حدد خبراء الزراعة والاقتصاد اهم المشاكل التي تعاني منها صناعة الغزل والنسيج بحصر واهمها قلة المساحة المزروعة من الاقطان بجانب الاهتمام بزراعة القطن طويل التيلة والذي لايتم استخدامه في المصانع علي الاطلاق بل يتم الاعتماد علي القطن قصير التيلة والذي لايتم زراعته في مصر بل يتم استيراده. طالب الخبراء بالتوسع في زراعة القطن قصير التيلة والبحث عن وسائل من شأنها تحفز الفلاحين علي زراعة القطن لانه من المحاصيل المكلفة مادياً في الانتاج في نفس الوقت عائده المادي قليل مع ضرورة اعادة هيكلة المصانع والآلات التي لم يتم تطويرها وصيانتها منذ اكثر من 50 عاماً. والعمل علي تدريب العمالة الحالية علي احدث النظم الحديثة لصناعة المنسوجات والهيكلة الفنية والمالية للحصول علي المواد الخام وتنشيط المصانع. والاستغناء عن العمالة الزائدة التي تتسبب في خسائر كبيرة بالمصانع. يقول د.نادر نور الدين "استاذ بكلية الزراعة وخبير بورصات الغذاء والحبوب العالمية" ان المشكلة الحقيقية في زراعة القطن هي اننا نزرع قطناً لانصنعه ونصنع قطناً لانزرعه. بمعني اننا نصنع "قطن طويل التيلة" والمصانع الموجودة تستخدم القطن قصير التيلة متسائلاً كيف يتم زراعة نوع من الاقطان لايتم استخدامه في المصانع؟!! طالب د.نور الدين بالاتجاه لزراعة القطن قصير التيلة لاهميته الكبيرة في الوقت الحالي من حيث استخدامه بصورة اوسع في نطاق صناعة الملابس. يقول د.عبدالعليم متولي "استاذ المحاصيل بجامعة القاهرة وخبير دولي في مجال الزراعة والانتاج النباتي" ان كميات القطن قليلة جدا حتي تقوم عليها صناعة مثل الغزل والنسيج لان المساحات المزروعة حاليا تم تقليصها بنسبة كبيرة. ووصلت إلي ما يقرب من 200 الف فدان او اقل من ذلك. والكتان حوالي 8 آلاف فدان فقط. اضاف ان تكلفة الانتاج مرتفعة جدا وخاصة بالنسبة للقطن. مما أدي إلي عزوف المزارعين عن الزراعة وهذه هي المشكلة الحقيقية بالنسبة لهم. اشار د.متولي إلي ظهور الالياف الصناعية بالسوق العالمي والخيوط الصناعية والذي قلل من عملية الاقبال علي الالياف الطبيعية لذلك فإن علاج المشكلة ينحصر ما بين الصناعة والزراعة. يقول السفير جمال بيومي "امين عام اتحاد المستثمرين العربي وكبير المفاوضين المصريين" ان المشكلة الاكبر في القضية هي ان القطاع العام قام بتوظيف عدد كبير من العمالة بمصانع النسيج. وقمنا بتحميل الصناعة ما لاتحتمل اكثر من طاقتها. لذلك نسمع عن المبالغ الضخمة التي تخسرها هذه المصانع. اشار السفير بيومي إلي ان الجميع اعتقد للاسف ان الثورة معناها ان الفلوس ستأتي بدون عمل وتم رفع الاجور بدون زيادة في الانتاج. ويجب العمل علي توفير القطن.. منوهاً إلي ان هناك وزير تجارة سابق قام بتصدير القطن الخام وساهم في تعويق النهوض بهذه الصناعة. منها مصنع دمياط وهي يعتبر من اهم المصانع ويعاني الآن من عدم توفير الاقطان لكي يعمل وينتج. د.رشاد عبده "خبير اقتصادي" قال ان الحكومة ووزير الاستثمار السابق استعانوا بمكتب امريكي متخصص لدراسة مصنع صناعة المنسوجات وكيفية تطوير المصانع الموجودة. منوهاً إلي شركة قابضة للغزل والنسيج والتي يتبعها 32 شركة وجميعها يعاني من الخسائر جزء من هذه الشركات لم يتم تجديد وصيانة الماكينات بها منذ اكثر من 50 سنة. وبسبب هذا الاهمال حدثت اخطاء كثيرة في الانتاج والاعطال المتكررة. طالب د.عبده بتطوير الآلات والمعدات واستيراد الحديث منها الذي لديه قدرة علي الانتاج تزيد 100 مرة عن الحالي. والعمل علي تطوير وتدريب العمالة الموجودة والاطلاع علي كل ما هو حديث في عملية صناعة النسيج وتغيير اللوائح الادارية القديمة بالحديثة لتواكب الفترة الحالية وما يحتاجه السوق العربي والاوروبي.