بعد أن دمرت داعش آثار متحف الموصل. قامت الدنيا خارج الحدود. ولم تقعد اعتبرت المؤسسات الثقافية الدولية تدمير آثار الحضارة الأشورية جريمة ضد التراث الإنساني. وصدر الكثير من قرارات الإدانة والتوصيات التي تدعو إلي إنقاذ ما تبقي من التراث الحضاري العربي. بعد أن تحولت عمليات التدمير والتحطيم تحت مزاعم غربية إلي ظاهرة. يرفضها احتفاء الإسلام في امتداد عصوره بالحضارات القديمة لم يفرض علي وجودها في حياتنا شروطاً من أي نوع. المثل نجده في أقطار الوطن العربي. بداية من الأهرامات الثلاثة وأبوالهول والآثار الأشورية والبابلية والفينيقية وغيرها بل إننا نجد المثل في حضارة الأندلس التي قدمت للعالم مثلاً رائعاً لحضارة الإسلام. توقعت أن تحدث ردود الأفعال نفسها بين علماء الآثار والمؤرخين العرب. فالآثار التي دمرت جزء من الحضارة العربية في امتداد العصور. وإذا كان ما جري في الموصل. وما سبقه في مدن عراقية وسورية أخري. قد أحدث صدمة في نفوس المواطنين العاديين. فإن الصدمة الأشد التي كنا نتوقعها لابد أن تصدر عن دراسي تلك الآثار. والمدركين لقيمتها التي يصعب كما تؤكد كل الدراسات والنتائج العلمية أن تقدر بثمن! الحضارات العربية منفصلة متصلة. تعبر في مجموعها عن أقدم الحضارات الإنسانية وحين ندين تدمير معالم من هذا التراث الإنساني في قطر ما. فإننا ندين الهمجية التي أقدمت علي التدمير بغواية أجنبية من المستحيل أن يجد هؤلاء الذين نسبوا أنفسهم إلي الإسلام معني الوثنية في هذه الآثار. بعد مرور مئات الأعوام علي فجر الدعوة الإسلامية. ومرور مئات الأعوام التالية علي وجودها في حياتنا. كجزء أصيل من الحضارة والثقافة العربية. خطورة تشويه الآثار. أو سرقتها. أو تدميرها. أنها تعني الضياع أو الاندثار. حيث لا سبيل إلي استعادتها حتي الترميم الذي يحاول إصلاح ما أفسده المخربون لا يعيد الأثر إلي أصله.. والشواهد كثيرة. ما لا يقدر بثمن. ويصعب استعادته. يتجاوز معني السرقة أو التدمير. حتي الذي يسطو علي قطعة أرض أمتلكها. أستطيع أن أستعيدها بوسيلة ما. ومنها اللجوء إلي القوة أما تدمير الآثار. فإنه يعني محو جزء من ذاكرتي. من حضارتي ومورثاتي. بحيث يصعب إن لم يكن من المستحيل تعويضها. الأخبار التي طالعتنا بروتينية سخيفة عن تدمير وتشويه آثار حجرية ومخطوطات. أو ضياعها. لا تلغي حقيقة أن هذا التراث فقدناه بالفعل ما شوه. أو دمر. ذهب ولن يعود. وإن كنت أجد أملاً في الروايات التي أشارت إلي وجود سيارات نقل خارج متحف الموصل أثناء عمليات التدمير هل اقتصر ما حدث علي التدمير؟!