طالت حسرتنا ونحن نشهد المعاول تنهال علي القطع الأثرية الهائلة في متاحف العراق وسوريا. شاركتنا الحسرة هيئات ومؤسسات دولية. أدانت الجرائم البشعة التي أقدمت عليها المنظمات المتأسلمة. برغم الإساءة إلي حضارة الإسلام. الحقيقة التي طالعتنا بها هذا الأسبوع منظمة اليونسكو. أن الهدم لم يكن إلا واجهة لعمليات سطو قامت بها منظمات القاعدة وداعش والنصرة وغيرها. لصالح متاحف الغرب العامة والخاصة. وأنها تعرض الآن في قاعات تلك المتاحف. أذكر أنني تناولت خطورة تشويه الآثار. أو سرقتها. أو تدميرها. وأنها تعني الضياع والاندثار. حيث لا سبيل إلي استعادتها. هذا النزف الذي تعرض له تراثنا الوطني في امتداد التاريخ. ومن خلال عمليات النهب والتشويه التي مارسها لصوص ومغامرون وعلماء آثار. غاب بتبدده في أفق المستحيل. لقد أبدت منظمة اليونسكو تخوفها من احتلال تنظيم داعش مدينة تدمر الأثرية السورية. وأنه ربما أقدم علي عمليات تدمير للآثار. كما حدث في المدن والمتاحف العراقية. لكن المنظمة الدولية اكتفت بالتحذير. وظل المجتمع الدولي صامتاً. يجد في الفرجة علي ما حدث غاية المراد. بل إن العمليات القتالية التي تعتدي بها دول الغرب علي دول مستقلة بدعوي القضاء علي التنظيمات المتطرفة. كان الأجدر بها أن تشمل عملياتها حماية التراث الإنساني. المتمثل في الآثار العراقية والسورية. بحيث نستطيع أن نتهم دول الغرب بالإسهام في الجريمة. بداية من تمويل قيام القاعدة وداعش والحركات السورية المعارضة. وحتي الاكتفاء بالفرجة المستمتعة رغم صيحات الاستنكار للعمليات التي تستهدف تاريخ المنطقة وحضارتها. سواء بالتدمير. أو بالسرقة التي تعرض ما سرقته في المتاحف ودكاكين الأثار في الغرب! حرص الغرب بتاريخه الذي لا يزيد علي بضع مئات من السنين. علي إلباس ثوب التراث ما ينتمي إلي عقود قريبة. مجرد أن ينسب إلي نفسه حضارة لم تكن موجودة. ولعلنا نلحظ حرص إسرائيل الغريب أن تدعي لها تراثاً. حضارة. حتي لو جاء ذلك علي حساب التراث الفلسطيني بخاصة. والتراث العربي بعامة. المؤامرة لا تقتصر علي العراق وسوريا. إنها تشمل الوطن العربي في تعدد أقطاره. تدمر ما يصعب سرقته. وتسطو علي آلاف المنحوتات التاريخية. ليس الهدف مجرد السرقة. بل محو الهوية والتراث والحضارة والتاريخ وإذا لم يكن الغرب قد أفلح في تحقيق مؤامراته من خلال عمليات النهب والتشويه التي مارسها لصوص ومغامرون وعلماء آثار. فإنه يحاول تحقيق أهدافه بعمليات التنظيمات المتطرفة التي تدين بوجودها لمؤامرات الغرب.