* يسأل حلمي السوهاجي أمين التنظيم بالحزب الجمهوري الحر بالإسكندرية: ما رأي الدين في التبرع للصناديق القومية كعمل من أعمال البر؟ وهل من يقوم بذلك يحصل علي أجر من الله في الآخرة؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: مهما تعاظمت موارد الدول وقدراتها لن تستطيع وحدها أن تلبي طموحات شعوبها وترتقي بكيانها في غمار تلك التحديات الدولية المتزايدة. الأمر الذي يشير إلي أهمية مساعدة الدولة في تحقيق أهدافها التنموية والاقتصادية وغيرها. وهذا ما درجت عليه كثير من الدول الفقيرة. بل والمقدمة أيضاً. ولقد أورد فقهاء الإسلام هذه المسألة تحت اسم العمل التطوعي وذلك ضمن مسائل الهبة في باب المعاملات. ولقد ثبتت مشروعيته بالكتاب والسنة. يقول الله تعالي: *ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم سورة البقرة آية .158 أي فمن أتي بشيء من الطاعات فإن الله يشكره. وشكر الله للعبد إثابته علي الطاعة. ويقول الله تعالي: "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين" "سورة القصص : آية 77". وأما السنة: فقد وردت أحاديث كثيرة تدل علي مشروعيته منها: ما روي عن أبي موسي الأشعري أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "علي كل مسلم صدقة" قيل أرأيت إن لم يجد؟ قال: "يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق" قال: قيل: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف" قال: قيل له: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف أو الخير "قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: "يمسك عن الشر فإنها صدقة". وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علماً علمه ونشره. وولداً صالحاً تركه. أو مصحفاً ورثة . أو مسجداً بناه. أو بيتاً لابن السبيل بناه. أو نهراً أجراه. أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته". وعن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "من دعا إلي هدي كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً. ومن دعا إلي ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه. لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً". ومع وضوح الدعوة الإسلامية وصراحتها في الحث علي العمل التطوعي لنشر العلم وتنمية الفكر. شهد التاريخ تسابق الأمراء والأثرياء والأغنياء وأصحاب الأعمال في بناء المساجد والمدارس ودور العلم والمستشفيات والطرق في الشرق والغرب. وعملوا علي ما يضمن استمرارها في أداء رسالتها. ولقد كان التطوع قديماً يملأ ربوع المجتمع العربي الإسلامي. حتي كان للعمل التطوعي أكبر الأثر في النهوض بالحضارة العربية الإسلامية قديماً. بل لم يقتصر دوره علي مواجهة الاحتياجات الملحة. وإنما امتد ليخدم المسلمين في شتي المجالات. ولا شك أن إعادة تفعيل دور التطوع إلي ما كان عليه منذ مئات السنين منوط بتوجيه الفكر نحو مايتماشي مع حياة الأمة واحتياجاتها وتشجيع الفرد كل حسب امكانياته لإنشاء أعمال وخدمات ترتفع بكينونته ومكانته ومكانة وطنه. * يسأل عبدالصبور عبدالسلام من مصر الجديدة: ما حكم تربية الكلاب؟ وهل هي جائزة أم لا.. وهل تربيتها حرام؟! ** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الأزهر: من تعاليم ديننا الحنيف أن الإنسان لا يدخر شيئاً إلا إذا كان له قيمة ولا يربي حيواناً إلا إذا كان فيه نفع ولا يعمل عملاً يعود ضرره علي الناس فقد قيل الضرر ولا ضرار فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: من اقتني كلباً إلا كلب صيد أو ماشية فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان.. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من أمسك كلباً فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط إلا كلب حرث أو ماشية: رواه البخاري ومسلم وفي رواية مسلم من اقتني كلباً ليس كلب صيد ولا ماشية ولا أرض فإنه ينقص من أجره قيراطان كل يوم. وعن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه قال إني لممن يرفع أغصان الشجرة عن وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يخطب فقال لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فاقتلوا منها كل أسود يهيم ومامن أهل بيت يربطون كلباً إلا نقص من عملهم كل يوم قيراط إلا كلب صيد أو كلب حرث أو كلب غنم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت واعد رسول الله صلي الله عليه وسلم جبريل في ساعة أن يأتيه فجاءت الساعة ولم يأته قالت وكان بيده عصا فطرحها من يده وهو يقول ما يخلف الله وعده ولا رسله ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره فقال متي دخل هذا الكلب فقلت والله مادريت فأمر به فأخرج فجاءه جبريل فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم وعدتني فجلست لك ولم تأتني فقال فبعني الكلب الذي كان في بيتك إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة. رواه مسلم. لذلك لا يجوز اقتناء الكلاب التي لا نفع فيها بل فيها ضرر محقق وإضرار بالناس.