراطان» وهي تتبع هيئة الآثار. واشار الى توافد البعثات العلمية لدراسة أثار المنطقة, وأكد سرقة معظم الآثار المكتشفة وتهريبها للخارج, مطالبا وضع آليات لحماية الآثار وفرض عقوبات مشددة علي المتجاوزين. يسرى ابراهيم احد سكان المنطقة طالب بايقاف المبانى التى تقام على الاثار بشكل علنى وتكثيف التواجد الامنى بالمنطقة وانشاء متحف بمدينة بنها. مواطنو بنها يطالبون محافظ القليوبية بتبنى فكرة انشاء متحف لاثار القليوبية ومنها اثار اتريب الموزعة على متاحف مصر ومتاحف العالم وانقاذ ما تبقى من المنطقة الأثرية بأتريب . شاهد الفيديو