** د. سمير الملا أستاذ مخ وأعصاب يروي تجربته عشت في انجلترا من سنة 68 إلي 1975 حيث أنني ذهبت للدراسة في تخصص جراحة الأعصاب وكانت تجربة صيام شهر رمضان في هذا البلد ممتعة جداً فرغم طول فترة النهار والصيام وقت طويل الا ان شعور الآخرين بي يكفي لاتمام الصيام حيث كان لدي صديق هندي يدرس جراحة القلب فعندما علم بصيامي عن الطعام والشراب أندهش واخبر جميع زملائي بالمستشفي. أضاف كنت المسلم الوحيد بينهم وأكدت لهم أن أمتناعي عن تناول الطعام بمحض أرادتي وفريضة نقوم بها طاعة للخالق عز وجل فأحترموا ذلك وخصصت لي المستشفي افطاراً وسحوراً أيضاً وأعدوا عصائر مخصوصة لي وأحد العاملين كان يتصل بي في توقيت الأفطار والسحور. أشار إلي أنه كون صدقات مع عرب ومسلمين في البلد وبعضهم تربطه بهم صداقات حميمة حتي الآن وكانوا يقومون بشراء الفول من بقالة هولندية لكنها اندهشت من أقبالهم علي الفول يومياً حيث تبيعه علي أنه أكل الاحصنة. أوضح أنهم قاموا ايضا بتأجير شقة وتجهيزها كمسجد لاقامة الصلاة فيها نظراً لقلة عدد المساجد هناك والتي لا تتعدي أصابع اليد. أكد ان بعض الانجليز بالمستشفي أستهوتهم تجربة الصيام فأمتنعوا عن الأكل والشرب في محاولة لمعرفة قدرتهم علي ذلك من بين الاطباء أمريكان أيضاً وكانوا كثيرين السؤال عن الاسلام خاصة فريضة الصيام فأوضحت لهم فضل الصيام بأننا لا نحرم انفسنا بل نمنعها طاعة لما يرانا ولا نراه فأشتد أعجابهم بالاسلام خاصة عندما وجدوني ومن معي من العرب والمسلمين من زملائي الذين تعرفت بهم في البلد نتحدث عن الشريعة الاسلامية ونقوم باطعام من يشعر بالجوع أو من نراه مسكيناً والعاملين بالمستشفي كشكل من أشكال الزكاة فهي تجوز علي غير المسلم فلفت نظرهم اعطاء الغير والبعض انجذب لهذا الدين وبدأ يطلع علي سمات السلام وهناك امريكان من بينهم أسلموا وتعمقوا في الدين عن قناعة شديدة لدرجة ان بعضهم قاموا ببناء مسجد في أمريكا. أضاف أن أفضل ما لفت نظري بانجلترا النظام الشديد واحترام الوقت والتفاني في العمل وأتمني في هذا الشهر الكريم أن أري بلدي مصر تعمل وفق نظام.