حالة مأساوية تسود مدارس الإسكندرية بمختلف الإدارات التعليمية بعضها تحول إلي خرابة بعد أن تقاعست إدارة الأبنية التعليمية عن تطويرها لما يقرب من عامين والبعض الآخر تحول إلي مقلب قمامة لتنبعث منه الروائح الكريهة والحشرات. أما الطامة الكبري فهو استغلال العاطلين لأسوار المدارس وتحويلها لاسطبلات خيول.ففي منطقة محرم بك يقول سعيد جابر نحن نعيش في مأساة كبري بعد أن تحولت أسوار 4 مدارس هي السلام الصناعية والشهيد شريف عبدالرازق واتحاد الجمهوريات وعمر بن الخطاب إلي اسطبلات للخيول لتقضي حاجتها وتتناول طعامها وتنام ليلها حول أسوار المدارس بالرغم من كونها مدارس تبدأ من المرحلة الابتدائية وحتي الثانوية الصناعية لتصبح المدارس الأربعة مخزنا للمخلفات والروائح الكريهة صيفاً وشتاء وبمثابة رحلة عذاب لأي طالب لو فكر في ممارسة أي نشاط صيفي داخل المدرسة فما بالكم باليوم الدراسي الكامل. أما محمود السيد فيقول للأسف الشديد تحول سور مدرسة أبو العز الحريري إلي مقلب قمامة ولا ندري من يفعل ذلك في ظل تقاعس شركة النظافة وحي وسط عن العمل لجمع القمامة وهو ما أدي لتراكمها وتحللها بفعل الحرارة لتنتشر الروائح الكريهة في كل مكان. ويضيف أحمد رجب تحولت مدارس غرب سواء في منطقة كزموز أو مينا البصل وحي العجمي إلي مقالب قمامة واستغل الباعة الجائلون أسوارها أما لاقامة أكشاك عليها أو استغلال السور في عرض بضائعهم بلا حسيب أو رقيب والمشكلة أن مأساة تلك المدارس تستمر صيفاً وشتاءً وليس لها علاقة بالاجازة الصيفية فقط بل هي سلسلة معاناة يومية. وخاطبنا الأحياء ووكالة الوزارة ولكن الباعة الجائلين كالسرطان المتفشي حول أسوار المدارس بلا علاج. ويضيف خميس محمود تقدمنا بشكوي إلي جميع الجهات المعنية لانقاذ مدارسنا بل وأرسلنا صوراً لمحاولة السيطرة علي العربجية والباعة الجائلين المتفشين حول المدارس وعلي مداخلها لتصبح بمثابة أسواق عشوائية دون جدوي وأصبح البحث عن مدرسة نظيفة مع بداية الموسم القادم حلم لكل أسرة بالإسكندرية. ويضيف أحمد عبدالهادي المشكلة الحقيقية انه تم اخلاء ما يزيد عن 55 مدرسة بكل الإدارات لكونها في حاجة إلي تطوير عاجل خوفاً من سقوطها علي رؤوس التلاميذ وللأسف فإن الأبنية التعليمية متقاعسة منذ ما يزيد عن عامين عن تطوير تلك المدارس وهو ما أدي لنقل الطلبة إلي مدارس أبعد ليتحول الأمر لمأساة ومشقة علي الأسر والطلبة في نفس الوقت فعلي سبيل المثال تم نقل مدرسة الإمام مالك إلي مدرسة العطارين ونقل مدرسة فوزي معاذ إلي مدرسة طه حسين وهكذا لباقي المدارس وهو ما يؤدي إلي تكدس الطلبة في الفصول وتغيب بعضهم عن الحضور. وتقول آمال عبدالظاهر مديرة إدارة وسط التعليمية نحن نتفهم شكاوي المواطنين واستياءهم ولكننا بذلنا كل ما في وسعنا لاحتواء الأزمات فالمدارس التي تم اخلاؤها بإدارة وسط وصل عددها إلي 5 تم تسليمها منذ أكثر من عامين إلي هيئة الأبنية التعليمية ولم يتم التطوير حتي الآن بالرغم من شكاوي أولياء الأمور المستمرة بسبب بعد المسافات بين المدارس والمنازل. وأضافت أما عن تحويل أسوار المدارس لاسطبلات أو تراكم القمامة خاصة أمام مدرسة السلام الثانوية الصناعية والشهيد شريف عبدالرازق واتحاد الجمهوريات بل أهم من ذلك هو استغلال أسوار المدارس كمواقف للكارتات وقد خاطبنا حي وسط وشرطة المرافق والأجهزة المعنية وللأسف لم يتحرك أحد علي الاطلاق وكل ما نرجوه أن يتدخل محافظ الإسكندرية لانقاذ مدارسنا بعد أن تم نقل الطلاب لمسافات تبعد أكثر من 3 كيلو عن مدارسهم الأصلية ولتستغل مداخل ومخارج هذه المدارس للقمامة والخيول والباعة الجائلين. أما عبدالباقي محمد عبدالباقي مدير عام إدارة المنتزه فأكد أننا نعاني بالفعل من قيام الباعة الجائلين والبلطجية بالاستيلاء علي الأسوار الخارجية للمدارس مما يعوق عملية دخول الطلبة أو يعرضهم لسماع الألفاظ البذيئة بالإضافة إلي مظاهر التلوث من روائح كريهة وتجمع الكلاب الضالة وغيرها وقمنا بمخاطبة الأجهزة المعنية دون أن يتحرك أحد حتي الآن والطامة الكبري في المدارس التي تم اخلاؤها لكونها آيلة للسقوط منذ سنوات وتم مخاطبة الأبنية التعليمية للانتهاء من التطوير وللأسف ظل الحال كما هو عليه والذي يدفع الثمن هو الطالب المسكين وأسرته.