تصاعدت وتيرة الأحداث المأساوية بين سكان مدينة جرجا والقري المجاورة بصورة تنذر بكارثة إن لم يتم التدخل القوي والسريع من قبل الأجهزة الأمنية المسئولة لانقاذ مدينة جرجا والقري المجاورة من مجازر بشرية وخسائر مادية تدمي القلوب. قام أكثر من 3 آلاف مواطن من مدينة جرجا بالمشاركة في تشييع الضحية الثالثة لأحداث السبت الماضي الدامية إلي مثواه الأخير متأثراً بطلق ناري من سلاح آلي في رأسه وتم ادخاله المستشفي الجامعي بأسيوط فاقداً للوعي ويدعي هاني جمال أحمد رخا وبعد مواراته الثري انطلق المشيعون تجاه قسم شرطة جرجا فجر أمس وقاموا بالاستيلاء علي الأسلحة بالقسم بمختلف أنواعها وصناديق الذخيرة ولم يتمكن أفراد الحراسة بالقسم من التعامل معهم للتعليمات المشددة بعدم استخدام الرصاص الحي عند التعامل مع المواطنين. انتقل للقسم اللواء علاء المناوي مدير الأمن ونائبه اللواء بكر الصوفي والعمداء عاصم حمزة مدير المباحث وأبوالفضل ثابت رئيس فرع الأمن العام ومحمود العبودي رئيس مباحث المديرية وتم تطويق القسم بقوات الشرطة والدفع بفرق أمنية لمتابعة الأسلحة المنهوبة به وإعادتها والاستعانة بأهل الثقة من مدينة جرجا وبالفعل تم استعادة أكثر من 60% من الأسلحة المستولي عليها للقسم مرة أخري. فشل لقاء اللواء علاء المناوي مدير الأمن في أحد المساجد بالمواطنين الغاضبين من سكان مدينة جرجا والذي حاول خلاله تهدئتهم وطمأنتهم بأن المجرمين الذين أزهقوا أرواح 3 مواطنين من سكان مدينة جرجا والذين ينتمون لتجمع عويس المجاور للمدينة سوف يتم التوصل اليهم والقبض عليهم وتحويلهم للنيابة العامة طالباً منهم الهدوء لتوفير الوقت والجهد لأجهزة الأمن للقيام بمهامها إلا ان المواطنين الثائرين تركوه وقاموا بالتجمهر علي شريط السكة الحديد وأوقفوا حركة القطارات أكثر من 6 ساعات بين أسوان والقاهرة إلا ان القوات الأمنية وقوات الشرطة العسكرية بقيادة العميد علاء عبدالشافي قائد قوات الشرطة العسكرية بسوهاج تمكنوا من إزالة الحواجز أعلي قضبان السكة الحديد وإعادة تسيير حركة القطارات مرة أخري. كانت بداية الأحداث المؤسفة اندلعت ليلة السبت الماضي عند قيام شاب يقود توك توك من نجع عويس المتاخم لمدينة جرجا بمعاكسة فتاة من سكان المدينة وقيام بعض سكان جرجا بتلقينه علقة ساخنة وسرعان ما عاد لنجعه ليتجمع المئات من أبناء نجع عويس وقاموا بهجوم علي سكان ومحلات ومصانع مدينة جرجا وسادت لغة الرصاص الآلي سماء وشوارع وحارات جرجا .. حتي وصل عدد المحلات المحروقة 26 محلاً منها مصنع مكرونة لعضو مجلس شعب سابق وصيدلية ومفروشات وتقدر الخسائر بأكثر من 10 ملايين جنيه .. وأصيب في الأحداث 28 شخصاً توفي منهم حتي ليلة أمس ثلاثة أشخاص وباقي المصابين يتلقون العلاج بالمستشفي الجامعي بسوهاج والمستشفي الجامعي بأسيوط. من جانبها تبحث الأجهزة الأمنية عن فلول النظام السابق الذين قاموا بشحن البلطجية بين الواطنين لاطلاق الشائعات هنا وهناك وإلقاء قنابل المولوتوف علي كل ما يصادف طريقهم لايقاع الفتنة بين أبناء المركز الواحد. . وقد قام الفريق وضاح الحمزاوي محافظ سوهاج لليوم الثالث علي التوالي بعد صلاة العشاء بلقاء كبار مدينة جرجا ومشايخ وكبار عائلات نجع عويس والاستماع اليهم تمهيداً لجلسة صلح بين المتخاصمين وعودة الأمورالطبيعية بين أبناء المركز الواحد كما أشار المحافظ للمساء إلي أن الشائعات وتسييس الأمور وراء الأحداث المأساوية بجرجا وأوضح بأن جلسة الصلح بين الطرفين وصلت مراحلها النهائية.. ألقت أجهزة الأمن القبض علي 15 متهما تم عرضهم علي النيابة العامة وتولي التحقيق معهم فريق من نياية جرجا برئاسة أحمد محرم مدير النيابة بإشراف المستشار معتز بربري المحامي العام لنيابات جنوبسوهاج وتم حبس 6 منهم 15 يوماً علي ذمة التحقيق.