شاركت "المساء" الأطباء والعاملين بمشرحة زينهم إفطار اليوم السابع عشر من الشهر الكريم. علي مائدة "المساء" تحدث أطباء وعاملو مشرحة زينهم عن حساسية المهمة التي يؤدونها من قأجل إقرار الحق والعدل وتبرئة البريء وإدانة المذنب بالأدلة والقرائن. الوا إنهم واجهوا الموت خلال أحداث ثورة 25 يناير حيث وردت إليهم 159 حالة وفاة و70 مصاباً يومياً معظمها إصابات بفرد خرطوش بالوجه وفقأ عين. أوضحوا أن أهالي المتوفين طالبوهم بعدم تشريح جثث أبنائهم وكانت التهديدات واضحة وصريحة بأن أي طبيب يقترب من "الجثة" سيصبح مثلها. أضافوا ان المشرحة الآن تشهد رواجاً في استقبال الكثير من جثث القتلي بسبب الانفلات الأمني والسلاح الذي أصبح في يد الجميع مشيرين إلي أنهم يقومون بتشريح ما لا يقل عن 15 جثة يومياً. أكد د. أشرف يحيي الرفاعي كبير الأطباء الشرعيين ومدير إدارة التشريح بمصلحة الطب الشرعي ان المصلحة تشهد نشاطاً غير عادي حيث تستقبل يومياً ما لا يقل عن 15 جثة بسبب أعمال البلطجة والانفلات الأمني والسلاح الذي أصبح متاحاً وفي يد الجميع وقد أعلنا حالة الطوارئ القصوي منذ اندلاع ثورة 25 يناير. أشار د. أشرف إلي أن ال 19 جثة من ضحايا أحداث الثورة الذين تم دفنهم منذ شهر بعد أن مكثوا بثلاجات المشرحة ما يقرب من ستة أشهر معظمهم من المساجين وكانوا يرتدون البدل الزرقاء وواحد منهم كان يرتدي البدلة الحمراء وبه فتحة بالبطن كمسار صناعي لمجري البراز. أضاف: للأسف المشرحة ينقصها التواجد الأمني ونتعرض من وقت لآخر لاعتداءات من أهالي المتوفين. عن حالة قام بتشريحها لا ينساها قال .. امرأة حامل في شهرها التاسع تعرضت للإهانة والضرب والحبس علي يد زوجها واستطاع جيرانها فك حصارها وتوجهوا بها إلي المستشفي إلا أن الطبيب أعطاها بعض المسكنات ولم يتحر الدقة في الحالة وتوفيت عقب خروجها من المستشفي وجاءت إلي المشرحة شكاً في سبب الوفاة وبعد تشريح الجثة فوجئت بوجود غرغرينا منتشرة في تجويف البطن والصدر والأمعاء هي السبب في الوفاة وليس قتلها بالسم. قال د. عثمان طه طبيب بالمصلحة إن كل ما يجري بالمشرحة من أعمال يتم بقرارات المحكمة أو النيابة العامة وليس من حق الطبيب الشرعي قانوناً أن يجري الصفة التشريحية أو الكشف عن مصاب بدون قرار من النيابة العامة. أوضح د. جورج مرقص ان الطب الشرعي الميداني تتعلق بالتشريح والتعامل مع جميع حوادث القتل أو الاشتباه في الوفاة ومعاينة مسرح الجريمة والكشف علي المصابين ومتابعة حالات الإفراج الصحي للمساجين. ذكر د. ماجد لويس مدير عام دار التشريح ان المشرحة في حاجة إلي تطوير وتحديث وينقصها الكثير من الإمكانيات فرغم أهمية المهمة التي نقوم بها فالنظافة منعدمة والمعدات في حاجة لتطوير كما نعاني من غياب الأمن فضلاً عن أن رواتبنا لا تتناسب مع صعوبة مهنتنا رغم أننا غير مصرح لنا ان نفتح عيادات خاصة بنا أو نعمل في مجال الطب بوجه عام وإذا تقاعدنا علي المعاش تصبح معاشاتنا 700 جنيه. أضاف د. يوسف حامد طبيب شرعي ان المشرحة غير مجهزة بالإمكانيات اللازمة سواء من مكاتب أو أمكان للكشف أو غرفة تغسيل خاصة رغم انها المشرحة الأم علي مستوي الجمهورية بالإضافة إلي عدم توفير وسائل مواصلات لنقل الأطباء الشرعيين لتوقيع الكشف الطبي في الحوادث .. كما ان هناك عجزاً في عدد الأطباء الموجودين بالمشرحة للمواجهة الأحداث والحوادث والمشاجرات التي زادت عن الحد في الفترة الأخيرة.