هناك قول شائع يقول "خيبة الأمل راكبة جمل" هذا ما ينطبق علي القمة العربية التي استضافتها موريتانيا مؤخرًا وأطلق عليها "قمة الأمل" والمفارقة الطريفة أن 1500 جمل كانت بالفعل في استقبال رؤساء الوفود العربية لدي وصولهم العاصمة الموريتانية نواكشوط.. ولعلها المرة الأولي منذ فترة طويلة التي تختتم فيها القمة يوم افتتاحها حيث كان من المعتاد عقد الجلسة الختامية والمؤتمر الصحفي لإعلان النتائج والقرارات في اليوم الثاني للقمة ولكن ما حدث هو عقد جلسة مسائية مغلقة بعد الجلسة الافتتاحية أعقبها مؤتمر صحفي لإصدار "إعلان نواكشوط"!! مسكينة موريتانيا الدولة المضيفة لأول قمة عربية في تاريخ هذه الدولة الافريقية حيث كانت قمة غياب القادة العرب.. فقد شارك فقط في هذه القمة 7 رؤساء دول هي: السودان واليمن وجزر القمر وجيبوتي والصومال والكويت وقطر بالإضافة إلي رئيس موريتانيا الدولة المضيفة وباقي تمثيل الوفود كان ما بين رئيس وزراء ووزير خارجية وقد كان واضحًا تأثير غياب القادة العرب علي نتائج هذه القمة التي ركزت علي القضايا المتفق عليها مثل القضية الفلسطينية ومواجهة الإرهاب بينما تجنبت القمة بحث الملفات الخلافية مثل تشكيل القوة العربية المشتركة التي أقرتها قمة شرم الشيخ العام الماضي! ويمكن القول إن الإنجاز الوحيد الذي حققته القمة العربية في نواكشوط هو انعقادها خاصة بعد أن اعتذرت المغرب عن عدم استضافتها وهو ما أدي إلي تأجيلها من مارس إلي يوم 25 يوليو الجاري ليبقي السؤال الأهم ما الذي حققته القمم العربية علي مدار تاريخها الممتد لأكثر من ستين عاما؟!.. لا شيء يذكر سوي عبارات الشجب والإدانة لإسرائيل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي كانت قضية العرب الأولي والأخيرة بينما اليوم صارت هناك قضايا عربية كثيرة تهدد كيان الأمة العربية بدءًا بالعراق وسوريا واليمن وليبيا فضلاً عن الإرهاب الذي بات يؤرق الكثير من الدول العربية بل والعالم أجمع!! مسكين الدبلوماسي المخضرم أحمد أبوالغيط الذي تولي منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية أول يوليو الجاري في ظل وضع عربي صعب للغاية يتطلب جهودًا مضنية ليس فقط من أجل ترميم البيت العربي فهو أمر تجاوزته الأحداث بل من أجل إعادة بناء البيت العربي من جديد!!