علي الرغم من أن منظمة اليونسكو أبدت تخوفها من احتلال تنظيم داعش مدينة تدمر الأثرية السورية. وأنه ربما أقدم علي عمليات تدمير للآثار. كما حدث في المدن والمتاحف العراقية. فإن المنظمة الدولية اكتفت بالتحذير. بينما ظل المجتمع الدولي صامتا. يجد في الفرجة علي ما حدث غاية المراد. بل إن العمليات القتالية التي تعتدي بها دول الغرب علي دول مستقلة بدعوي القضاء علي التنظيمات المتطرفة. كان الأجدر بها أن تشمل عملياتها حماية التراث الإنساني. المتمثل في الآثار العراقية والسورية. بل إننا نستطيع ان نتهم دول الغرب بالاسهام في الجريمة. بداية من تمويل قيام القاعدة وداعش والحركات السورية المعارضة. وحتي الاكتفاء بالفرجة المستمتعة رغم صيحات الاستنكار للعمليات التي تستهدف تاريخ المنطقة وحضارتها. سواء بالتدمير. أو بالسرقة التي تعرض ما سرقته في المتاحف ودكاكين الاثار في الغرب! المؤامرة لا تقتصر علي العراق وسوريا إنها تشمل الوطن العربي في تعدد أقطاره. تدمر ما يصعب سرقته. ليس الهدف مجرد السرقة. بل محو الهوية والتراث والحضارة والتاريخ. وصف علماء الآثار ما تعرضت له الآثار الليبية بأنه من أخطر عمليات السرقة في تاريخ الآثار. وكما تذكر الأرقام. فقد سرقت من البنك المركزي 7700 قطعة تاريخية. تعود إلي زمن الاسكندر. وإلي عقود تالية. كما سرق الكثير من القطع الأثرية من متحف طرابلس. وهي تماثيل من البرونز والزجاج والعاج. أما عمليات التدمير. فقد شملت جامع أحمد باشا القرمنلي الذي شيد في القرن الثامن عشر. ومزارات العديد من أولياء الله. كما استخدمت الجرافات في محو ما يزيد علي كيلو مترين من مدافن الإغريق التاريخية. وآثار موقع بسطة الأثري. ولاشك أن التراث المغاربي عرضة لما حدث للتراث المشرقي. المؤامرة تستهدف تقويض الوطن العربي. تحويله إلي نفاية للبشرية والتعبير لواينبرجر وزير الدفاع الأمريكي الأسبق وفرض السيادة لكيان دخيل. يزعم انه بداية الحضارة في المنطقة العربية. وانه اصح أمم الشرق نسبا. وانا انقل عن دراسة كتبها صهيوني في مجلة "رعمسيس" المصرية سنة .1910 عندما نلح علي قضية سرقة الآثار. فلأن تدمير الأثر أو سرقته تعني ضياعه. وضياع الأثر يعني بلا أدني مبالغة اقتطاع جزء من التاريخ العربي. أو الذاكرة العربية. ما لا يقدر بثمن. ويصعب استعادته. يتجاوز معني السرقة أو التدمير. حتي الذي يسطو علي قطعة أرض أمتلكها. استطيع ان استعيدها بوسيلة ما. ومنها اللجوء إلي القوة أما جريمة الآثار فإنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل تعويضها. حرص الغرب بتاريخه الذي لا يزيد علي بضع مئات من السنين. علي إلباس ثوب التراث ما ينتمي إلي عقود قريبة. مجرد أن ينسب إلي نفسه حضارة لم تكن موجودة. ولعلنا نلحظ حرص إسرائيل الغريب أن تدعي لها تراثا. حضارة. حتي لو جاء ذلك علي حساب التراث الفلسطيني بخاصة. والتراث العربي بعامة. وإذا لم يكن الغرب قد أفلح في تحقيق مؤامراته من خلال عمليات النهب والتشويه التي مارسها لصوص ومغامرون وعلماء آثار. فإنه يحاول تحقيق أهدافه بعمليات التنظيمات المتطرفة التي تدين بوجودها لمؤامرات الغرب!