24 ساعة مرت كالكابوس بالطابق الثامن بالقرية الأوليمبية وبالتحديد بالغرف رقم 704 و705 و706 التي تقيم فيها بعثة الملاكمة برئاسة د. عبدالعزيز غنيم رئيس اتحاد الملاكمة والمدرب الأوليمبي صاحب الإنجاز الأكبر في تاريخ الملاكمة المصرية كمدرب صاحب 3 ميداليات أوليمبية "أثيناسنغافورة" واللاعب حسام بكر الذي كان أمل المصريين عامة ومدينة بورسعيد الباسلة التي تابعت مبارياته الثلاث عبر شاشات عملاقة بشوارعها وميادينها لأول مرة لملاكم وكأنها تتابع مباريات كأس العالم الذي كان يشارك فيه المنتخب المصري لكرة القدم.. فألآلاف من الرسائل والتعليقات انهالت علي ملاكمنا الذي خسر بل "اتسرقت" منه الميدالية البرونزية في أوليمبياد ريو دي جانيرو والذي تم الاستعداد له طوال السنوات الأربع الماضية وفق خطط وتدريبات ومعسكرات وحكايات تنفرد بها "المساء" بعد أن اخترقت حاجز الصمت والحزن الذي كان مسيطراً علي بعثة الملاكمة بعد تعرضهم للظلم الواضح في تلك المباراة العجيبة التي جمعت بينه وبين الملاكم المكسيكي ميسيل رودريجيز الذي فاز بدون أن يصوب لكمة واحدة. في البداية تحدث د. عبدالعزيز غنيم الذي كانت علامات الحزن الشديد تكسو وجهه قائلاً: لا أصدق حتي الآن ما حدث مع حسام الذي كان يطمئنني ليلة المباراة قائلاً: لا تقلق فسوف انتزع الميدالية فلم نذوق النوم أو حتي الطعام منذ ليلة المباراة التي كنت أتابعها من المدرجات مع المهندس هشام حطب وجميع الإعلاميين المصريين والجميع شاهد كيف تم ذبح حسام علي يد الحكم لصالح المكسيكي الذي وقع في العديد من الأخطاء الأولية التي ارتكبها ومنها قذف "الجامب" "واقي الأسنان" من فمه خمس مرات ولم يحصل إلا علي إنذار واحد فقط هذا فضلاً عن اللكم السلبي الذي لم يحتسبه الحكم وبالطبع كل ذلك لا يمكن الاعتراض أو حتي تسجيل الاعتراض وفق القانون الدولي للملاكمة بإلغاء الاعتراض والذي كان من قبل يتم بعد تسديد 500 دولار ولكن هكذا تم ذبح اللاعب واغتيال طموحاته وطموحات الجهاز الفني المصاحب له. لكن لا أقول غير أن الله عز وجل لا يريد الفوز وغاب التوفيق ولكن هناك بصيصاً من الأمل وهو اختيار ملاكمين من ملاكمينا الأربعة هما حسام بكر وأمين عرابي ليكونا ضمن الأبطال المشاركين في بطولة الدوري العالمي لملاكمة المحترفين W.S.B وبالطبع لا يمكن اختزال الملاكمة المصرية في عدم إحراز الميدالية الأوليمبية فهناك إنجازات تم تحقيقها غير مسبوقة في تاريخ الملاكمة ومنها أنه تم تقديم بطل مثل حسام كان قد قرر الاعتزال قبل 4 سنوات وعاد للمنافسة والتفوق عالمياً وحصل علي ثالث العالم واليوم خامس الأوليمبياد بالظلم والتحكيم. قال سعيد حسن المدير الفني للمنتخب إنه خرج من صالة الملاكمة غير مصدق النتيجة التي تخالف كل أعراف وقوانين الملاكمة التي عاصرتها في حياتي كمدرب ب 3 أوليمبياد من قبل والعديد من بطولات العالم فلم أشاهد هذا النوع من التحكيم السلبي والظلم الواضح. أضاف شعرنا بمرارة ليلة الهزيمة ليست لحسام فقط بل لنا جميعاً فلقد شعرت بألالام مبرحة بالأسنان أدت لإجرائي عملية جراحية بالفك العلوي من الفم ولازلنا نعيش في هذا الكابوس الذي شاهده مستر كو رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة والذي أبدي استيائه الشديد من النتيجة وامتعاضه من الهزيمة التي لا يستحقها ملاكمنا الذي كنا نعول عليه تحقيق برونزية علي الأقل عن جدارة واستحقاق. تحدث ملاكمنا حسام بكر قال "أنا اتسرقت" مني الميدالية واللصوص معروفين وكانت الهزيمة مسار حديث كافة الصحف والفضائيات الأجنبية خاصة التليفزيون التركي والمذيع الذي كان يعلق علي المباراة قالها بوضوح "فضيحة.. فضيحة يرتكبها التحكيم الدولي في الملاكمة" ولقد اتصل بي زملائي الكابتن قباري عبدالكريم سالم ورمضان عبدالغفار المحترفان بأمريكا واللذان قالاً أنهما شاهدا المباراة وكيف تمت سرقة الميدالية علي الملأ. أضاف حسام أنه كان هناك منظم للمباريات يشاهد المباراة وينوي توقيع عقد احتراف معي مقابل نصف مليون دولار فور حصولي علي الميدالية البرونزية الأوليمبية ولكن قدر الله وما شاء فعل. أشار بكر إلي أن ما يحزنه بشدة غيابه عن ابنته ملك وبكاءها لعدم وجوده معها في عيد ميلادها يوم 31 يوليو الماضي وكنت أعدها بإحراز الميدالية كهدية لهاه وقالت لي إنها تنتظرها.. ولم أنجح في ذلك بالرغم من وعدي لها ولكل من حولي وأولهم د. عبدالعزيز غنيم الذي قلت له "اعتبر الميدالية في جيبك". تحيز الحكم عن المباراة قال منذ البداية شعرت بتحيز الحكم سيرجي موروزوف بإنذاري من البداية محاولاً كما يقولون بالمصري "ذبح القطة" من البداية وأخذ يتعامل معي في احتساب الانذارات لي دون احتسابها للمنافس بشكل جعلني أتحدث إليه عندما غافل قذف واقي الأسنان 5 مرات فقلت له أنها المرة الخامسة وحينها منحه إنذار واحد فقط. اختتم بكر قائلاً: إنه سيواصل التدريب ليلاً نهاراً من أجل المشاركة في دوري الاحتراف العالمي بعد اختياره وزميله أمين عرابي من هذه الدورة ولن أعتزل كما أشيع فلازال أمامي الطريق طويل ولازلت قادراًپعلي العطاء من أجل أسرتي ووالدتي وأخي وزوجتي وأبنائي وبالطبع لرفع علم مصر خفاقاً..اعتذر لأهل بلدي بورسعيد الذين باتوا في حزن بعد متابعتي بالشوارع وعلي المقاهي في سابقة الأولي من نوعها وبالطبع للمصريين وأتمني أن أكون عند حسن ظنهم في المنافسات القادمة. حصلت "المساء" علي أسماء طاقم التحكيم للمباراة فهم سيرجي موروزوف حكم حلقة وحكام المنصة هم ماريوزيس جورني ومايكولا كراكولوف وستيفان نوردين وكلاوس بيدمان.