لست من عشاق أفلام "السوبر هيرو". سوبرمان. وباتمان. وانتمان و.. إلخ هذه الزمرة من "الأبطال الخارقين" القادرين علي ترويض أي شيء وكل شيء ومواجهة الأخطار وخوض الصراعات وتحقيق المعجزات وتجاوز التعريفات التقليدية للشجاعة والوطنية وللبطولة والقوة البدنية والعقلية وتجاوز الحدود المتخيلية والطبيعية للحركة "الأكشن" فالبطل الخارق يطير ويتسلق أعلي الجبال وناطحات السحاب ويقفز في الهواء ويتكور بجسده حين اللزوم ويواجه أعتي قوي الطبيعة وينتصر وينتقم بأفكاره الفذة وجسده اللولبي وعبقريته غير المحدودة وملعبه: العالم.. كوكب الأرض.. بلا حدود. لست من عشاق هذه النوعية.. لإيماني بأن هذه القوة التي استعارها وتبناها الخيال الإنساني من القوي الإلهية في الأساطير القديمة. أو القوي الربانية التي لم يتنازل عنها "الله" جل شأنه علي هذا النحو لأحد من عباده. وأمريكا العظمي التي خرج من رحم استوديوهاتها جل هؤلاء "الخارقين" من الأبطال هزمت في فيتنام وكوريا والعراق وفي الحروب الباردة والساخنة وتفوقت عليها روسيا "الاتحاد السوفيتي" في الحرب العالمية الثانية رغم "هيروشيما" و"نجازاكي" ويعني قوي الدمار الشامل التي دمرت دولاً وشعوباً ونشرت الإرهاب الأسود في العالم كله. فالخيال غير الواقع.. وفي أحيان كثيرة تفسد النزعة الواقعية والتفكير العقلاني متعة الفرجة علي أفلام "السوبرهيرو" الأبطال الخارقين بما تتضمنه من معارك قتالية فظيعة ومشاهد أكشن مذهلة وشخصيات مفرطة في القوة بدنياً وعقلياً وتصميمات للملابس و المركبات والأماكن يشرد أمامها الخيال ويتعجب عموماً "رؤي ان لم تكن حقاً فقد عشنا بها وقتاً عجيباً".. لست من عشاق الأبطال الخارقين ولكنني بالتأكيد لا أمثل جمهور هذه الأفلام وعليّ أن أعترف أن نسبة لا يستهان بها من الشباب الصغير من عشاق السينما في مصر والعالم يحفظون هذه الأعمال واسم الاستوديو الاشهر الذي ينتجها "مارفل Marvel " والذي انتج العديد من الأفلام الناجحة والقوية التي حققت أرباحاً عظيمة وآخرها فيلم "كابتن أمريكا الحرب الأهلية" المعروض حالياً في القاهرة. يلفت النظر الاقبال الكبير الذي يحققه الفيلم ونوعية الجمهور المتحمس والذي تكتشف حماسه البالغ أثناء دخولهم جماعات إلي داخل القاعة وقبل أن يحتلوا أماكنهم وفي أثناء العرض وتعليقاتهم في الاستراحة.. معظمهم دون العشرين أو أكثر قليلاً.. والنسبة الأكبر من الذكور.. هذا إذا اعتبرت أن الحفلة التي جمعتني معهم تعتبر "عينة" كاشفة لهذه الشريحة من عشاق أفلام "السوبر هيرو" "البطل الفذ الخارق". من دون شك فإن جمهور هذه النوعية يمثلون شريحة كبيرة وسط الجمهور المتردد علي دور العرض وقد أصبح من السهل تصنيف الجمهور علي مستوي المزاج والذوق الفني شديد التباين وليس فقط حسب الأعمار وإن كان المعروف أن الشباب أيا كانت أوضاعهم الاجتماعية هم رواد السينما "دافعوا التذاكر" ويكرس هذا الزعم ظروف "المدينة" "الزحام ارتفاع ثمن التذاكر صعوبة المواصلات.. انتشار القنوات الخاصة بالسينما. امكانيات الفرجة علي شاشة الكمبيوتر.. إلخ". العجائز.. وكبار السن ليس لهم حضور يذكر وسط صالات العرض.. وأيضا "الأسرة" اللهم الشباب من الأزواج والزوجات. المنتقمون والمنقسمون فيلم "كابتن أمريكا الحرب الأهلية" هو الجزء الثالث من السلسلة التي تحمل الاسم "كابتن أمريكا" إلي جانب عنوان فرعي مختلف.. وهذا الجزء يضم نفس الأبطال الأفذاذ الذين ظهروا في فيلم "المنتقمون" عام 2012 وهم نصف دستة من الأفذاذ ينتمون إلي مناحي مختلفة وان انفردت بنوعية من الحياة خارقة للعادة وجمعت بينهم قصة مشبعة بالتحديات والمهام الطولية الخارقة وفي الحزء الثاني بعنوان "المنتقمون.. عصر أولترون" "Avengers Age af Ultron".. 2014 اضيف إلي المجموعة ثلاثة آخرون و"شرير سوبر" أي من النوع الفذ أيضا. وفي هذا الحزء "كابتن أمريكا الحرب الأهلية" 2016 الذي يمثل الحلقة الثالثة في عالم "المنتقمون" يصل عدد الفريق إلي "دستة" بعد أن يضاف إليهم أفذاذ خارقون من عوالم أخري يتولون حماية الأرض والبشر!! وهؤلاء "الخارقون" تم انتاجهم في استوديوهات غير استوديو "مارفل" مثل "الرجل الحديدي" و"رجل النمل" و"الفهد الأسود" إلخ.. و"الرجل العنكبوت". اخرج الفيلم الاخوان الأمريكيان "جو" وانتوني روس بعد النجاح الساحق الذي حققه فيلمهما السابق "كابتن أمريكا جندي الشتاء". وفي هذا الفيلم يتم الدفع بالسلسلة إلي مستويات أعلي من التفكير إذ يتسلل إلي عالم السياسة ويقدم فريق "المنتقمون" وهم في حالة انقسام بعد رفض "كابتن أمريكا" للقوانين المنظمة لنشاط المجموعة وبعد أن يتسبب هذا النشاط في إحداث دمار شامل في إحدي المناطق علي كوكب الأرض ويتسبب في سقوط ضحايا ومن ثم صار علي الأممالمتحدة أن تواجه هذه المجموعة التي تقاتل من أجل "حماية الأرض والبشرية""!!" بعدة قوانين تتيح الإشراف ومراقبة النشاط والمحاسبة. ويؤدي الانقسام لفريقين إلي صراع بين أبطال أفذاذ كانوا "أصدقاء" يضمهم فريق واحد.. وحول هذا الإشتباك يثار جدل لافت ومؤثر حول ما يخلفه الانقسام من هزيمة علي عكس "الاتحاد" الذي جعلهم صامدين يحققون انتصارات عظيمة فالحوار بين الزعيمين الخارقين "كابتن أمريكا" "ستيف روجرز" وبين "الرجل الحديدي" "ستارك" مكتوب بحنكة وفهم ويمكن تصديقه ولا يخلو من اسقاط حول السياسات الحالية للولايات المتحدة التي فتحت المجال لغير المسيسين أو هواة السياسة مثل دونالد ترامب الدخول إلي ذلك المعترك.. فالفيلم يشير إلي "الدخلاء" الذين لا يثقون في قدرة الحكومة علي القيام بأدوارها علي نحو صحيح. معظم "الأبطال الخارقين" "Avengers" الذين أصبحوا أبطالاًَ شعبيين بفضل السينما جاءوا من عالم الكتب والمجلات المصورة المعروفة ب"الكوميكس" القليل منها تم تقديمهم خصيصاً للشاشة دون الظهور أولاً من خلال الرسوم والمسلسلات المصورة والتي بدأت في الظهور وصناعة جمهور عريض منذ الأربعينيات من القرن الماضي. ومن الأبطال الذين تحركوا مباشرة علي الشاشة سلسلة أفلام "روبو كوب" وذلك بعد مراحل من التقدم العلمي والتكنولوجي المذهل وظهور الإنسان الآلي.. كثير من هؤلاء "الخارقون" ظهروا في مسلسلات إذاعية. ثم تليفزيونية وفي مسلسلات "كرتونية" وقد قدمت السينما "كابتن مارفل" عام "1941" و"باتمان" الرجل الوطواط "1943" و"الشبح". "فانتوم" "1943" و"كابتن أمريكا" "1944" و"سوبرمان" "1948". ظهروا مباشرة بعد ظهور "الأبطال الخارقين" أو السوبرهيرو في مجلات "الكوميكس" وحققوا نجاحاً كبيراً.. ثم في المسلسلات الإذاعية التي كانت تبث للأطفال والتي وبدأت بمسلسل "مانداك الساحر" و بعد انتقالها إلي السينما شهدت تطورآً هائلاً بفضل التطورات التقنية والتكنولوجية والمهارات المبتكرة لاستوديوهات مثل "والت ديزني" و"مارفل" وبعد ذلك تنافست الاستوديوهات في ابتكار أبطالها وإخراجهم في موديلات تناسب ما طرأ علي الصناعة من تقدم. هذا الفيلم الأخير "كابتن أمريكا الحرب الأهلية" يتضمن العديد من مشاهد الاكشن المذهلة والقتال المنغم حركياً وسمعياً "الموسيقي عنصر مهم جداً" والعديد من المؤثرات الخاصة ولعل الأكثر تأثيراً عدد الشخصيات "الأبطال" المرسومة بقوة والذين يقومون بأدوار خارقة للعادة داخل إطار حبكة متوازنة تجمع بين الحكي القصصي والتدفق الحركي والإثارة والتشويق. ويمكن للمتفرج "مثلي" أن يرقب ردود أفعال الشباب داخل الصالة بينما يشاهد الفيلم ويستنتج دون جهد كبير أنهم متآلفون مع الشخصيات ومتابعون للسلاسل التي ظهروا فيها رغم حرص الشركة والمخرجين الشقيقين "روسو" علي تذكرة المتفرج في مقدمة طويلة بما جري في الجزأين السابقين حتي يمكن للمتابع أن "يلضم" ما جري في الماضي مع "جندي الشتاء" وهو نفسه "الكابتن أمريكا" مذكراً المشاهد بشخصيات لعبت أدواراً رئيسية وسوف نتابع أدوارهاً في الجزء الثالث. هذه النوعية تحقق للاستوديوهات المنتجة لها أرباحاً طائلة وتؤثر سلباً أو إيجاباً في فئة الشباب الصغير كل حسب تكوينه الثقافي النفسي والاجتماعي وحسب البيئة التي يعيش فيها. أفلام "السوبر هيرو" يعرفها اليابانيون والأوروبيون والهنود.. وسائر الجنسيات الأخري ولكل بلد انتاجه وأبطاله الخارقين وحكاياته المناسبة.. فهي في نهاية المطاف تعبر عن ثقافة وتوجه وعن صناعة وتجارة بطبيعة الحال. ** من هم أبطال السينما المصرية الخارقين "السوبر هيرو" هل تعرفهم؟!!