كشفت استطلاعات أولية للرأي في بريطانيا أجراها موقع you Gov عن أن 52 في المائة من البريطانيين صوتوا في صالح بقاء بلادهم في الاتحاد الأوروبي. وذكر الموقع أن استطلاعات الرأي التي نفذها بتكليف من قناة "سكاي نيوز" وشملت شريحة من المقترعين جري اختيارهم عشية التصويت. كشفت عن أن 48 في المائة ممن أدلوا بأصواتهم أيدوا انسحاب بلادهم من الاتحاد الأوروبي. واللافت في تغطية سير الاستفتاء الذي شهدته بريطانيا أمس الخميس 23 يونيو أن القنوات التليفزيونية وخلافاً لما هو متبع لم تنظم استطلاعات مباشرة للرأي عند مراكز الاقتراع نظراً للفارق الطفيف في نسبة مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي ومعارضيه. هذا وافتتحت مراكز الاقتراع في 382 منطقة محلية في بريطانيا فيما من المتوقع الإعلان عن النتائج الرسمية الأولية بين الساعة الواحدة والساعة الثالثة من صباح الجمعة. وتطرح بطاقة الاستفتاء السؤال التالي: هل علي المملكة المتحدة البقاء عضواً في الاتحاد الأوروبي أم الانسحاب منه. ويحق التصويت لجميع المواطنين البريطانيين ممن بلغوا ال 18 من العمر في يوم الاستحقاق والمسجلين في اللوائح الانتخابية. كما يجوز التصويت لمواطني الجمهورية الايرلندية ومجموعة الكومنولث المقيمين في المملكة المتحدة ومواطني جبل طارق فيما يبلغ عدد الناخبين الإجمالي 46.5 مليون نسمة كما لا يحق لمواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين في المملكة المتحدة التصويت باستثناء الايرلنديين والمالطيين والقبارصة. كذلك يحق للبريطانيين المقيمين في الخارج منذ أقل من 15 عاماً الإدلاء بأصواتهم فيما رفضت المحكمة العليا في مايو طعناً قضائياً للسماح بمشاركة المغتربين لأكثر من تلك الفترة في الاستفتاء. وتتابع معظم العواصم الأوروبية والمفوضية الأوروبية الاستفتاء الذي قد يقود بريطانيا إلي الخروج من الاتحاد ويفتح الباب أمام تصدعه بعد خمسين عاماً علي البناء الأوروبي الشاق. وسجل حوالي مليوني بريطاني إضافيين أسماءهم منذ ديسمبر في اللوائح الانتخابية مما يزيد من عدد المقترعين المحتملين إلي 46.5 مليون شخص حسب لجنة الانتخابات البريطانية. دعا رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلي الاستفتاء تحت ضغط من حزبه المحافظين الحاكم وحزب مناهض للاتحاد الأوروبي يتزايد نفوذه علي أمل إنهاء عقود من النقاش بشان مكان بريطانيا في أوروبا وروابطها مع بروكسل. وذكرت صحيفة ذا ايفينينج ستاندرد نقلا عن مصادر من بينهم وزراء إن بعض أبرز قادة المحافظين من المعسكرين يخططون لدعم كاميرون بقوة للبقاء في منصبه بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء. ونقلت الصحيفة عن أحد الوزراء دون ذكر اسمه قوله "الأسواق مضطربة بالفعل ولا يريد أحد الغموض الإضافي في الموقف الذي سينتج عن الاستقالة". ويقول معسكر "الخروج" إن اقتصاد بريطانيا سيستفيد من الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. ويقول كاميرون إنه سيحدث فوضي مالية. وأدلي كاميرون بصوته وقال في تغريدة علي تويتر هذا هو اليوم الذي يمكنكم فيه التصويت لمستقبل أفضل بقيادة بريطانيا وليس بخروجها من أوروبا. صوتوا لصالح البقاء. وقال منافسه الرئيسي رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون الذي يقود معسكر الخروج "الآن هو الوقت للإيمان بتلك البلاد والتصويت بالخروج. دعونا نجعل اليوم يوم استقلالنا". واستعد المتعاملون والمستثمرون والشركات لتقلبات في الأسواق المالية أيا كانت نتيجة الاستفتاء مما يعكس مزاجا يتجه نحو رفض المؤسسات لوحظ كذلك في الولاياتالمتحدة وفي أماكن أخري من أوروبا. بعد صدور نتيجة استطلاع إبسوس موري ارتفع الجنيه الإسترليني ليتخطي مستوي 49.1 دولار للمرة الأولي منذ 2015 علي الرغم من أنه انخفض مجددا إلي 48.1 دولار ..انخفض الإسترليني لقرابة 40.1 دولار الأسبوع الماضي عندما أظهرت استطلاعات الرأي تقدما لصالح معسكر الانسحاب. وقال مسئولون حكوميون مطلعون إنه من المقرر أن يصدر كبار المسئولين الماليين في دول مجموعة السبع بيانا يؤكد استعدادهم لاتخاذ كل الخطوات اللازمة لتهدئة الأسواق إذا صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد. وقال موريتز كرايمر مسئول التصنيفات السيادية بمؤسسة ستاندرد آند بورز لصحيفة بيلد الألمانية إن المؤسسة قد تخفض سريعا التصنيف الائتماني الممتاز لبريطانيا إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي. وحاول أنصار المعسكرين استمالة حوالي عشرة في المائة من الناخبين المسجلين البالغ عددهم 46.5 مليون تظهر استطلاعات الرأي أنهم لم يحسموا موقفهم. ورسمت استطلاعات الرأي صورة لبلد منقسم بشكل حاد مع اختلافات كبيرة بين الناخبين الأكبر سنا والناخبين الشبان وبين لندن واسكتلندا المؤيدتين للاتحاد الأوروبي ووسط انجلترا الذي ينظر بشكوك إلي أوروبا وانعكس هذا الانقسام في عناوين الصفحات الأولي بالصحف البريطانية. وخرجت صحيفة صن أوسع الصحف البريطانية انتشارا بعنوان "يوم الاستقلال" في حين خرجت ميرور اليومية بعنوان تحذيري لا تقفز إلي الظلام. وحاز الاستفتاء اهتمام صحف خارج بريطانيا. ففي الصين حذرت مطبوعة جلوبال تايمز التي تنشرها صحيفة الشعب اليومية الرسمية من أن بريطانيا ستفقد نفوذها عالميا إذا صوت الناخبون لصالح خروجها من الاتحاد الأوروبي. وأيا كانت نتيجة الاستفتاء فإن التركيز علي الهجرة إلي بريطانيا والتي زادت بشكل كبير في الأعوام القليلة الماضية ربما يفاقم الانقسامات في بلد تتسع فيه أيضا الفجوة بين الأغنياء والفقراء.