تنظم إدارة الأنشطة الثقافية بالمتحف المصري بالتحرير، الخميس المقبل، محاضرة بعنوان «أحدث الحفائر بأتريب» والتي سيلقيها الدكتور «Marcus Müller»، مدير المشروع الأثري بالموقع، وذلك في إطار الدور التوعوي والتثقيفي الكبير الذي تلعبه المتاحف المصرية في المجتمع، تحت رعاية الدكتور خالد العناني وزير الآثار. ويرجع تاريخ «تل أتريب» إلى العصر الفرعوني، وتحتوي على آثار ومنشآت معمارية مهمة، اكتشفت بعضها بعثة ألمانية في عام 1937، حين عثرت على مسلتين وتمثال لأسد مصنوع من الجرانيت، هي الآن ضمن مقتنيات المتحف البريطاني، وعمر المدينة يتعدى ال4500 عام، إذ شيّدت في عهد الأسرة الفرعونية الرابعة والملك سنفرو، وكانت تحتل الترتيب العاشر في التقسيم الإداري للدلتا، ورمزها الديني الثور الأسود، أحد أشكال الإله حورس، وظلت تحتفظ بأهميتها رغم تعاقب العصور من المصري القديم والآشوري والروماني والقبطي وصولاً إلى الفتح الإسلامي. وتعدّ حمامات أتريب في نظر أثريين ذات أهمية وندرة، فهي شبه كاملة ولا يوجد مثلها إلا في كوم الشقافة في الإسكندرية، والتي ترجع إلى العصر الروماني حين كان يجتمع فيها الأهالي للحديث والنقاش وليس فقط للاغتسال. كما تعد «تل أتريب» الواقعة في الجانب الشرقي من مدينة بنها شمال القاهرة، أحد المعالم الأثرية المهمة في مصر، وهي واحدة من عواصم دلتا مصر القديمة، وصفها مؤرخون أجانب وعرب أمثال هيرودوت وابن الكندي، بأنها «أحد أهم أربعة بلدان لا يوجد مثلها على الأرض». وكلمة «أتريب» مشتقة من الاسم المصري القديم «حت حري إيب»، أي الإقليم الأوسط، إذ يعتقد أن الجزء الأوسط من جسد الإلهه أوزوريس مدفون فيها.