الآلاف شيعوا جثامين الصيادين الأربعة.. ببرج مغيزل

في موكب جنائزي مهيب خرجت قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ لتشييع جثامين الصيادين الأربعة الذين لقوا مصرعهم غرقاً في سواحل مرسي مطروح وسط حالة من البكاء الشديد والصراخ والعويل وتحولت منازل القرية إلي سرادقات للعزاء وحدثت حالات إغماء شديدة بين أسر الغرقي.
قام الآلاف من أبناء برج مغيزل والقري المجاورة بوداع الصيادين الأربعة ودفنهم في مقابر الأسرة بعد أداء صلاة الجنازة عليهم في المسجد الكبير بالقرية وهم أبوالعزم حلمي السمار 48 سنة متزوج وإسلام السيد السمار 19 سنة ومحمد جلال البهلوان 25 سنة متزوج ولديه طفل وهاني محمد عيبة 14 سنة حيث كانوا علي متن مركب "أبوكرم" وخرجوا للصيد علي سواحل مرسي مطروح واصطدم المركب بالصخور ما أدي إلي انقلابه وتسبب ذلك في مصرع 4 منهم غرقاً ومازال البحث جارياً عن المفقودين الثلاثة حيث تبذل القوات البحرية جهوداً كبيرة علي كافة الشواطئ للعثور عليهم وهم حسن أحمد السمار وكريم عصام البهلوان وحسن بدوي السمار.
قال أحمد عبده نصار نقيب الصيادين بكفر الشيخ والمتحدث الرسمي باسم صيادي مصر ل "المساء" إن د.غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي وافقت علي صرف مبلغ 10 آلاف جنيه ومعاش شهري لأسرة كل متوفي خاصة ان الضحايا كانوا يصرفون علي أسرهم وليس لديهم أي مصدر رزق آخر.
التقت "المساء" بعدد من أسر الضحايا الذين تعرضوا لحالات إغماء شديدة وسقطوا علي الأرض مغشياً عليهم.. قالت شيماء السيد السمار شقيقة إسلام أحد الضحايا الأربعة: رغم أن شقيقي لا يتعدي 19 عاماً إلا أنه خرج للبحث عن لقمة العيش حيث كان يصرف علي الأسرة عقب وفاة والدي في حادث بليبيا وبعد رحيل إسلام لا نعرف من سيصرف علينا خاصة ان شقيقي الآخر "بدوي" سافر إلي إيطاليا حتي يستطيع توفير نفقات علاجه فهو مريض بالفشل الكلوي ويحتاج إلي كلي جديدة وكان إسلام رحمة الله عليه يستعد لتجهيز عش الزوجية وخطفه الموت وأصبحت حياتنا عذاباً وجحيماً.
أكد رزق البهلوان والد الصياد محمد أحد المتوفين في الحادث الأليم المصيبة كبيرة جداً بعدما فقدت ابني وابن شقيقي ولكنها إرادة الله سبحانه وتعالي.
أوضحت والدة إسلام السيد السمار أحد ضحايا المركب الغارق: إنني مريضة وأعاني من فيروس "سي" وكان نجلي يخرج للعمل حتي يستكمل علاجي لأننا ليس لنا عائل غيره بعد أن توفي والده وحياتي الآن ليس لها أي قيمة وأتمني الموت حتي أكون بجوار زوجي ونجلي.
أسر المفقودين
والتقت "المساء" مجموعة من أسر المفقودين الذين مازال البحث جارياً عنهم
تقول والدة حسن بدوي السمار أحد المفقودين من مركب "أبوكرم" سواحل مرسي مطروح: إن ابني والسبعة الآخرين خرجوا للبحث عن لقمة العيش حيث لم يجدوا عملاً مناسباً وأنا قلبي يحترق حزناً علي حسن الذي لا أعرف مصيره حتي الآن هل مات أو مازال حياً فالأمل يراودني أحياناً وفي أوقات أخري أبكي وأتعرض للإغماء وكل ما حدث سبب إهمال المسئولين فقد استغاث أبناؤنا وتواصلنا مع المسئولين دون أي جدوي وكانوا بين الحياة والموت علي مدار 24 ساعة كاملة وكان يمكن إنقاذهم ولكن حسبي الله ونعم الوكيل لم يسأل عنهم أحد حتي أصبحوا جثثاً هامدة.
لقطات
* الصياد عمر محمد عشوش من قرية "جني" بجوار قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس هو الصياد الوحيد الذي نجا من الحادث بعد أن تم العثور عليه علي الشاطئ وتم عمل الإسعافات اللازمة له.
* خلت مقاهي القرية من الزبائن تماماً وأغلقت أبوابها وأعلنوا الحداد علي الضحايا الأربعة وعلق البعض منهم صور الضحايا.
* طالب الأهالي بإطلاق أسمائهم علي مدارس وشوارع القرية تخليداً لذكراهم وناشدوا المسئولين بتكريمهم لأنهم خرجوا للبحث عن لقمة العيش.