تماماً كما قال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية تشهد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للقاهرة ترحيباً كبيراً من جانب مصر. قيادة وحكومة وشعباً فمصر ترحب بالملك سلمان ضيفاً عزيزاً علي بلده الثاني مصر التي لن تنسي للملك سلمان مواقفه المقدرة والمشرفة إزاء مصر وشعبها. وفي الوقت الذي نرحب فيه بخادم الحرمين ونرجو له طيب الإقامة نتمني أن تكون هذه الزيارة كاشفة لأمور كثيرة ثار بشأنها مؤخراً لغط ومحاولات للوقيعة بين البلدين الشقيقين وذلك حتي يتم وضع النقاط فوق الحروف وبداية مرحلة جديدة من العلاقات الاستراتيجية بينهما تقطع الطريق أمام أية محاولات مستقبلية للإساءة إليها. هناك العديد من القضايا التي ينتظر الشعبان المصري والسعودي معرفة رأي القيادتين فيها وحسمها بوضوح خلال هذه القمة: * الممارسات القطرية المتكررة ضد مصر ودور المملكة في تحجيم قادة قطر العضو بمجلس التعاون الخليجي ووقف أذاهم عن مصر. وأيضا هل تستطيع المملكة إقناع قيادات حركة حماس بالشيء نفسه؟ * ما هو الموقف السعودي من العلاقات المصرية التركية التي ازدادت سوءاً في ظل وجود الرئيس التركي رجب أردوغان علي رأس الحكم في اسطنبول في الوقت الذي تعقد فيه المملكة اتفاقيات وشراكة استراتيجية وتحالفاً عسكرياً مع تركيا التي تقيم الآن قاعدة عسكرية كبري في قطر؟ * هل مازال الموقفان المصري والسعودي من الأزمة السورية متناقضين؟ فمصر تري أن الحل في سوريا يجب أن يكون سياسياً بعيداً عن اسقاط الدولة السورية وانهيار جيشها ويكفي العرب ما جري للجيشين العراقي والليبي بينما تري السعودية أنه لا حل للأزمة السورية في وجود الرئيس بشار الأسد وهذا التناقض بين الموقفين كان سبباً في حدوث بعض التصدعات في العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية. وهو ما أدي إلي نشوب ما يشبه الحرب الباردة بين المملكة وروسيا التي تدعم بشار الأسد بالمال والسلاح والجنود والمواقف السياسية في المحافل الدولية وهدد بحدوث مواجهة علي الأرض السورية بين القوات السعودية والقوات الروسية. * من هذا المنطلق أيضا هل مازالت المملكة تصر علي موقفها من عدم خفض انتاجها من البترول حتي ينهار الاقتصاد الروسي المعتمد بشكل كبير علي بيع البترول والغاز وهو ما أدي إلي انهيار سعر البرميل إلي ما دون الثلاثين دولاراً؟ * إلي أين وصلت فكرة إنشاء القوة العربية المشتركة؟ وهل من الممكن إحياؤها بعد أن اصبحت مصر والسعودية هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان تملكان ما بقي من الجيوش العربية وما لديهما من امكانيات في الأفراد والسلاح؟ * ماذا ستفعل الدولتان في مواجهة المخطط الغربي الشرس لتقسيم الوطن العربي وتهديد الأمن القومي العربي والخليجي؟ وهل ستقف الدولتان مكتوفتي الأيدي أمام هذه المؤامرات؟ * التعاون الاقتصادي بين البلدين هل سيدخل مرحلة جديدة أكثر انطلاقاً لاستغلال قناة السويس الجديدة ومحور القناة وشرق بورسعيد وزيادة عدد السياح السعوديين لمصر؟ وهل يمكن مناقشة موضوع الأمن الغذائي العربي الذي اثير منذ سنوات بزراعة مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية بالسودان بالأموال السعودية والخبرة المصرية لتوفير المحاصيل الاستراتيجية للشعوب العربية وعدم الاعتماد علي الاستيراد من الخارج؟ ويدخل في الإطار نفسه مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية وهل اقترب من التطبيق أم أن أمامه عوائق؟ * موقف المملكة مما تفعله إثيوبيا مع مصر بشأن سد النهضة خاصة أن السعودية تربطها علاقات قوية مع أثيوبيا ويمكنها التدخل لدي الجانب الإثيوبي قبل أن تدخل أزمة السد نفقاً مظلماً. * هل تشهد القمة حلاً لمشكلة الكفيل السعودي التي سببت ومازالت تسبب العديد من المشاكل للمصريين العاملين بالسعودية خاصة بعدما اشتكي الكثير من المصريين من سوء معاملة كفلائهم معهم وهو ما انتهي بالكثيرين من المصريين إلي غياهب السجون ويستغيثون بمن ينقذهم ولكن لا مغيث؟! وفي الوقت الذي ننتظر فيه أن تخرج القمة المصرية- السعودية بأخبار سارة لأبناء الشعبين نتمني لخادم الحرمين طيب الإقامة.. فأهلاً وسهلاً به في أرض الكنانة.