في تقرير سري. كتبه كامبل بيترمان رئيس وزراء بريطانيا عام 1902. يقول: "إن هناك قوما يسيطرون علي أرض واسعة تزخر بالخيرات الظاهرة والمغمورة. وتسيطر علي ملتقي طرق العالم. وهي وطن الحضارات الإنسانية والأديان. ويجمع هؤلاء القوم ديانة واحدة ولغة وتاريخ واحد. وآمال واحدة. وليس هناك أي حاجز طبيعي يعزل القوم عن الاتصال ببعضهم البعض. ولو حدث واتحدت هذه الأمة في دولة واحدة. في يوم من الأيام. لتحكمت في مصير العالم. ولعزلت أوروبا عنه. ولذلك يجب زرع جسم غريب في قلب هذه الأمة. يكون عازلا من التقاء جناحيها. ويشتت قواها في حروب مستمرة. ورأس جسر ينفذ إليه الغرب لتحقيق مطامعه". كان ذلك التقرير توصيفا لمؤامرة نستطيع التعرف إلي إرهاصاتها في وعد نابليون بونابرت لليهود - قبل بدء حملته إلي مصر - بأن يخصص لهم وطنا قوميا في الوطن العربي. ثم في مبادرات وتحركات تالية. أبرزها - فيما ذكر - مؤتمر بازل الذي دعا إليه هرتزل في 1897. بإقامة "وطن قومي آمن. ومعترف به قانونيا. لليهود في فلسطين". ثم وعد بلفور في 1917 الذي وصف حاييم وايزمن - عقب صدوره - عرب فلسطين بالقول: "هناك مائة ألف من الزنوج. لكن ذلك أمر لا أهمية له". ثم صدر قرار الكونجرس الأمريكي في 1922. وكان زعم المحرقة اليهودية في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية. معلما في مؤامرات إيجاد دولة لليهود في فلسطين. وبعد إعلان قيام دولة إسرائيل قدم إليها مئات الالاف من يهود العالم. مدفوعين بترغيب الوطن الآمن المستقر. وبأنهار اللبن والعسل. وحدد بن حوريون نهاية الشعب الفلسطيني في بلاده. بأنها حتم برحيل الآباء. ونسيان الأبناء. لكن الإيمان بالوطن. وبالأرض السليبة. لم ينته برحيل الآباء. ولم ينس الأبناء. تحولت إسرائيل خلال سنوات وجودها إلي مجتمع استيطاني يغلب عليه الطابع الحربي. فهي أشبه بمعسكر كبير. أحاط نفسه بالأسوار والإجراءات الأمنية التي بلغت حد إرهاب الدولة. وكما يجمع المحللون. فإن إسرائيل الآن تشكل أخطر مكان في العالم بالنسبة لليهود. نتيجة حربها الدائمة مع الشعب العربي في عمومه. والشعب الفلسطيني بخاصة. الهجرة المضادة هي الظاهرة التي يحياها المجتمع الإسرائيلي في هذه الأيام. وكما تشير الأرقام فإن خمسة آلاف يهودي يصلون إلي إسرائيل كل عام. في حين يغادرها - في العام نفسه - حوالي عشرين ألفا من اليهود. طلبا للأمن والاستقرار والحياة الهانئة. معادلة تشير إلي صورة المستقبل. من هنا جاء إعلان وزارة استيعاد المهاجرين الجدد انها بدأت حملة لإعادة غالبية الإسرائيليين الذين رحلوا من فلسطينالمحتلة. إلي مدن الغرب. بحثا عن المستوي المعيشي الأفضل. وعن الأمن الغائب في الدولة العبرية.