« من رحم المعاناة يولد الابدع » لعل هذه المقولة هي اكثر وصف يليق بحسام بكر ابن بورسعيد الباسلة الذي حقق انجازا تاريخيا بتتويجه ببرونزية بطولة العالم للملاكمة وتأهله لاوليمبياد ريو دي جانيرو 2016 بالبرازيل وهو مصاب بشرخ في الضلع الأيسر ليس فقط لتحامله علي نفسه وهو مصاب ولكن ايضا في اصراره علي تحقيق حلمه رغم معاناته واوضاعه الاجتماعية غير المستقرة. « الأخبار » حاورت النجم العالمي لتتعرف أكثر علي انجازه وكيف سيستعد للاوليمبياد ولمعرفة اخر تطورات إصابته والكثير عن احلامه وحياته.. في البداية حدثني كيف بدأت رحلتك مع الملاكمة ؟ - البداية جاءت في عام 1994 عندما اعلنت وزارة الشباب والرياضة عن تنظيم مشروع الموهوبين رياضيا وفتحت الباب امام الجميع للانضمام.. وكانت والدتي كلمة السر بعد أن شجعتني علي الانضمام، وبالفعل انضممت للمشروع وحينها شاهدني الكابتن « عادل عمر « وقال لي بالحرف الواحد « انا عايزك تلعب ملاكمة أنا شايف فيك مشروع بطل «. وهل كنت تتوقع الفوز بميدالية في بطولة العالم والتأهل للاوليمبياد ؟ - بطولة العالم من أقوي بطولات الملاكمة وتضم العديد من اللاعبين الكبار، والفوز بالبرونزية شرف عظيم لاي لاعب، اما بالنسبة لتوقعاتي فهي لا تحسب بهذه الطريقة فكل شئ وارد ولكن انا والدكتور عبد العزيز غنيم رئيس الاتحاد وكل من يعمل معنا كان لنا حلم وهو التأهل لريودي جانيرو وما أصعب المواجهات في البطولة ؟ تعد مباراة التأهيل هي الأهم خلال مشوار البطولة وكانت من أصعب اللقاءات خصوصا أنها امام بطل ايرلندا الذي فاز بذهبية أوربا بالاضافة إلي أني لعبت وأنا مصاب . ما طبيعة الاصابة التي تعرضت لها ؟ - تعرضت لشرخ في ضلعي الايسر في مباراة نصف النهائي امام بطل كوبا.. وفضلت ان اتكتم عليها و» اخفيت « علي اللجنة المنظمة للبطولة وكنت اتحامل علي نفسي اثناء الكشف اليومي حتي لا يفضح أمري خصوصا وأنه لم يتبق علي تحقيق حلمي سوي خطوة واحدة.. مباراة واحدة تفصلني عن التأهل فلماذا انسحب؟ فكنت اقول لنفسي حينها « أن حياتي في ايد البني ادم ده « اشارة إلي بطل ايرلندا. وفي الجولة الأخيرة من المواجهة تعرضت « للكمة « شديدة في مكان الاصابة وشعرت حينها بشلل في جسمي ولكني كنت قد تعاهدت مع نفسي علي الاستمرار والتحمل حتي اللحظة الاخيرة مهما كانت الآلام. كيف كان شعورك عند عودتك إلي مصر وشاهدت الاستقبال العالمي الذي اعد لك خصيصا ؟ - لحظة لا توصف.. ان تكون سببا في اسعاد هذا الشعب، وازدادت سعادتي عندما شاهدت زوجتي واولادي وهم فخورون بي «ففرحة ولادي بالدنيا كلها «.. حدثنا عن مشوارك الطويل للتأهل ومن ساهم في هذا الانجاز ؟ - نقطة الانطلاق كانت من أوليمبياد بكين التي حصلت فيها علي المركز الخامس بعدما تفوقت علي بطل تايلاند الذي كان بطل العالم وقتها وبعد انتهاء البطولة شعرت أنني استطيع أن احرز لمصر ميدالية أوليمبية، وبالفعل صممت أن استعد لاوليمبياد لندن ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فلقد تعرضت لحالة « تسمم « في معسكر الاعداد بأوكرانيا قبل أسبوع واحد من منافسات تأهيل الاوليمبياد. شعرت بانكسار وحزن بعد ضياع حلم التأهل للندن ولكن مع تولي د. عبدالعزيز غنيم رئاسة الاتحاد عدت متحمسا ومتحفزا من جديد بعد أن بث داخلي روح الامل من جديد وبدأنا الاستعداد لريو دي جانيرو.. التفاهم والتناغم « دويتو « بيني وبين غنيم كان السر وراء هذا الانجاز ومع أول بطولة اشارك فيها حصلت علي المركز الخامس في بطولة العالم بكزاخستان وتم اختياري بعد ذلك من الاتحاد الدولي من أفضل 8 لاعبين في العالم.. وفي بطولة العالم للمحترفين حصدت المركز الرابع.. واحرزت فضية دورة العاب البحر المتوسط ثم بعد ذلك جاء هدفي الاهم الا وهي بطولة العالم المؤهلة للاوليمبياد والتي يشترك فيها أبطال القارات فكان لابد في البداية أن افوز ببطولة أفريقيا وبالفعل حققت ذهبية أفريقيا وصعدت لبطولة العالم التي احرزت فيها الانجازين الميدالية البرونزية والتأهل للاوليمبياد. ما أحلامك في الفترة المقبلة ؟ - حلمي وطلبي الوحيد ان احصل علي وظيفة في هيئة قناة السويس، هذا كل ما أتمناه وانتظر أن تكافئني الدولة بتحقيقه.. أنا تركت الثانوية العامة بسبب حبي وانشغالي بالملاكمة واتمني هذه الوظيفة ويكون لدي مصدر دخل ثابت حتي استطيع مواصلة انجازاتي وانا مطمئن علي اولادي.. « أنا مش عايز آخذ وقتي واروح واتنسي». واتمني من الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس والمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة واللواء مجدي اللوزي رئيس جهاز الرياضة العسكري أن يحققوا حلمي. وما توقعاتك وأمنياتك لدورة الألعاب الأوليمبية بالبرازيل ؟ - التوقعات شئ ليس بيدي فكل المطلوب مني أن اجتهد وأبذل كل ما في وسعي للفوز.. و»أتمني أن أغير لون البرونز وأحرز ذهبية لمصر إن شاء الله».