ليس بملكات جمال العالم نجذب السائحين من مختلف الدول للإقبال علي مصر والتمتع بمعالمها وآثارها وشواطئها. حتي ولو ارتدت كل منهن "المايوه" الساخن ووقفت به تستعرض جمالها وأنوثتها. وليس باستضافة الممثلين العالميين ذوي الشهرة الواسعة ولا كبار المطربين وآلاتهم الموسيقية التاريخية التي يحملونها معهم لاحياء بعض حفلاتهم تحت سفح الأهرامات أو في أحد المعابد الأثرية سوف ننقذ السياحة من كبوتها. كل هذه "المنظرة" لا تجذب سائحا إلي مصر.. فعندما يحضر فوج سياحي لن يجد ملكات جمال العالم ليجلس معهن ويسامرهن.. ولن يجد الممثلين العالميين ولا المطربين المشهورين لحضور حفلاتهم. السياحة قبل كل شيء احترام لشخص السائح.. ومعني الاحترام لشخصه أن يكون التعامل معه تعاملا كريما.. ولا نعتبره "كغنيمة" أو "ضحية" يجب ذبحها وسلخها قبل أن نلتهمها. يجب أن يسير السائح في شوارع مصر أو في الأماكن التي يفضلها فلا يشعر أن الانظار موجهة إليه.. يشتري ويأكل ويشرب وينام ويركب التاكسي فلا يشعر أنه غريب عن هذا البلد. وإذا كانت السياحة بمفهومها الحديث قد أصبحت علما وفنا وتخطيطا فهي قبل ذلك وبعده توعية المواطن بكيفية التعامل مع السائح. لدينا قنوات فضائية حكومية وخاصة.. فهل فكرت وزارة السياحة في عهود وزرائها المتعددين في عمل برامج توعية للمواطنين للأسلوب الذي يجعل السائح يفضل القدوم إلي مصر عن غيرها من الدول. هل فكرت قناة من تلك القنوات أن ترفع وعي المواطن سياحيا وتقول له: إن تشجيع تلك الوفود يعني فتح أبواب الرزق لملايين الأسر. ويعني تدفق العملات الأجنبية لتكون رصيدا في خزانتها لاستيراد المواد الغذائية التي يحتاجها في حياته اليومية. * لا يجب أن نقهر السائحين بمناظر المتسولين الذين يعترضون طريقه بالحاح شديد لاستجلاب عطفه عليهم. * لا يجب أن يكون ركوب التاكسي من المطار إلي وسط البلد أو في الانتقال من جهة إلي جهة محل مساومة وتفاوض لاستغلال السائح والضحك عليه. * لا يجب أن يذهب السائح لشراء بعض الهدايا من خان الخليلي فيجد السلعة الواحدة لها أكثر من سعر في محلات المنطقة. * لا يجب أن يركب الجمل في منطقة الأهرامات بعشرة جنيهات وينزل منه بخمسين جنيها. * لا يجب أن يركب اتوبيسا سياحيا وسائقه سكران أو اطاراته معيبة أو فرامله معطلة. * لا يجب أن يعامل في مطعم الفندق علي قدر "البقشيش" الذي يدفعه للنادل أو المشروب الذي يقدم إليه. * لا يجب أن يحاول سائق ميكروباص أو سيارة نقل أن يسابق أتوبيس السائحين فيقع الصدام ويموت بعضهم أو يصاب آخرون. * لا يجب أن يشعر السائح بخوف من إرهابي.. ولا أن تشعر السائحة بمن يتحرش بها أو يسرقها.. ولا أن تصطدم عيناه بالقذارة وأكوام القمامة. كل هذه أمور تهدد السياحة في أية بلد حتي ولو كانت تضم ثلث آثار العالم وأقدمها تاريخا ولو كانت تملك أطول الشواطئ علي بحرين كبيرين. هل فكرت إدارة المرور في القاهرة والجيزة والإسكندرية وكل عواصمالمحافظات في كتابة لافتات بالمطارات والأماكن العامة بعدة لغات تضع فيها تليفونات خاصة يتصل بها السائحون إذا تعرضوا للاستغلال من أي جهة من الجهات التي يتعاملون معها؟! لا أظن ذلك قد حدث.. فهل تتفق وزارة السياحة مع الشرطة وخاصة مع إدارات المرور لعمل مثل تلك اللافتات ليعرف السائح انه في بلد يحترمه ولا "يستغله".