تسعي إيطاليا الآن إلي تحويل قضية مقتل مواطنها الباحث الشاب "جوليو ريجيني" في القاهرة إلي قضية أوروبية. وبدأت ايطاليا في العمل علي نقل القضية من "المستوي البرلماني" في البرلمان الأوروبي إلي "المستوي الحكومي" في الاتحاد الأوروبي الذي يمثل حكومات الدول الأعضاء. الهدف معروف. وهو زيادة الضغوط علي مصر. من خلال "بناء موقف أوروبي موحد" في هذه القضية يدعم مطلب ايطاليا بأن تعلن مصر الحقيقة - التي تتصور إيطاليا أن مصر تعلمها وتخفيها - في مقتل ريجيني. البداية جاءت من بريطانيا. فقد دخلت وزارة الخارجية البريطانية علي خط القضية. وأصدرت بيانا يطالب مصر بإجراء "تحقيق شامل وشفاف" في قضية ريجيني. حسنا. هذه البداية تجيء من "أضعف حلقة" أوروبية بالنسبة لمصر في مثل هذه القضايا وهي بريطانيا. فمن المثير للسخرية أن تطالب بريطانيا بالذات. مصر بالذات. بإجراء تحقيق شامل وشفاف. وهي حتي الآن تعجز عن الإجابة لوسألتها مصر: - من قتل الفريق الليثي ناصف كبير الياوران برئاسة الجمهورية المصرية في شقته بلندن. - ومن قتل سعاد حسني أيضا في لندن. - ومن قتل أشرف مروان سكرتير الرئيس السادات للمعلومات في لندن. هذه ثلاث جرائم قتل وقعت علي فترات متباعدة ضد ثلاث شخصيات مصرية مشهورة ورفيعة المستوي خلال وجودها في العاصمة البريطانية. وبريطانيا تملك ما يعد أحد أهم وأشهر أجهزة البوليس في العالم وهو "سكوتلاند يارد" المعروف تاريخيا علي مستوي العالم بقدراته المتميزة في فك شفرات جرائم القتل والاغتيال الكبري وسرعة التوصل إلي مرتكبيها. هل تقصد بريطانيا بمطالبتها مصر بإجراء "تحقيق شامل وشفاف" في قضية ريجيني. أن يكون هذا التحقيق شبيها بالتحقيقات "الشاملة والشفافة" التي أجرتها في هذه الجرائم الثلاث ولم تعطنا جوابا عنها؟! حسنا.. نحن مستعدون. وكم يا تري من الشهور أو السنين استغرقتها التحقيقات البريطانية في هذه القضايا الثلاث لكي لا تصل في النهاية إلي نتيجة؟! بل لماذا نذهب بعيدا. ولا نسأل بريطانيا: - من قتل الأميرة "ديانا" وصديقها المصري "عماد الفايد"؟! وكم من السنوات قضتها السلطات البريطانية في تحقيق هذه القضية؟! للأسف. فإن إيطاليا دولة المنشأ والمقر لأكبر وأشهر عصابة في العالم وهي "عصابة المافيا". تتصور أن مصر في قضية مقتل ريجيني قد تحولت إلي متهم يجب مواصلة وتصعيد الضغط عليه حتي يعترف بجريمته. لكنها. حين قررت الاستعانة بصديق يمارس معها هذا الضغط. استعانت ببريطانيا.. آخر دولة في العالم يحق لها التحدث مع مصر بالذات.. في هذه القضية بالذات.