الهزيمة المفاجئة التي تعرض لها الأهلي أمام أسيك بطل كوت ديفوار 1/2 وسط جماهيره بمدينة الثغر في بطولة الملايين الأفريقية لدوري الأبطال لكرة القدم نزلت كالصاعقة علي عشاق القلعة الحمراء.. فلا أحد يصدق أن فريقهم الفائز ببطولة الدوري العام منذ عدة أيام تجرع الهزيمة الثانية له علي التوالي في أولي مباراتيه بدوري المجموعات للبطولة الأفريقية.. وكانت الأولي أمام زيسكو الزامبي 2/3 وهو ما يجعل الأهلي قاب قوسين أو أدني للخروج من البطولة وهو الباحث عن لقبها والذي خسره العام الماضي وفقد معه كل البطولات المحلية والأفريقية آنذاك.. وأعتقد ان الهزيمة أمام أسيك باستاد برج العرب العملاق أثبتت ان حسابات وظروف ومتطلبات البطولة الأفريقية تختلف تماماً عن مسابقة الدوري المحلي فالأهلي أبدع وتألق أمام الاسماعيلي وحسم علي حسابه بطولة الدوري العام لصالحه.. ولكنه تاه أمام أسيك وافتقد المبادرة.. وكان هو الباحث عن التعويض واللحاق بالمباراة بعد ان نجح البطل الايفواري في التقدم بهدف السبق في الشوط الأول ثم التفوق بالهدف الثاني في الدقائق الأخيرة من اللقاء وفشلت المحاولات والتغييرات التي قام بها المدير الفني الهولندي للأهلي لتصحيح أوضاع فريقه بعد ان تبين له أنه بدأ المباراة بالتشكيل والأسلوب الخاطئ وعجز عن ايجاد البدائل التي يمكنها تعويض غياب عبد الله السعيد ورمضان صبحي فشاهدنا خط الوسط عاجزاً عن ضبط إيقاع المباراة والهجوم سلبياً يفتقد القدرة علي الاختراق والوصول لشباك البطل العاجي.. فقد نسي مارتن ان الاختلاف كبير في أسلوب الاعداد الفني والذهني والنفسي والخططي بين المنافسات المحلية واللعب في الأدغال الأفريقية ومن الواضح انه مازال يتحسس طريقه فيها للتعرف علي تحدياتها وصعوباتها.. وأعتقد ان تجربتي زيسكو وأسيك القاسيتين مليئتان بالدروس والعبر التي يمكن ان تعطي مارتن يول مستقبلاً صورة واضحة للتعرف علي كيفية التعامل والتحرك في تلك الأدغال الأفريقية الشائكة.. صحيح ان شريف اكرامي حارس مرمي منتخب مصر والنادي الأهلي يتحمل جزءاً كبيراً من الخسارة التي تعرض لها فريقه بسبب الخطأ الفادح الذي ارتكبه نتيجة للرعونة في التصدي للكرة التي جاء منها الهدف الثاني والفوز لأسيك ولكن لابد ان نتفق ان أي فريق عندما يخسر فالمسئولية يتحملها اللاعبون جميعاً لأن الهجوم كان سلبياً وخط الوسط غير قادر علي تنفيذ مهامه الدفاعية والهجومية والربط بين خطوط الفريق.. أما بالنسبة لخط الدفاع فهذا الرباعي حكايته.. حكاية.. ولا أدري هل يريد رامي ربيعة وأحمد حجازي اللعب كرأسي حربة بدلاً من اللعب كقلبي دفاع فهما يندفعان للأمام الي حد التهور ويتركان خلفهما المنطقة الخطرة سداح.. مداح.. لكل مهاجم يريد ان يغزو شباك الأهلي ومن الواضح غياب التفاهم بين رباعي الدفاع والوسط في حالة التقدم للأمام.. ما يؤدي لغياب التغطية السليمة والرقابة الفردية الصارمة للمهاجمين وبالتالي يتحول الدفاع الي شوارع ويسهل علي أي مهاجم منافس خلخلته.. وبصراحة شديدة الأهلي في حاجة شديدة الي لاعبي ارتكاز في خط الوسط بعد تراجع مستوي حسام غالي وحسام عاشور.. وأري ان الوقت حان لأن يحصل صالح جمعة علي فرصته كاملة ومعه عادل عبد المنعم لحراسة الرمي وان يتم تحديد البديل المناسب لرمضان صبحي قبل الموافقة علي احترافه.. فالأهلي كما شاهدنا غرق في بحر الظلمات أمام أسيك الايفواري.. ولابد من التزام رباعي الدفاع بالانضباط التكتيكي أو منح قلبي الدفاع حجازي وربيعة راحة حتي يستعيدا مستواهما.. وأعتقد ان الأهلي لم يعد أمامه الآن رفاهية إضاعة المزيد من النقاط إذا أراد الاستمرار في المنافسة في بطولة الملايين الأفريقية.