استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي زيجمار جابريل نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد والطاقة بحضور سامح شكري وزير الخارجية والمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة. بالإضافة إلي السفير الألماني بالقاهرة.. عقد الرئيس لقاء موسعاً ضم 52 من ممثلي مجتمع الأعمال الألماني بحضور وزراء الكهرباء والطاقة المتجددة. والخارجية. والتعاون الدولي. والتجارة والصناعة. والاستثمار. صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بنائب المستشارة الألمانية.. مشيداً بتعدد الزيارات التي يقوم بها الجانب الألماني لمصر وما نلمسه من جدية والتزام بتطوير التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات ولاسيما علي الصعيد الاقتصادي. أعرب الرئيس عن تقديره للشخصية الألمانية وأداء الشركات الألمانية العاملة في مصر وطلب نقل تحياته وتقديره إلي المستشارة الألمانية انجيلا ميركل. ووجه لها الدعوة لزيارة مصر خلال العام الجاري. استعرض الرئيس مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تشهدها مصر وأهم التحديات التي تواجه تحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة. ذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس أكد أهمية تحقيق استقرار منطقة الشرق الأوسط.. موضحاً أن أزمة اللاجئين التي شهدتها دول أوروبا تعكس ضرورة منح مزيد من الاهتمام لقضايا المنطقة وإيجاد تسويات للأزمات التي تشهدها بعض دولها بما يحفظ وحدتها الإقليمية وكياناتها ومؤسساتها ويصون مقدرات شعوبها. أشار الرئيس إلي أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الليبية يعد خطوة إيجابية.. محذراً من مغبة استمرار نشاط الجماعات الإرهابية علي الأراضي الليبية. أكد السفير علاء يوسف أن الرئيس أعرب عن حرصه علي بذل أقصي الجهود لتحقيق التوازن بين صون الحقوق والحريات وبين حفظ الأمن والاستقرار.. مؤكداً أن تحقيق النمو والتقدم الاقتصادي يدعم بلا شك جهود الارتقاء بحقوق الإنسان. خاصة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية مثل الحق في التعليم والعمل والرعاية الصحية. أوضح الرئيس خلال اللقاء الموسع مع ممثلي مجتمع الأعمال الألماني علي متانة وقوة العلاقات التي تجمع بين مصر وألمانيا.. مشيداً بما يشهده التعاون الثنائي من تنام ملحوظ خلال الفترة الأخيرة وحصول عدد من الشركات الألمانية علي عقود كبيرة في قطاعات مختلفة. ولاسيما ما تقوم به شركة "سيمنز" في مجال الطاقة. أشار إلي المكانة المتميزة التي تتمتع بها ألمانيا بالنسبة للاقتصاد المصري.. إذ تعد من أهم شركاء مصر التجاريين علي مستوي الاتحاد الأوروبي. لاسيما عقب وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلي ما يزيد علي 5 مليارات يورو عام 2015. فضلاً عن كون ألمانيا هي أكبر مورد للمنتجات التكنولوجية والصناعية في مصر. استعرض الرئيس الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية للنهوض بالاقتصاد.. مشيرا إلي نجاح الحكومة علي مدار الفترة الماضية في تأمين الطاقة اللازمة لبرنامج التنمية الطموح الذي تتبناه مصر. بما يمكّنها من استقبال مزيداً من الاستثمارات في مختلف القطاعات. أشار إلي أن مصر اتخذت خلال الفترة الماضية إجراءات اقتصادية وتشريعية لتحفيز الاستثمارات.. كما تم إطلاق عدد كبير من المشروعات القومية لتطوير البنية الأساسية للبلاد تتضمن بناء عاصمة إدارية ومدن جديدة وعدد من الموانئ والمطارات والمناطق الصناعية والمراكز اللوجستية. بالإضافة إلي مشروعات التنمية التي يتم تنفيذها بمنطقة قناة السويس. معرباً عن تطلع مصر لمساهمة الشركات الألمانية في تلك المشروعات بالنظر إلي ما تقدمه من فرص استثمارية متنوعة وللاستفادة مما تتمتع به تلك الشركات من خبرة وقدرات تكنولوجية كبيرة. أشار السفير علاء يوسف إلي أن الوزراء استعرضوا خلال اللقاء مزايا الاستثمار في مصر التي تؤهلها لتكون بوابة العبور للمنتجات الألمانية إلي أسواق المنطقتين العربية والأفريقية. كما أشادوا بنشاط الشركات الألمانية العاملة في مصر في عدد من المجالات الحيوية مثل الطاقة والنقل والتصنيع والبنية التحتية. منوهين إلي ما يحققه عمل تلك الشركات من مكاسب اقتصادية كبيرة للجانبين. أشار الرئيس بشكل خاص إلي الفرص الواعدة لتعزيز التعاون مع ألمانيا في قطاع الطاقة المتجددة في إطار تنفيذ نتائج مؤتمر تغير المناخ الذي عُقد في باريس. ذكر المتحدث الرسمي أن عدداً من ممثلي الشركات الألمانية أعربوا خلال اللقاء عن تطلعهم لمواصلة التعاون مع مصر وتوسيع نشاط شركاتهم بها في ضوء ما يلمسونه من آفاقاً واعدة لمناخ الأعمال في مصر. نوه الرئيس في الختام إلي حرصه علي المتابعة المستمرة للإجراءات التي تتخذها الحكومة لتذليل العقبات التي تواجه الشركات الأجنبية العاملة في مصر.. مؤكداً في هذا السياق وفاء مصر بتعاقداتها والتزاماتها الدولية وسداد مستحقات الشركات الأجنبية. أعرب عن تقدير مصر لعلاقات الصداقة التي تربطها بالشعب والحكومة الألمانية وتطلعها للتعاون مع الشركات الألمانية في مختلف المجالات. أعرب نائب المستشارة الألمانية عن سعادته بزيارة مصر.. مشيداً بنتائج الزيارة التي قام بها الرئيس لألمانيا في يونيو 2015. مؤكداً دورها في إثراء العلاقات الثنائية بين البلدين ومنحها الزخم السياسي والاقتصادي اللازم لدفعها قدماً. أكد "زيجمار" المكانة التي تحظي بها مصر لدي الشعب الألماني.. منوهاً إلي توافر أساس راسخ لعلاقة استراتيجية بين البلدين. أشار إلي اهتمام بلاده بدعم أمن واستقرار مصر والمساهمة في دفع عملية النمو الاقتصادي. فضلاً عن مواصلة خطوات التحول الديمقراطي. أكد نائب رئيس المستشارة الألمانية حرص بلاده علي دعم استقرار مصر وتحقيق التنمية علي الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. منوهاً إلي الارتباط بين حقوق الإنسان والحريات وتحسن الظروف الاقتصادية. أشار إلي أهمية توفير الظروف الملائمة لعمل المنظمات غير الحكومية.. مؤكداً في هذا السياق تفهمه لحجم التحديات الكبيرة التي تواجهها مصر علي الصعيدين الإقليمي والداخلي. وأهمية عدم تناول الأوضاع في مصر من منظور ألماني بالنظر إلي اختلاف الظروف الداخلية والإقليمية لكلا البلدين. قال نائب المستشارة الألمانية إنه بحث مع الرئيس عبدالفتاح السيسي آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط والتحديات المختلفة التي تواجه الدول العربية. ولاسيما علي صعيد انتشار التنظيمات الإرهابية والمتطرفة. وكذا حالة عدم الاستقرار السياسي والأمن في عدد من الدول. لفت خلال مؤتمر صحفي عُقد بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة إلي التأكيد علي أهمية التوصل لحلول سياسية للأزمات بكل من سوريا وليبيا. بحيث تحافظ علي كيان الدولة وتحول دون تمدد وسيطرة التنظيمات الإرهابية علي أراضيهما. بالإضافة إلي أزمة اللاجئين. أضاف أن اللقاء شهد أيضا التأكيد علي أهمية تضافر مختلف الجهود الدولية لمواجهة الجماعات الإرهابية. أكد وزير الاقتصاد والطاقة أنه بحث مع الرئيس السيسي زيادة التعاون الاقتصادي من قبل ألمانيا. أشار إلي وجود أكثر من 100 شخص من ألمانيا وعدد كبير من الشركات الألمانية يساهمون في التنمية بمصر. أضاف أن دور ألمانيا يقتصر أيضا علي تدريب وتأهيل العمالة المصرية. قال إنه بحث مع "السيسي" أيضا مسألة تأمين الحدود المصرية ضد الإرهاب وتهريب الأسلحة التي تهدد الأمن المصري. مشدداً علي دعم ألمانيا للقاهرة في هذا الأمر. قال نائب المستشارة الألمانية إنه بحث مع الرئيس السيسي أيضا ملف الديون المستحقة للعديد من الشركات الألمانية الأجنبية.. مؤكداً حرص "السيسي" علي التزام مصر بسداد جميع المستحقات. أضاف "جابريل" أنه تطرق إلي الحديث مع الرئيس عن مساعدة ألمانيا لمصر في صندوق الدعم الدولي. وتقديم الاستثمارات لتعزيز دعم مصر واستقرارها.. وتابع: هناك رغبة كبيرة من ألمانية في تنمية مصر. نوه إلي دور ألمانيا في تدريب وتأهيل العمالة المصرية.. مشيراً إلي أنه بحث ملف الحريات وحقوق الإنسان. حيث أكد حرص الرئيس السيسي الحفاظ علي الأمن وحقوق الإنسان وأنه يبذل قصاري جهده في هذا الأمر. أضاف أن مصر تسير في الطريق الصحيح بفضل القيادة السياسية.. وذكر زيجمار جابريل أن الرئيس السيسي رئيس يستحق الإعجاب والتقدير. وأن مصر تخطو خطوات نحو الديمقراطي