هو أحد رواد فن التمثيل في مصر.. شارك في العديد من الأعمال الفنية التي أصبحت من الكلاسيكيات التي لها جمهورها حتي الآن.. وبفضل أستاذيته. عرف العديد من أصحاب المواهب طريقهم إلي النجومية. إنه الفنان الراحل الكبير "عبدالوارث عسر".. ابن حي الجمالية بالقاهرة. والذي نشأ وسط أسرة لأب يعمل محامياً. فكان من الطبيعي أن يرث المهنة عنه.. ومع حبه للقراءة واللغة العربية وتجويد القرآن الكريم. التحق بكلية الحقوق.. لكن وفاة والده أجبرته علي ترك الدراسة ورعاية أملاكهم. وفي الوقت نفسه العمل ككاتب حسابات بوزارة المالية.. ولأنه كان يعشق فن التمثيل. انضم إلي جمعية أنصار التمثيل والسينما.. ومنها إلي فرقة جورج أبيض. الذي أسند إليه في أولي مسرحياته شخصية رجل مسن. دربه عليه الممثل حسني فهمي.. وتوالت أدواره وكان أغلبها دور الرجل المسن والأب والجد.. وذلك بسبب التجاعيد التي طالت شبابه. واستمرت معه حتي رحيله.. وكان آخر أفلامه "لا عزاء للسيدات" عام 1979. وآخر مسلسلاته التليفزيونية "أحلام الفتي الطائر" مع عادل إمام.. ويحسب له عمله الدءوب للنهوض بفن التمثيل والتأليف وتدريب وتعليم الممثلين والوجوه الجديدة فن الإلقاء. حيث كان يدرس بالمعهد العالي للسينما مادة الإلقاء.. كما ألف كتاب عن هذه المادة. يعد من أهم الكتب عن تعليم التمثيل. شارك في كتابة العديد من السيناريوهات. وحصل علي تكريمات وجوائز عديدة منها جائزة أفضل سيناريو عن فيلم "جنون الحب" وجائزة الدولة التقديرية. ووسام الفنون من الرئيس السادات. علي فكرة.. عبدالوارث عسر له ديوان شعر مشهور نشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب.. وهو صاحب الفضل في تقديم الشاعر "حسين السيد" للموسيقار محمد عبدالوهاب. الذي غني له العديد من مؤلفاته الرائعة إلي جانب أن له بعض التجارب في التمثيل السينمائي. بالمناسبة.. أشيع خطأ أن الفنان الكبير هو والد الممثل أحمد عبدالوارث.. ولكن الحقيقة أن له حفيداً من الفنانين هو الممثل "محمد التاجي" الذي رافقه خلال العشرين سنة الأخيرة من عمره. وحتي رحل عن دنيانا منذ 34 سنة.. فقد وافته المنية في 22 أبريل 1982. بعد أن حزن علي وفاة زوجته. ودخل علي إثرها مستشفي القوات المسلحة بالمعادي. في شبه غيبوبة كاملة. ولفترات طويلة.. وأمر الرئيس السادات بعلاجه علي نفقة الدولة.