فرحة عارمة وسعادة بالغة سيطرت علي أهالي قري العائدين من ليبيا بعد تحريرهم من الخطف علي أيدي الميليشيات والعصابات التي تستغل الحالة التي تشهدها البلاد هناك. أكد العائدون علي أنهم عادوا إلي الحياة من جديد بعد أن فقدوا الأمل في العودة إلي مصر لسوء معاملة أفراد العصابة من تعذيب وتجويع وتعطيش وإهانات مدنية ومعنوية أدت إلي انخفاض معنوياتهم ويأسهم من فك أسرهم. وفي منزل عماد إبراهيم السيد توافد المئات من أبناء قرية المحفوظة مركز بلقاس لتقديم التهنئة علي العودة سالما إلي أسرته وأهله. وأشار عماد إلي انه يبلغ من العمر 33 عاما ومتزوج منذ خمس سنوات ونعمل في مجال دوكو السيارات ولم يرزقه الله الولد حتي الآن لذا قرر السفر إلي ليبيا في أغسطس من العام الماضي بغرض ادخار مبلغ من المال لإجراء عملية لعلاج زوجته من العقم وعدم إنجاب أطفال وعلي الرغم من مرور حوالي عام علي وجودي في ليبيا إلا أنني لم أدخر أي أموال نتيجة لارتفاع الأسعار وسوء الحالة الأمنية والاقتصادية هناك وعندما قررت العودة إلي الوطن مع مجموعة من المصريين وأثناء تحركنا من مصراته. وعند منطقة البريقة استوقفتنا عصابة مسلحة وجردونا من جميع متعلقاتنا ولم يتركوا شيئا بحوزتنا وقاموا بتوثيق أيادينا واقتادونا إلي منطقة جبلية ومنها إلي غرفة لا تتجاوز مساحتها 3*3 أمتار وتركونا دون أكل أو شرب في عز الحر وحينما ضاق بنا الحال وكاد الجوع يفتك بنا وأمدونا بلقيمات من الخبز لمرة واحدة في اليوم والقليل من الماء من بئر يقع بالقرب من منطقة الصرف الصحي إلي جانب الضرب بالكابلات الكهربائية التي تركت علامات واضحة علي أجسادنا بالاضافة إلي قاموس الشتائم والصفات الحقيرة التي وصفونا بها بالتبادل وبعد ذلك أخبرونا بأننا مخطوفون وطلبوا منا الاتصال بأسرنا لتسديد فدية تعادل 15 ألف جنيه مصري من أجل اطلاق سراحنا ساعتها شعرت باليأس والاحباط والانهيار العصبي لأنني لم أحقق أي شيء مادي طوال العام وظروف أسرتي لا تسمح بذلك وانصب كامل تفكيري في زوجتي وأنا في وضع أقرب إلي الموت عنه الحياة وساعتها فوضت أمري إلي الله لأشعر لحظتها بالسكينة. أضاف وبعد رحلة معاناة استطاع أهلي اقتراض قيمة الفدية ودفعوها من خلال تحويلها لأحد المصريين وساعتها أمدونا برغيف وقطعة جنيه نستو وسيجارتين وزجاجة مياه وسمحوا لنا بدخول الحمام بعد ان كانوا يمعنونا من ذلك إلي أن فوجئنا بالقوات الليبية الخاصة تهاجم المكان وتحررنا من قبضة هذه العصابة بالتنسيق مع الجانب المصري وبهذه المناسبة اتقدم بخالص شكري وتقديري للرئيس السيسي ورجال المخابرات والقوات المسلحة الذين كان لهم دورا حيويا في إنقاذ حياتنا. يقول والدة السيد حسن أصبت بصدمة شديدة حينما حدثني نجلي وأخبرني بأنه مخطوف ومطلوب تسديد فدية لتحريره حاولت أن أتمالك نفسي واطمئنه ووعدته بتجميع الفدية وبعد ذلك شعرت بأنني لن أري إبني بعد ذلك وأصبحت هائما علي وجهي كالمجنون أذهب إلي هذا وذاك من أجل المبلغ المطلوب لإرساله بأسرع وقت وفي نفس الوقت كنت حريصا علي تشجيع زوجته وبث روح الأمل في عودته سالما إن شاء الله إلي أن عرفنا من خلال وسائل الإعلام ما فعله الرئيس السيسي بالتنسيق مع القوات الليبية لتحريرهم ولكن لم أصدق نفسي حتي عاد واحتضنته وضممته الي صدري. "دعاء" زوجة عماد قالت بأن صدمتها كانت شديدة ومصيبتها عظيمة حينما علمت باختطافه لأنه سندها الوحيد في هذه الحياة فهو الأب والأم والأخ وكل شيء في حياتها والاسوأ من ذلك إنني كنت متألمة حينما علمت بأن اختطافه بهدف دفع فدية مالية وظللت أتوسل اليهم في الهاتف لسماع صوته ولكنهم رفضوا إلا بعد دفع الفدية وبعد دفعها كلمته كلمة واحدة من خلال سؤال واحد انت عامل إيه يا عماد قال لي انه كويس والحمد لله وبعدها كلمني شخص قال لي اطمئن عماد سوف يصلكم بعد يومين وبعدها علمت بأن المتحدث ضابط ليبيي من الذين شاركوا في تحريره وفك أسره. شعبان محمد البيومي استقبله أهل قريته شاوه التابعة لمركز المنصورة بالترحاب الشديد بعد عودته من رحلة الموت بليبيا. يشير شعبان إلي أنه يعمل خبازا منذ حوالي أربع سنوت في ليبيا رغم الظروف الأمنية والاقتصادية المتردية هناك ولكنه ذهب مضطرا لتوفير المصاريف الشهرية لأسرته وقد فرضت الظروف هناك الخروج في مواعيد محددة وكذا العودة. أضاف أن آخر مرة سافر فيها إلي ليبيا كانت في سبتمبر الماضي وبعد أن ضاقت الأحوال هناك وفي ظل صعوبة الحياة والدخل المحدود قررت العودة إلي مصر واحة الأمن والأمان من أجل أولادي محمد وإسلام وزوجتي ونصحني الزملاء هناك السفر ضمن مجموعة كبيرة فانتظرت حتي علمت بسفر 22 آخرين انضممت إليهم وعلي الرغم من ذلك فإن هذا الأمر لم يمنع تنفيذ قضاء الله حيث فاجأتنا العصابة وقاموا باختطافنا جميعا فأنهارت أحلامي وتحطمت آمالي وشعرت بدنو أجلي بعد تلقينا جميع أنواع التعذيب والمهانة وحينما اخبرونا بضرورة دفع فدية حاولنا مساومتهم علي اعتبار أن ظروفنا لا تسمح بذلك فضاعفوا من تعذيبنا وإهانتنا وبعد اتصالي بأهلي قامت زوجتي باللجوء للأقارب والجيران حتي جمعت 12 ألف جنيه قامت بتحويلهم الي شخص مصري في أسيوط عبر حوالة بريدية وبعد ذلك سلمونا لعصابة أخري من أجل أن تتفاوض مع الحكومة المصرية للحصول علي مبالغ أخري ولكن القوات الليبية نجحت في اقتحام مكان احتجازنا وحررتنا من قبضة العصابة ولهذه المناسبة يتقدم شعبان بشكره للرئيس السيسي والقوات المسلحة علي ذلك المجهود. علي صعيد آخر القت قوات أمن مطروح القبض علي أحد المحررين من الخطف من أبناء الدقهلية ويدعي أيمن حسن السيد لصدور أحكاما ضده بالحبس في قضايا ايصالات أمانة وناشدت زوجته سماح الجهات المعنية بالافراج عن زوجها الذي كان قد سافر إلي ليبيا من أجل سداد ديونه إلا أن هناك احكاما قد صدرت ضده وهو بليبيا لصالح الدائنين مؤكدة علي نيته لسداد كل ديونه ولكن عملية اختطافه اضطرتنا الي الاقتراض مرة أخري واضطررت لبيع الثلاجة والغسالة وبعض اثاث المنزل لتجميع مبلغ 15 ألفا وثلاثمائة جنيه قمت بتحويلهم لشخص في أسيوط بناء علي طلب افراد العصابة. أضافت كل ماكان يشغلني بعد علمي باختطاف زوجي هو عودته بأي شكل من الاشكال لأن هناك هاجس كان متملكا مني بأنه لن يعود وسيقوم افراد العصابة بقتله ونناشد الرئيس السيسي الذي نتقدم له بأسمي معاني الشكر والتقدير علي وقوفه بجانب ابنائه المصريين أن يفرج عن زوجي من أجل ولديه هبة 8 سنوات وحسن 6 سنوات من أجل أن يعمل ويقوم بسداد كافة مديونياته للدائنين.