كان الله في عون المستشار مرتضي منصور رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك.. فلا أحد يختلف علي أن الرجل هو رئيس استثنائي في تاريخ القلعة البيضاء وصانع عصرها الذهبي.. ففي غضون عامين فقط نجح في إحداث طفرة علي كافة أنشطة وقطاعات النادي الإنشائية والاقتصادية والرياضية فأصبح النادي تحفة معمارية وقطعة من أوروبا وأصبح النادي نموذجاً في الانضباط بعد تحديث الهيكلة الإدارية وتطويرها وعادت فرق النادي تعتلي منصات التتويج مثل كرة اليد والكرة الطائرة.. وكان باكورة هذه الإنجازات في ذلك التوقيت القياسي نجاح مرتضي منصور قبطان السفينة البيضاء في بناء فريق جديد لكرة القدم يضم في صفوفه نخبة من أفضل نجوم الكرة المصرية حالياً حتي أطلق عليه الخبراء زمالك الأحلام واستطاع هذا الفريق بالفعل ان يتوج بطلاً للثنائية التاريخية عندما فاز ببطولتي الدوري العام وكأس مصر الموسم الماضي.. ولكن مع بداية الموسم الكروي الحالي 2015 2016 تحول زمالك الأحلام إلي لغز محير فالأداء العام والنتائج تراجعت بدون مقدمات واللاعبون أصابهم حالة من عدم استقرار المستوي الفني وعدم التركيز فشاهدنا تأرجح مستواهم بين الصعود والهبوط علي مدار الموسم وهو ما دفع مرتضي منصور لتغيير الأجهزة الفنية للفريق بسبب ابتعاده عن المنافسة علي درع الدوري العام حتي اقتنصه النادي الأهلي بفارق 7 نقاط.. ولعلنا نتفق ان نادي الزمالك منذ قدوم مجلس الإدارة الحالي ينعم بأعلي مظاهر الاستقرار الاقتصادي التي تمثل عنق الزجاجة للاعبي الكرة وتسهم في تحفيزهم لبذل أقصي جهودهم في الملعب طالما ان اللاعب مطمئن للحصول علي مستحقاته المالية في التوقيتات المحددة في عقودهم.. خلاصة القول إن هذا المجلس قام "بتوفير لبن العصفور" للاعبين ولأن قدر الزمالك بحكم تاريخه وشعبيته كأحد قطبي الكرة المصرية والعربية والأفريقية مع النادي الأهلي هو المنافسة علي الفوز بالبطولات.. ونتيجة لهذا الواقع وبحثاً عن حل لفك شفرة الخروج من نفق عدم استقرار النتائج والمستوي العام للفريق كان قرار قبول استقالة أحمد حلمي المدير الفني بعد الخسارة الثانية علي التوالي وغير المتوقعة أمام صن داونز الجنوب افريقي الذي تفوق بدون أسباب مفهومة علي الزمالك رايح .. جاي في بطولة الملايين الأفريقية لدوري الأبطال حتي وجد الزمالك نفسه فجأة وبدون مقدمات في مأزق حرج للغاية في البطولة رغم ان مجموعته تضم 3 فرق فقط.. صحيح ان الزمالك يكفيه التعادل فقط في مباراة العودة أمام أنيمبا النيجيري بالقاهرة ليضمن التأهل للمربع الذهبي.. وأراها مهمة سهلة إلي حد كبير ولكن الشيء المزعج والذي أصاب مسئولو مجلس الإدارة والجماهير البيضاء ان الفريق بهذا المستوي غير المستقر وضع الجميع في حيرة كبيرة خوفاً من عدم قدرته علي تحقيق حلم الوصول للعالمية الذي ينتظره الملايين من عشاق قلعة الزمالك للبطولات منذ سنوات طويلة بالفوز بكأس البطولة الأفريقية والتأهل لنهائيات بطولة كأس العالم للأندية أبطال القارات ببلاد الشمس المشرقة اليابان.. فالغموض أصبح السمة المميزة لأداء ونتائج الفريق بينما تنتظر الجماهير من نجوم الزمالك تحقيق حلم العالمية ومصالحتها بالفوز بكأس مصر المحلية لتعويضها وهو ما يجعل المستشار مرتضي منصور يدخل في سباق مع الزمن من أجل العثور علي المدير الفني الكفء القادر علي توظيف قدرات وإمكانيات ومهارات لاعبي الزمالك بالشكل الإيجابي واستنفار طاقاتهم وحماسهم بما يزيد من إيجابية الفريق وفاعليته وقدرته علي استعادة لغة الانتصارات والانطلاق نحو منصات التتويج.. والمهم ان يتمكن محمد صلاح المدير الفني المخضرم من قيادة الفريق لتصحيح أوضاعه واستعادة توازنه والانطلاق في كأس مصر في مواجهته مع الإسماعيلي البرازيلي في الدور قبل النهائي للكأس المحلية.