كان من عادة الملك فاروق ان يصلي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في جامع عمرو بن العاص.. علي أن يصحبه رئيس الوزراء.. طبقا لما جرت عليه التقاليد.. ولكن في عام 1944 بعث كبير الأمناء إلي رئيس مجلس الوزراء مصطفي النحاس باشا اخطارا بأن الملك سيؤدي صلاة الجمعة الأخيرة بمسجد عمرو بن العاص.. ولم يتضمن الاخطار دعوة رئيس الوزراء لمصاحبة الملك كالمتبع دائما. وعندما سأل النحاس باشا كبير الأمناء عن السبب في عدم دعوته لمصاحبة الملك رد عليه ان حسانين باشا رئيس الديوان هو الذي يصطحب الملك في موكبه الرسمي وأثناء سير الموكب من قصر عابدين إلي مصر القديمة شاهد الملك لافتات مكتوبا عليها "يحيا الملك مع النحاس".. وفي الحال اصدر أمرا إلي محمود بك غزالي مدير الأمن العام بنزع تلك اللافتات بحيث لا يراها عند عودته عقب الصلاة.. ولم يكن متواجدا من يمثل الحكومة إلا وزير الأوقاف عبدالحميد عبدالحق خلافا لما تقضي به المراسم من وجود الوزارة بأكملها لاستقبال وتوديع الملك في هذه المناسبة.. وقام غزالي بك بتنفيذ أمر الملك ولكن فؤاد سراج الدين اصدر أمرا من الإسكندرية بايقاف مدير الأمن العام عن عمله ونشر النبأ في الصحف واتصل رئيس الديوان بالقائم بأعمال السفارة البريطانية لكي يتدخل لإعادة الغزالي بك إلي منصبه حفاظا علي كرامة الملك وارسل القائم بأعمال السفارة رسالة إلي النحاس باشا لإعادة مدير الأمن ولكن النحاس لم يرد واوفد أحمد عبود باشا إلي لندن لكي يبذل مسعاه لمساندة الوزارة في موقفها ضد الملك.. ولكن حكومة لندن لم تكن مستعدة للتوسط.. واخيرا رد النحاس باشا علي رسالة السفارة بأن الملك باصداره هذا الأمر مباشرة تجاوز سلطاته الدستورية وان الغزالي أخطأ بنزع اللافتات بدون امر رئيسه المباشر ومرت عدة أشهر دون حل المشكلة.. ولم تحسم إلا بإقالة الملك للنحاس باشا في أكتوبر سنة 1944