تجددت الاشتباكات بين أهالى قرية الخلافية ونجع أبوعويس، وبين أهالى البندر، مساء أمس الأول، أثناء تشييع جثمان الضحية رقم 3 أمام مسجد المحطة بمركز جرجا، وتبادل المشيعون إلقاء زجاجات المولوتوف مع الأهالى الذين قطعوا مزلقان السكة الحديد الرئيسى بجرجا، مما تسبب فى توقف حركة القطارات لعدة ساعات، وعقب الاشتباكات هاجم أهالى الخلافية قسم شرطة جرجا وتمكنوا من الاستيلاء على قسم السلاحليك بالكامل، وهو ما ينذر بكارثة محققة فى الساعات المقبلة. وأكد أهالى البندر أنهم شنوا هجوما مباغتا على القرية بسبب اختطاف عدد من أبنائهم ونزع ملابسهم والاعتداء عليهم وبث صورهم على الموبايلات، وهو ما أثار حفيظتهم فقرروا الانتقام والانقضاض عليهم أثناء تشييعهم للجثمان، وتحولت مدينة جرجا إلى حرب شوارع بين الطرفين، وهجر عدد من الأهالى منازلهم هربا من أعمال الشغب. وكانت هناك محاولات مكثفة قبل وقوع اشتباكات الاثنين لعقد جلسات صلح بين الأطراف المتنازعة وحقن الدماء بين الطرفين، وترأس جهود الصلح المحافظ وضاح الحمزاوى، خاصة مع وجود صلة قرابة ومصاهرة بين أهالى نجع عويس وأهالى بندر جرجا، ولكن جاء نبأ وفاة الحالة الثالثة لشخص يدعى هانى جمال أحمد رخا، ليعود بجهود الصلح إلى نقطة الصفر. ومن جانبها صرحت نيابة جرجا فى وقت لاحق بدفن جثتى الشخصين اللذين لقى مصرعهما فى الأحداث الأخيرة، وانتهت من معاينة مسرح الجريمة وحصر التلفيات، فيما استمع فريق النيابة الذى ضم محمد سعد الدردير وأحمد العجاتى، وكيلى نيابة جنوبسوهاج الكلية، ومصطفى أبوحشيش ومحمود سعد، وكيلى نيابة مركز جرجا - إلى أقوال نحو 20 مصابا، فيما أمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار 25 متهما لضلوعهم فى الأحداث الدامية. وعززت الأجهزة الأمنية من وجودها، ووضعت نحو 12 حاجزا بين أهالى المدينة وأهالى نجع عويس، وحواجز أخرى خارج المدينة لمنع تجدد المواجهات، واستمر صوت دوى إطلاق النار لمدة 4 ساعات متواصلة من أماكن متفرقة، وعلى جانب آخر تم عمل مجموعات بحث لضبط مثيرى الشغب من الطرفين وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على 11 متهما وجار عرضهم على النيابة للتحقيق معهم. وأفاد شهود عيان بأن عددا من أهالى البندر أشعلوا النيران فى إطارات السيارات على خط السكة الحديد، واستمرت الحرائق لنحو 3 ساعات، حتى تمكنت أجهزة الأمن وقوات الجيش من السيطرة وإخماد النار، وعلى جانب آخر اتهم مصدر أمنى مسئول عناصر من فلول النظام القديم المتمثلة فى أعضاء المجالس المحلية بمحاولة تصعيد الاحتقان واشعال الموقف، بنشر البلطجية وسط الأهالى واطلاق الشائعات. وأكد المحافظ وضاح الحمزاوى أن الشائعات و«تسييس» الأمور هى المحرك الأساسى للأحداث فى جرجا، مؤكدا وجود محاولات للصلح بين الطرفين تجرى فاعليتها الآن بمجلس المدينة، مبديا تمنيه أن تثمر الجهود عن إنهاء الأحداث الدامية.