فيديو| حكاية روب التخرج للعم جمال.. تريند يخطف الأنظار في قنا    طاقم تحكيم مباراة المصري وحرس الحدود بالجولة التاسعة لدوري نايل    أثارها تقرير إسباني، هل يرتدي كريستيانو رونالدو قميص الأهلي المصري بمونديال الأندية؟    هام لطلاب الثانوية العامة 2025.. إعلان أرقام الجلوس خلال ساعات (فيديو)    محامي أسرة الدجوي ينفي تهديد الفقيد أحمد: أقسم بالله ما حصل.. ومنى توفيت بعد طلب الحَجْر عليها    نتيجة الصف الخامس الابتدائي 2025 في بني سويف بالاسم ورقم الجلوس.. الموعد والرابط الرسمي    منع ابنه من الغش.. ولي أمر يعتدي على معلم داخل مدرسة بالفيوم    الثاني خلال 24 ساعة، إطلاق نار داخل مركز تجاري بمدينة واتربري الأمريكية ووقوع إصابات (فيديو)    "الوصول إلى حل وسط".. تفاصيل جديدة عن مفاوضات الأهلي مع رامي ربيعة    المطبخ المركزي العالمي: إسرائيل لم توفر مسارا آمنا لوصول الإمدادات لنا    رئيس وزراء العراق: فضلنا أن نكون جسرًا للحوار لا ساحة تصفية حسابات    الدولار ب49.76 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 28-5-2025    صندوق النقد الدولي: مصر تحرز تقدما نحو استقرار الاقتصاد الكلي    أبطال فيلم "ريستارت" يحتفلون بعرضه في السعودية، شاهد ماذا فعل تامر حسني    موعد أذان الفجر اليوم الأربعاء أول أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    غموض موقف أحمد الجفالي من نهائي الكأس أمام بيراميدز    «أنا أفضل في هذه النقطة».. عبد المنصف يكشف الفارق بينه وبين الحضري    وجبة كفتة السبب.. تفاصيل إصابة 4 سيدات بتسمم غذائي بالعمرانية    كواليس حريق مخزن فراشة بكرداسة    موعد أذان الفجر في مصر اليوم الأربعاء 28 مايو 2025    أول تعليق من آية سماحة بعد التحقيق معها بشأن تطاولها على مشيرة إسماعيل    عيار 21 يعود لسابق عهده.. انخفاض كبير في أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة    موعد مباراة تشيلسي وريال بيتيس في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    رئيس جامعة عين شمس: «الأهلية الجديدة» تستهدف تخريج كوادر مؤهلة بمواصفات دولية    «الطقس× أسبوع».. ربيعي «معتدل إلى شديد الحرارة» و«الأرصاد» تحذر من الرياح النشطة    مصطفى الفقي: كنت أشعر بعبء كبير مع خطابات عيد العمال    إدارة الأزمات ب «الجبهة»: التحديات التي تواجه الدولة تتطلب حلولاً مبتكرة    ظافر العابدين يتحدث عن تعاونه مع طارق العريان وعمرو يوسف للمرة الثانية بعد 17 سنة (فيديو)    عيد الأضحى المبارك.. تعرف على أسعار الأضاحي 2025 العجول والأبقار والأغنام    العيد الكبير 2025 .. «الإفتاء» توضح ما يستحب للمضحّي بعد النحر    ما حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟ الإفتاء تحسم الجدل    رئيس مجلس النواب الليبي يدعو إلى دعم دولى ومحلى لتشكيل الحكومة الجديدة    البلشي يدعو النواب الصحفيين لجلسة نقاشية في إطار حملة تعديل المادة (12) من قانون تنظيم الصحافة والإعلام    سعر الفراخ البيضاء وكرتونة البيض الأبيض والأحمر في الأسواق اليوم الأربعاء 28 مايو 2025    محافظ البنك المركزي يترأس وفد مصر في الاجتماعات السنوية لمجموعة بنك التنمية الإفريقي    السيطرة على حريق شب داخل مطعم بمنطقة مصر الجديدة    الكاس يوجه رسالة لجماهير منتخب مصر قبل كأس العالم للشباب    «لو الأهلي كان اتأجل».. نجم الإسماعيلي السابق ينتقد عدم تأجيل مباراة بيراميدز بالدوري    إعلام عبري: 1200 ضابط يطالبون بوقف الحرب السياسية بغزة    هناك من يحاول إعاقة تقدمك المهني.. برج العقرب اليوم 28 مايو    بعد شائعة وفاته... جورج وسوف يحيي حفلاً في السويد ويطمئن جمهوره: محبتكم بقلبي    عيد الأضحى.. توقعات بانخفاض أسعار الأضاحي بعد طرح 12 ألف رأس بأسعار مخفضة    حقيقة ظهور صور ل«روبورت المرور» في شوارع مصر    ولاء صلاح الدين: "المرأة تقود" خطوة جادة نحو تمكين المرأة في المحافظات    وزير الأوقاف يهنئ الشعب المصري والأمة العربية بحلول شهر ذي الحجة    وكيل صحة سوهاج يبحث تزويد مستشفى طهطا العام بجهاز رنين مغناطيسى جديد    «الرعاية الصحية»: التشغيل الرسمي للتأمين الشامل بأسوان في يوليو 2025    تنتهي بفقدان البصر.. علامات تحذيرية من مرض خطير يصيب العين    الاحتراق النفسي.. مؤشرات أن شغلك يستنزفك نفسيًا وصحيًا    لا علاج لها.. ما مرض ال «Popcorn Lung» وما علاقته بال «Vape»    حزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء يبحث خطة العمل بأمانة التعليم (صور)    سلمى الشماع: تكريمي كان "مظاهرة حب" و"زووم" له مكانه خاصة بالنسبة لي    حدث بالفن | وفاة والدة مخرج وتامر عاشور يخضع لعملية جراحية وبيان من زينة    جورجينيو يعلن رحيله عن أرسنال عبر رسالة "إنستجرام"    بن جفير يتهم سياسيًا إسرائيليًا بالخيانة لقوله إن قتل الأطفال أصبح هواية لجنود الاحتلال    حماس: آلية توزيع المساعدات فشلت وتحولت لفخ خطير يهدد حياة المدنيين    الشركة المتحدة تفوز بجائزة أفضل شركة إنتاج بحفل جوائز قمة الإبداع    السعودية تعلن غدا أول أيام شهر ذي الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"المساء" شاركت الايتام فرحة العيد
ووزعت اللعب والهدايا والملابس
نشر في المساء يوم 06 - 07 - 2016

العيد "مش دايماً فرحة".. "العيد مايحلاش من غير أهلنا وناسنا.. مهما ارتدينا من ملابس جديدة أو تناولنا أفخر الأطعمة فالحرمان من الأسرة هو حياة بطعم الموت" ده كان لسان حال العديد من الأطفال نزلاء دور الرعاية الاجتماعية.. الذين قمنا بزيارتهم وحملت لهم "المساء" الملابس والهدايا والعيديات.
مئات الأطفال ضحايا الظروف الاجتماعية والأسرية القاسية واختلاف الأبوين وهجر الأب وتخليه عن مسئولياته تجاه أسرته أو مرضه وعدم قدرته علي الإنفاق عليهم.. لتكون دار الرعاية هي الأسرة البديلة لكنها أسرة كبيرة العدد يعيش فيها الأطفال حياة إجبارية فرضت عليهم لا يشعرون فيها بخصوصية.. لا يتصرفون فيها بحرية كما لو كانوا في أحضان أسرهم.. البعض سلم بالأمر الواقع ووجد أنها حياة لا بديل لها والبعض يشعر بالرفض والتمرد بين هذا وذاك عليهم الرضا الإجباري بأحوالهم.
البداية كانت جمعية نكلا العنب بشبرا والتي ترعي 250 يتيماً.. قالت صفاء محمد منسق الجمعية حالات الأطفال تتفاوت بين يتيم أحد الأبوين أو كلاهما أو مرض الأب وعدم قدرته علي الإنفاق علي أسرته أو هجره للأسرة وتخليه عن مسئوليته تجاه أبنائه وما أكثر هذه الحالات التي تدق جرس الإنذار وبشدة بحدوث خلل مجتمعي فبسبب ذلك تعيش كثير من الأسر حالة من الفقر المدقع وعلي مساعدات وإعانات الجمعيات الخيرية وبالطبع لا تكفي لتلبية احتياجات الأطفال من تعليم وإعاشة.. ودواء إذا تطلب الأمر.
قالت سماح يوسف رائدة بالجمعية ووفاء فاروق وحنان محمد حسن المسئولان بالجمعية: جميع الحالات تستحق الاهتمام فكل طفل يحكي مأساة أسرية مختلفة تعكس ظروفاً اجتماعية قاسية فقراً وجهلاً ومرضاً خاصة انتشار الأورام السرطانية والفشل الكلوي والالتهابات الفيروسية تلك الأمراض التي تجد بيئة خصبة لها بين الفقراء والمعدمين.
نقدم للأطفال أنشطة مختلفة ما بين كورال إلي ندوات لتوعيتهم للحفاظ عليهم من الإساءات مثل العنف والتحرش لأنهم أكثر عرضة من غيرهم للإساءة بسبب ظروفهم الأسرية القاسية وغياب المتابعة لهم.
نقبل الحالات بعد دراسة اجتماعية ميدانية علي أرض الواقع في وقت انتشر فيه تزييف الحقيقة من قبل البعض والادعاء بالفقر والحاجة للاستفادة من قروض ومساعدات الجمعية.
* حنان.ر من خلوصي أم لثلاثة أبناء: هجرني زوجي ولا نعرف عنه شيئاً تاركاً مسئولية ثلاثة أطفال في عنقي اضطررت الخروج للعمل للإنفاق عليهم خاصة أن أهلي محدودو الدخل ليس لديهم فائض يساعدوني به وجئت للجمعية وأخذت قرضاً حسناً.. وعملت به إحدي المشروعات الصغيرة والآن أنفق من عائده علي فلذات أكبادي.
* ح.ع أرملة من شبرا: أصيب زوجي منذ سنوات بالقلب والسكر رغم صغر سنه وأنا حاصلة علي مؤهل فوق المتوسط وأعول ثلاثة أبناء بعد وفاة زوجي اضطررت للعمل في المنازل ومسح السلالم.. ارتديت الحجاب والنقاب حتي لا تعرفني الأعين وحتي لا أحرج أولادي والحمد لله كفاحي جاء بفائدة فإبني الأكبر يدرس بالجامعة كلية تربية إنجليزي وضاعفت العمل للوقوف بجانبهم خاصة بعد أن أصيبت طفلتي بالمرحلة الإعدادية بالسرطان وعلاجها مكلف يحتاج مصروفات صعبة ورغم كل الظروف الصعبة راضين بقضاء الله وظروفنا القاسية التي نعيشها.
وفي دار التربية الإسلامية بشبرا قالت هبة أحمد مدير الدار نرعي 9 أولاد أعمارهم تتراوح بين 6 و12 سنة كلهم من الضالين وهم: محمد مختار وأحمد محمود وحسن وزياد عاشور وعلي مصطفي وحمدي محمد ومحمد عاطف ومحمد مجدي باستثناء إسلام فارس الذي جاء به والده للجمعية بعد هروب والدته وعدم معرفة أية أخبار عنها وللأسف والده يزوره علي فترات متباعدة.
قالت إن حالات الدار تكشف العديد من المشاكل الاجتماعية منها الزواج المبكر.. أطفال ينجبون أطفالاً لا يتحملون مسئولياتهم ولا يشعرون بقيمتهم ويستغنون عنهم ليدفع الأطفال ثمن الإهمال والجهل.
قالت سمر محمد مشرفة بالدار فتش عن عنف الآباء فالأطفال حسن وزياد عاشور هربا بسبب ضرب أبيهما لهما وانتهزا فرصة فتح الباب وأخذا أكياس القمامة لإلقائها في الشارع وهربا من والدهما إلي الأبد ليكون مصيرهما الشارع ثم الأحداث ثم البقاء في دار الأيتام إلي ما لا نهاية.. للأسف هذه الحالة تكشف حالة من الإهمال وعدم الرعاية والمتابعة.
طالبت بعودة خدمة القناة الثالثة والإعلان عن الأطفال المفقودين مشيرة إلي أن إحدي الحالات تسلمها أهلها بسبب الإعلان عنها في القناة الثالثة وأشادت بصفحات المفقودين علي النت وإن كانت غير مجدية لكثير من الضالين الذين ينتمون لأسر البسطاء الذين لا يتعاملون مع التكنولوجيا الحديثة ولا يعرفون النت ولا يطلعون علي صفحات المفقودين بل إن كثيراً منهم يجوب الشوارع بحثاً عن أطفالهم وفي النهاية يفقدون الأمل في العثور عليهم فيتوقف البحث عنهم ويقضي الأطفال باقي عمرهم كنزلاء في دور الرعاية رغم أن أسرهم أحياء يرزقون.
وفي دار أهالينا بالعمرانية كانت جولة "المساء" قالت راجية راغب نرعي 21 طفلاً وطفلة من عمر 3 سنوات وحتي 16 عاماً حالات متفاوتة ما بين يتيم أحد الأبوين أو كليهما ومجهول النسب وضحايا التفكك الأسري وأطفال المسجونات والمسجونين فضلاً عن الأطفال الضالين.
أضافت أن هناك حالات قاسية في الدار ورغم ذلك تفوقت ونبغت وعلي سبيل المثال الطالب محمد جمال الذي ابتكر جهازاً بالطاقة الشمسية لتنظيف أوجه العقارات والمؤسسات الزجاجية وحصل به علي المركز الثاني علي مستوي الجمهورية في معرض القاهرة الثاني للابتكار عام 2015 والذي كان محل اهتمام وسائل الإعلام حتي أن الإعلامي طارق علام جاء إلي الدار لتكريمه ببرنامجه وأهداني بسببه رحلة عمرة.
تحدثت عن حالة الطفلتين ناهد وسلمي أحمد عصام 8 و9 سنوات حيث يقضي والدهم عقوبة بالسجن لاتهامه بإحدي القضايا وفور سجنه عذبتهم زوجة الأب وجاءتا للدار في حالة سيئة وتعذيب ما بين حروق متفرقة في الجسم وجروح قطعية في الرأس توحي بوحشية في التعامل مع أطفال أبرياء.. لا ذنب لهم في الضياع الذي ورثوه.. وعندما أعلنا عنهما كضالين جاءت جدتهما لأبيهما واستلمتهما منذ يومين بعد أن تعرفت عليهما من خلال البرنامج التليفزيوني وبعد نشر حكايتهما وهما في الأصل كانتا قد هربت من عنف زوجة الأب التي تقطن بإمبابة واصطحبتهما جدتهما ليقيما معها في طنطا.
تحدثت عن حالة الأختين هاجر وسارة 2.5 و3.5 سنوات تسلمناهما منذ أكتوبر الماضي وعلي أجسادهما آثار تعذيب طفي سجائر وحروق وجروح أيضاً ورغم أننا أعلنا عنهما عبر صفحات المفقودين علي النت لكننا لم نتوصل لأسرتيهما ونظراً لأنهما اقتربتا من العام علي إقامتهما بالدار ولم يستدل عليهما ويتم ضمهما لأبناء الدار وتصنيفهما ضمن الأطفال مجهولي النسب وفي انتظار نشر صورهما في جريدتكم الموقرة لعلها تكون سبباً لعودتهم لأحضان أسرتهما.. ورغم صغرهما إلا أنهما رويتا أن خالهما عذبهما واستقلتا معه الموتوسيكل وألقي بهما في منطقة نائية مظلمة بكيت طوال الليل حتي اصطحبهما أهل الخير إلي القسم الذي قام بتحويلهما إلينا لنرعاهم.
تحدثت عن حالة الطفل محمد.ع ضحية انفصال الأبوين فالأب عامل بسط والأم هربت دون عودة وجاء به الأب إلينا وعمره 3 سنوات لنرعاه ويتزوج الأب عدة زيجات تنتهي بالفشل.. الغريب أن الأب كثيراً ما يعاير الابن بامه وأنها طفشت وتركته وحيداً وهو ما أصاب الطفل بالألم النفسي.. ويصاب بالأسي والاكتئاب ويرفض الحديث عنها مع أحد لأنها بمثابة نقطة مظلمة في حياته رغم تفوقه الدراسي.. ورغم أنه علي خلق وسلوكياته تنطق بالذكاء والعبقرية.
وتحدث محمد جمال أحد أبناء الدار طالب بالصف الثاني الإعدادي قال: ابتكرت منظف طائر يعمل بالريموت كنترول استوحيت فكرته من كرتون خيال علمي وتقدمت به لمعرض القاهرة الثاني للابتكار العام الماضي وحصلت علي المركز الثاني والحمد لله وجدت كل الدعم والتشجيع من المسئولين حيث قابلت وزيري التربية والتعليم والاستثمار وكرماني كما قابلت د.نادية زخاري وزيرة البحث العلمي سابقاً وبفضل رعايتهم تم نقلي من مدرستي الحكومية الشهيد هشام رفعت إلي مدرسة الفضائل الإسلامية الخاصة وأنا الآن أواصل دراستي بها وأمنيتي أن يرعي اختراعي رجال الأعمال حتي يتم الاستفادة به وأشعر بالثقة في نفسي وفي عبقريتي التي أري أنها هي صنع ما ينفع الناس.
وفي مؤسسة البنين بالجيزة قال رزق عبدالله مشرف بالمؤسسة نرعي 12 طفلاً أعمارهم بين 16 و22 سنة ضحايا لأسر مفككة وبعضهم مجهول النسب لا نعرف لهم أهل والمشكلة فيمن ينتمون لأسر فيشعرون باليأس والتمرد ورفض أسرهم لهم علي خلاف مجهولي النسب الذين رضوا بالأمر الواقع الذي لا يمكن تغييره أما ضحايا التفكك الأسري أكثر عنفاً وعداوناً وكراهية لأسرهم التي استغنت عنهم وعن تحمل مسئولياتهم وكثير منهم يرفض النزول في إجازات لقضاء العيد معهم وأصبح الأمر لا يفرق معهم كثيراً.
قالت أسماء إبراهيم طباخة المؤسسة كلهم أولادي يستحقون الرعاية والاهتمام فهم ضحايا لظروف لا ذنب لهم فيها يعيشون الضياع والحرمان من الأسرة والذي يعني لهم حياة بطعم الموت فلا أم تحنو ولا أب يرعي ولا أسرة تكفل لهم الأمن والأمان.. عندما يمرضون لا يجدون أماً تسهر تداوي وتطبطب ولا أباً ينفق عندما يحتاجون شراء أي شيء شأنهم شأن كل الأطفال داخل أسرهم لهذا أحرص أن أكون أماً بديلة لهم أحبهم من كل قلبي وأوزع عليهم حناني ورعايتي قدر استطاعتي.
ومن واقع الحالات وخبرتي مع أبناء المؤسسة أقول للأزواج احذروا الطلاق.. هو الحل الأسهل لكم يضمن لكم راحتكم.. لكن يدفع ثمنه فلذات أكبادكم من راحتهم ونفسياتهم واتزانهم واستقرارهم.
أضافت: لا أنسي الطفل سيد الذي كان يبقي منطوياً علي نفسه ويفضل البقاء وحيداً بعيداً عن أطفال المؤسسة وكأنه يعلم أنه سيغيب عن الأنظار إلي الأبد حيث صدمته سيارة وهو عائد من مدرسته بميدان الجيزة في حادث توفي علي أثره لم ولن أنساه حتي نهاية العمر.
* في مؤسسة المواساة بالعباسية قال أشرف سيد مرسي المدير التنفيذي للجمعية نرعي 54 ولداً وبنتاً أعمارهم تتراوح بين 4 و18 سنة معظمها حالات تفكك أسري أب مسجون هجر أحد الأبوين للأسرة وتخليه عن مسئولياته وضرب مثلاً بالعديد من الحالات القاسية منهم الطفلان هشام ونادية هيثم باسل هم أبناء لأب يقضي عقوبة حبس في قضية حيازة سلاح ألقت بهما أمهما في الشارع وأخذتهما عمتهما الشابة التي لم تتزوج بعد وقامت برعايتهما وعندما اقترب موعد زواجهما أتت بهما إلي المؤسسة لنرعاهما.. والطفلان يتلعثمان في الكلام.. وكلامهما غير مفهوم لأنهما لم يجدا من يرعاهما أو يتحدث معهما وهما في الجمعية منذ ثلاثة أشهر وقمنا بإلحاقهما بالمدرسة لمواصلة تعليمهما.
قال معظم نزلاء الجمعية أقارب ومن مناطق منشية ناصر والدويقة والزاوية الحمراء حالات معدمة يعيشون في حجرة واحدة ويرون مشاهد مؤذية لهم ولنفسياتهم وغير مفهومة بالنسبة لهم الأكثر من ذلك أن أحد أبناء الدار ادعي كذباً أنه تعرض لحادث اغتصاب داخل الدار وهو لم يحدث في تاريخ الجمعية وفوجئنا به يحرر ضدي محضراً في قسم الوايلي وقضية تتداولها المحاكم رغم أن الأسر نفسها ربما هي سبب الروايات الكاذبة التي يدعيها هؤلاء وللأسف هذه الواقعة أضرت بسمعة الجمعية حتي أن وزارة التضامن رفضت تسليمنا 20 حالة مجهولي نسب إلي أن تنتهي التحقيقات ويثبت مدي إدانتنا في هذه القضية.
وقالت دعاء محمود مديرة الدار مازلنا نعاني عدم وجود ترخيص للجمعية وهي مشكلة واجهناها منذ إنشاء محطة مترو أنفاق العباسية واقتطعت الهيئة جزءاً من الأرض لإنشاء المترو وتعهدت بالحصول علي ترخيص لنا والآن هي تبرأت من ذلك رغم أن الحي طالبنا بإنشاء شبكة إطفاء ونفذنا تعليمات الحي إلا أنه مازال يحرمنا من التراخيص ونعاني كموظفين ضعف المرتبات فبعد خدمة 15 سنة راتبي 980 جنيهاً ونطالب الوزارة بدعمنا وإعانتنا حتي نستطيع القيام بمهمتنا الإنسانية تجاه أبناء الدار.
وتحدثت عن حالة الأشقاء عبدالرحمن علاء 4 سنوات وحسين علاء 9 سنوات ويوسف علاء 8 سنوات ضحايا انفصال الأبوين وكلاهما تزوج ودفع الأطفال الثمن لأن زوجة الأب لم تستطع رعايتهم وزوج الأم لم يقبل بوجودهم وهو السيناريو المعروف والمتكرر مع حالات كثيرة مماثلة يصبح الأطفال غير مرغوب فيهم من الأبوين في وقت يكافح فيه البعض من أجل إنجاب طفل والفوز بلقب أم أو أب المشكلة أن الأم خدعتنا وقالت إن ابنها الصغير عبدالرحمن لا يرتدي البامبرز وفوجئنا به لا يتحكم في الإخراج وتضطر لرعايته رعاية خاصة وكان الأولي أن تقوم بها والدته بدلاً من أن تتزوج وتنجب أطفالاً أخري تلقي بهم في دور الرعاية.
أضافت أن تجاهل الأبوين للأبناء وعدم زيارتهم يولد لديهم العدوانية والعنف في وقت نحاول فيه إدماجهم وأن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي مثل باقي الأطفال في أعمارهم.. ولكن للأسف الأولاد مكسورون ويشعرون بالتجاهل والتهميش من أسرهم.
قالت: فتش عن الجهل والفقر أسر لا تدرك قيمة الأبناء وكل مهمتهم الإنجاب وإلقاء أولادهم في دور الرعاية.
أضافت أن نزلاء الجمعية من الكبار يضطرون للعمل في الكافيهات أو سائقي دليفري ليحققوا مكسباً ينفقون علي أنفسهم وطالبت بإيجاد وظائفة ثابتة لهؤلاء المهمشين أسوة بالمعاقين.. لأن الأيتام ونزلاء دور الرعاية أكثر احتياجاً لأنهم بلا سند يعينهم علي مواصلة الحياة فليكن البديل وظيفة تغنيهم عن الحاجة ولابد من توفير وحدات سكنية لهم جنباً إلي جنب فرص العمل حتي يشعروا بالتقدير وحتي لا يكونوا عرضة لاستقطابهم ولنا تجربة في فترة الاحتجاجات كان يتم استغلال نزلاء دور الرعاية وتوجيههم كما تابعنا واقعة الكفن الذي كان يحمله الأطفال أثناء اعتصام رابعة وحتي لا يتعرضون للموت من خلال الهجرة غير الشرعية.. وهناك أمثلة كثيرة لجأت لذلك وتعرضت للموت في عرض البحر.
لابد من رعاية هؤلاء عندما يكبرون سواء شباب أو فتيات لأن الفتيات قد يلجأن للزواج العرفي ممن يكبرهن بسنوات طويلة ويكررون المأساة مرة ومرات ويأتون بأولادهم لنرعاهم وتحدثت عن حالة زينب أبوالعلا 17 سنة تزوجت من رجل مسن ومتزوج بأخري وأنجبت وأتت بطفلتها إلينا بعد أن أصيبت هي بالسرطان.
وتحدثت هنادي أشرف رئيسة مكتب الخدمة الاجتماعية عن حالة الشقيقين يوسف عماد 4 سنوات وعمار عماد أولي ابتدائي والدهم مسجون وطلقت الأم وتزوجت برجل آخر وأنجبت منه فجاءت بهم إلي هنا وفي إحدي الإجازات خرج الأب من السجن بعد أن قضي العقوبة وسرق الأطفال للتنكيل بالأم ولكن الحمد لله تم استردادهم وهم الآن يقيمون في الدار وتأتي الأم لزيارتهم من وقت لآخر.
تحدثت عن حالة الطفلة أ.م.أ أولي ابتدائي من الجمالية جاء معها والدها لنرعاها بعد أن انفصل عن والدتها سيئة السمعة والسلوك وكذا ابنته الكبيرة التي تبرأ منها لسوء سلوكها مثل والدتها والطفلة قبل قدومها إلينا كانت ترعاها عمتها وكانت تغلق عليها وتتوجه إلي عملها حتي أصيبت الطفلة بالتوحد ودائماً تعيش في حالة انطواء رافضة المجتمع حولها كما أنها لا تتحكم في الإخراج بسبب الجو النفسي السيئ الذي عاشته بمفردها وهي لم تتجاوز السادسة من عمرها.
وتحدثت عن حالة الطفلة ملك محمد 7 سنوات التي تعرضت للتعذيب علي يد زوج الأم الذي كان يحرقها ويهددها بالسكين فتستيقظ مفزوعة من نومها في حالة من الصراخ والفزع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.