إن الإنسان في هذه الحياة بين أمرين. إما أن يشغل بنفسه عن عيب غيره واما أن يشغل نفسه بغيره وينسي نفسه والله أمرنا ان ينظر الإنسان الي نفسه ويفتش في جميع مداخها.. قال سبحانه "كل نفس بما كسبت رهينة" وما يحدث من بعض الناس في حياتنا من تتبع عورات الناس والبحث عن أخطائهم أمر فيه مهلكة.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته حتي يفضحه في عقر داره" إن الإسلام أمر كل واحد من أتباعه أن ينظر الي عورته فيواريها والي أخطائه فيصلحها حتي قالوا "طوبي لمن شغل بعيوب نفسه عن عيوب غيره" وأوجه لنفسي ولك أخي القارئ هل أنت راض عن نفسك فإذا كان الجواب "لا" فلماذا انشغلت بغيرك وتركت نفسك لذلك كان الصالحون في كل زمان يهتمون بمعالجة الخلل الذي عندهم وسئل الربيع بن خثيم: ما نراك تعيب أحدا؟ فقال: لست عن نفسي راضيا حتي أتفرغ لذم الناس ثم أنشد لنفسي أبكي لست أبكي بغيرها لنفسي من نفسي عن الناس شاغل يجب علي كل انسان ان يفتش عن نفسه ويعالج الخلل الذي فيها. أما الأحاديث التي تمتلئ بها الجلسات بين زملاء العمل والجيران والأقارب والأقران فهي لا تخلو من الذم والعيب في الناس وهذه قد نهينا عنها وعلي الإنسان اذا قيل في حقه ما لا يرضي حتي ولم يكن فيه فكيف يقبله في حق غيره.. علي المرء ان يحمد ربه ان برأه من خلق ذم به. وإذا نظرت أيها القارئ الي شيء فانظر الي جمال صنعة الله فيه.. روي الإمام القرطبي أن رجلا نظر يوما الي كلب أسود قبيح المنظر فقال له: ما أقبحك وما أقبح منظرك فأنطق الله الكلب فرد عليه قائلا: أتعيب النقش أم تعيب الذي نقش. فأخيرا فتش عن نفسك فعالجها وعن صفاتك فجملها وعن غيرك فادع له أن يهديه الله.