قالوا من أجل عيون «الأسيتون» منحت إنجلترا اليهود فلسطين لقيام وطنهم.. ولكن الحقيقة أنها حلقة متقدمة من المكائد اليهودية على مر التاريخ ومنذ القرن السادس عشر الميلادى.. أما حكاية مادة الأسيتون فكانت هدية عظيمة لبريطانيا أثناء حربها العالمية الأولى لاستخدامها فى المفرقعات.. والذى قام باختراعها الكيميائى اليهودى الروسى «حاييم بن عيزرا وايزمان» الأستاذ بجامعة مانشستر بإنجلترا عام 1916. والأسيتون سائل شفاف لا لون له وقابل للاشتعال ومذيب عضوى مهم ولا غنى عنه فى كثير من الصناعات.. والآن أوقفت دول كثيرة صناعته لخطورته على الصحة. وقبل هذا الاختراع وايزمان طلب وايزمان من «أرثر جيمس بلفور» وزير خارجية بريطانيا إصدار قرار بالسماح لليهود بالإقامة فى فلسطين وإنشاء دولتهم.. وعندما توصل إلى اختراعه قدمه هدية لدولة بريطانيا العظمى قبل أن تضع الحرب العالمية الأولى أوزارها والتى كانت أوروبا فى احتياج شديد له.. ورفض قبول أى جائزة أو أموال مقابل اختراعه بل أصر على الهدية الكبرى خدمة لعقيدته وقومه. وهل هذا المركب الكيميائى السبب الرئيسى فى نشأة الكيان اليهودى بتلك السهولة؟.. بلى فالأسيتون كان مجرد حلقة من حلقات المؤامرة الصهيونية.. والبداية فى مدينة بال السويسرية حيث انعقد أول مؤتمر صهيونى بزعامة تيودور هرتزل لإقناع أغنياء اليهود بتمويل مخططه الصهيونى.. ولكنهم رفضوا ثم بعث رسائل إلى كل حكام أوروبا وعرض عليهم إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين على أن يكون بمثابة حارس يقف فى الطليعة ضد الهجمة البربرية. وجاء له رد من وزير خارجية قيصر روسيا بقوله: «إننا نعطى مثل ذلك التشجيع لنركل اليهود بأقدامنا». ونعود إلى «وايزمان» فهو أول من حوّل مسار الحركة الصهيونية إلى مجال الاستيطان والتعمير بدلًا من سياسة المفاوضات والاتفاقيات التى حرص عليها «هرتزل» ورفض فكرة أوغندا كوطن لليهود ولذلك تولى رئيسًا لمنظمة الصهيونية العالمية فى عام 1920 حتى 1946 ثم انتخب أول رئيس لدولة إسرائيل عام 1949، وقبل إنشاء دولة إسرائيل قام بخلق واقع عملى بإحياء اللغة العبرية ووضع حجر الأساس للجامعة العبرية.. وشجع على الهجرة إلى فلسطين.. وكان شديد الإيمان بمبادئ الصهيونية وأولها إعادة أبناء الرب إلى وطنهم فلسطين كمقدمة لعودة الرب والحياة الألفية السعيدة وهى نبوءات تلمودية انتشرت فى أوروبا وأمريكا.. واستطاع هو ورفاقه ومن سبقوه بإحاطة إسرائيل بهالة من القدسية والواجب المقدس للدفاع عنه.. ومهّد لهذه الفكرة أدباء ومفكرون غربيون منذ القرن السادس عشر مثل «جاك بوسيه» المفكر الفرنسى فى كتابه «التاريخ العالمى» إن إسرائيل الأمة التى تعلو كل الأمم وهى حجر الأساس فى تاريخ العالم.. ومفكرين معاصرين روجوا لفكرة أن إسرائيل حتمية إلهية وما تصنعه إرادة ربانية. ?? ولابد أن نعلم أنه ليس كل الغرب وأمريكا على مدار التاريخ كانوا مؤيدين لفكرة الصهيونية.. فالرئيس الأمريكى الوحيد الذى تنبأ بخطورة اليهود هو «بنيامين فرنكلين» 1706 وحذر فى خطابه أمام الكونجرس الأمريكى عام 1789 من الخطر اليهودى على البلاد فى انتشار الحروب والفساد وانحدار الأخلاق وطالب بضرورة طردهم من أمريكا حتى لا تلعنكم الأولاد والأحفاد فى قبوركم. وكانت أوروبا والكنيسة الغربية فى العصور السابقة قد اكتشفت أن سبب الكوارث الاجتماعية والاقتصادية هم اليهود فتم عزلهم.. ثم عادوا بسيطرتهم على المال والنفوذ.