تحبس بريطانيا أنفاسها ترقبا لنتائج استفتاء تاريخي هو الثالث في تاريخها ويأتي بعد معركة علي جذب الأصوات استمرت علي مدي أربعة أشهر بين معسكري «التصويت بالبقاء» و«التصويت بمغادرة» الاتحاد الأوروبي. وتوافد الناخبون البريطانيون البالغ عددهم اكثر من 46 مليون صباح أمس في لندن رغم المطر علي مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لتقرير مصير بلادهم وسائر أوروبا قبل توجههم إلي العمل. وبعد حملة مريرة قسمت بريطانيا إلي معسكرين، وتمحورت حول الهجرة وانعكاساتها السلبية بالنسبة إلي مؤيدي الخروج، والازدهار الاقتصادي، فتحت مراكز الاقتراع في 382 منطقة محلية أبوابها عند الساعة السادسة بتوقيت جرينتش ويفترض أن تغلق عند الساعة 21.00 علي ان تعلن النتيجة النهائية في وقت مبكر من صباح اليوم. وفي حال التصويت لصالح الخروج، فستكون بريطانيا أول دولة تخرج من الاتحاد في تاريخه الممتد 60 عاما، موجهة صفعة إلي التكتل الذي يعاني من أسوأ أزمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية. وأدلي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي راهن بمصداقيته علي الاستفتاء وخاض حملة من اجل البقاء بصوته في لندن برفقة زوجته سامانثا. ودعت الحملة الرسمية من اجل البقاء في الاتحاد الأوروبي علي تويتر «تحدوا المطر وصوتوا من اجل البقاء»، بينما حث معسكر مؤيدي الخروج الناخبين علي «عدم تفويت فرصة التصويت من اجل الخروج».وقال المحللون ان مستوي المشاركة سيكون له وقع حاسم إذ كلما كان كبيرا زادت فرص فوز معسكر البقاء. وتترقب اسواق المال العالمية تصويت البريطانيين علي بقاء بلادهم او خروجها من التكتل المكون من 28 دولة وسط تحذيرات من الساسة والاقتصاديين والكيانات التجارية في ارجاء المعمورة من دخول بريطانيا ومن ورائها اوروبا في حالة ركود اذا ما استقر قرار البريطانيين علي الخروج. وتدخل جميع القادة الأوروبيين لدعوة البريطانيين إلي البقاء لأن خروج بلادهم يمكن ان يؤدي إلي تفكك الاتحاد الأوروبي. وحذرت جميع المؤسسات الدولية من صندوق النقد الدولي إلي منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية من ان خروج بريطانيا سيؤدي إلي عواقب سلبية علي المدي البعيد علاوة علي التبعات الاقتصادية الفورية علي البلاد مثل التقلبات القوية في الاسواق واحتمال انهيار الجنيه الاسترليني. كما ان خروج البلاد يمكن ان يؤدي إلي اضطرابات سياسية مع رحيل محتمل لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي دعا إلي الاستفتاء وخاض حملة من اجل البقاء في أوروبا. كما يمكن ان يؤدي خروج البلاد إلي تفكك المملكة المتحدة إذا قررت استكلندا المؤيدة للاتحاد الأوروبي تنظيم استفتاء جديد حول استقلالها. وأظهر استطلاعان للرأي نشرا امس الأول تقدما طفيفا لمعسكر مؤيدي المغادرة إلا ان استطلاعا ثالثا اشار إلي تقدم معسكر البقاء مما يزيد من الغموض. في المقابل، تقول مكاتب المراهنات ان «البقاء» سيفوز حتما ب76% مقابل 24%. ويتعين علي المشاركين في الاستفتاء الإجابة علي سؤال «هل علي المملكة المتحدة البقاء عضوا في الاتحاد الأوروبي او مغادرة الاتحاد الأوروبي؟» ولديهم خيار بين خانتي «البقاء» أو«الخروج». وشددت الصحف البريطانية علي الطابع التاريخي للاستفتاء. وتصدر عنوان «يوم الاستقلال» صحيفة «ذا صن» الشعبية المؤيدة للخروج، بينما كان عنوان صحيفة «ذا تايمز» المؤيدة للبقاء «يوم الحساب».