في سنة 1944 جاء شهر رمضان في شهر أغسطس في ذلك الوقت كانت العلاقة بين الملك فاروق ورئيس الوزراء مصطفي النحاس باشا.. في توتر دائم وكان الملك يتنافس علي اكتساب شعبية الجماهير بإقامة حفلات الإفطار بمناسبة رمضان. وأيضا أقام الملك حفلاً لتكريم الطلاب المتفوقين وأمر بانشاء "جائزة فاروق الأول" للعلوم والفنون ورد النحاس باشا علي هذا القرار باصدار قرار آخر من خلال مجلس الوزراء بانشاء جائزة للعلوم اطلق عليها "جائزة مصطفي النحاس" في الوقت نفسه فتح الملك أبواب قصر عابدين للشعب حيث أقام عدة حفلات إفطار للعمال وللطلبة كذلك أقام سرادقا كبيرا أمام قصر عابدين حيث يقوم كبار المقرئين بتلاوة القرآن الكريم مع إذاعته واستمرت حفلات قراءة القرآن علي مدي عامين ولكن فجأة قررت الحكومة في شهر أغسطس 1944 منع إذاعة القرآن بحجج واهية واقترح القصر أن تتم الإذاعة علي الموجة القصيرة بحيث تصل إلي الدول الإسلامية المحيطة بمصر ولكن فؤاد سراج الدين وكان وزيرا للشئون الاجتماعية رفض الموافقة عليه!! وحدث أن أقام الملك حفل إفطار لسفراء الدول الإسلامية ووجهت الدعوة إلي مصطفي النحاس بصفته وزيرا للخارجية ولكنه لم يحضر ولم يعتذر!! وكان رد الملك علي هذا التصرف أنه قرر أداء صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان في مسجد عمرو بن العاص بدون مصاحبه رئيس الوزراء طبقا للقواعد المتبعة وصحب بدلا منه رئيس الديوان الذي كان ضمن الموكب الرسمي وهكذا كانت العلاقة بين الملك والحكومة. الملك يريد أن يتحدي الحكومة.. ومصطفي النحاس يرد هذا التحدي بكل قوة. وانتهي الأمر بإقالة الوزارة عقب عيد الفطر المبارك مباشرة.. بعد أن حصل الملك علي موافقة السفير البريطاني علي هذه الإقالة الآن تغيرت المواقف لم يعد أحد يوافق أو يمنع أو يتدخل في تشكيل أي وزارة وكانت القواعد التي تم وضعها في ثورة 23 يوليو أن يكون الاختيار علي أساس الثقة أو عن الضباط الاحرار.. وفي ظل النظام السابق لم يكن الرئيس السابق يميل إلي تغيير رؤساء الوزارة مهما كانت اخطاؤهم.. وظهر ذلك بوضوح في ظل الوزارة الأخيرة للدكتور نظيف.. الناس تشكو والرئيس لا يستمع!!