«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير أحمد قطان في حوار المصارحة والمكاشفة مع الأخبار
أتوقع أن ينهار الحوثيون خلال فترة قصيرة جداً.. والتدخل البري مطروح


السفير أحمد قطان فى حواره مع «الأخبار»
أبواب الرياض مفتوحة أمام كل المكونات
السياسية اليمنية.. عدا علي عبد الله صالح
لا نية لوقف عملية عاصفة الحزم قبل عودة الرئيس الشرعي وتسليم الأسلحة للجيش
علاقتنا مع
أي دولة لن
تكون علي حساب
مصر
لا خلاف بين مصر والسعودية حول الأزمة السورية
والأسد ليس جزءا من الحل
حريصون علي إنجاح قرار تشكيل القوة العربية المشتركة .. وآليات تنفيذها بدأت مناقشتها بالفعل
الدفعة الأولي من التعهدات السعودية في مؤتمر شرم الشيخ تصل خلال أسبوعين
يتمتع بخبرات سياسية ودبلوماسية كبيرة يكفي أن معظم عمله الدبلوماسي كان ما بين واشنطن عاصمة القرار الدولي والقاهرة عاصمة القرار الإقليمي.. نتحدث عن السفير أحمد قطان سفير السعودية في مصر ومندوبها الدائم في الجامعة العربية الذي نجح في الخروج بالعلاقات بين البلدين إلي آفاق أوسع رغم أن الفترة التي عملها كسفير في مصر شهدت متغيرات غير مسبوقة، ثورتين وعددا من الأنظمة والكثير من الحكومات وكان الثابت هو العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين، تعرض لحملة غير مفهومة مرتبطة بهجمة علي الدور السعودي بعد عملية عاصفة الحزم، يحظي بثقة القيادة السعودية وبشبكة واسعة من العلاقات علي كل المستويات في مصر السياسية والرسمية والشعبية اختار صحيفة «الأخبار » لتكون أول إطلالة له علي الإعلام المكتوب بعد غياب طويل من بين عشرات الطلبات لحوارات صحفية وعلي مدي أكثر من ساعة امتد الحوار ليشمل ليس فقط العلاقات المصرية السعودية بل امتد إلي عاصفة الحزم والأزمة اليمنية ومخاطر الدور الإيراني ومحاولات الهيمنة والأزمة السورية بكل تداعياتها والقوة العربية المشتركة وحتي تطوير عمل الجامعة العربية
وإلي نص الحوار
الرئيس عبد الفتاح السيسي قال في خطابه الأخير: «الأمة العربية في خطر».. والقضية الأكثر إلحاحا في المنطقة الآن هي اليمن..وتجري الآن عملية «عاصفة الحزم».. ما الهدف الاستراتيجي من هذه العملية؟.. هل هو القضاء علي الحوثيين أم كسر شوكتهم؟.. وهل تعتبر السعودية طرفا في معادلة المستقبل في اليمن؟.. وهل هناك اتصالات علي الجانب السياسي لحل الأزمة؟..وماذا بعد التدخل البحري والجوي واحتمالات التدخل البري؟.. وإلي أي مدي توجد استراتيجية خروج بعد ذلك؟
- أولا أؤكد انني سوف أكون دائما دافعا لدعم العلاقات السعودية المصرية..وانني من أسعد السفراء لأنني أعمل في بلد مهم وفي هذا التوقيت الحساس..وبالنسبة لموضوع اليمن لابد قبل الاجابة علي الأسئلة أن اتطرق إلي موضوع في غاية الأهمية بالنسبة لما حدث في اليمن ألا وهو «شرعية التدخل» لأنه كثر الحديث حول هذا الأمر..التدخل أو التحالف الذي حدث في اليمن له شرعيته..أولا جماعة الحوثيين جماعة إرهابية بامتياز قامت بانقلاب في اليمن وبإعلان دستوري غير شرعي ونهبت البلاد واستولت علي الوزارات، وأشاعت الرعب والذعر بين المواطنين، ثم بعد كل ذلك استفزت المملكة العربية السعودية علي حدودها الجنوبية ووجهت صواريخها باتجاهها، وقامت أيضا بمناورات عسكرية بأسلحة ثقيلة علي حدودها.. وفي ذلك الوقت وقبل عاصفة الحزم كانت المملكة كما تذكرون تسعي لعقد مؤتمر الحوار اليمني في الرياض بناء علي طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وتجاهل الحوثيون كل هذه الأمور وأصروا علي موقفهم الذي كانت تدعمه أطراف إقليمية وبالتحديد إيران..، وبعد ذلك تلقي قادة الدول الخليجية خطاباً من الرئيس اليمني يطلب فيه استناداً إلي مبدأ الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة واستناداً إلي ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك تدخلها العسكري لحماية اليمن من العدوان الحوثي الذي كان سيسبب كارثة علي اليمن، وعندما أيقنت دول التحالف أن الأمر قد وصل لمرحلة الخطر ليس علي اليمن أو المملكة فقط ولكن علي المنطقة بأسرها بدأت عاصفة الحزم.
دول التحالف ارتأت أن الأمر قد وصل لمرحلة الخطر.. واليمن هي البوابة الخلفية لنا ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبقي السعودية مهددة من هؤلاء، فكان لابد من هذا التحالف الذي حدث وبدأت «عاصفة الحزم».
عاصفة الحزم
ومتي ستنتهي عملية «عاصفة الحزم»؟
- ستنتهي عندما يعود الرئيس اليمني إلي السلطة ويمارس عمله كرئيس شرعي ومنتخب لليمن، وعندما يسلم الحوثيون أسلحتهم وتبسط الدولة سيطرتها علي كامل اليمن وقبل ذلك.. ليس هناك أي نية لوقف هذه العاصفة.
وما هو الهدف الاستراتيجي منها؟
- الهدف هو عودة الشرعية وعودة الرئيس اليمني إلي مكانه..والجيش اليمني يجب أن نحافظ عليه، واذا لم نحافظ علي الجيش اليمني بكل مكوناته فسوف تتكرر المشاكل التي حدثت في دول أخري كالعراق، ونحن حريصون للغاية علي هذا الأمر..والسعودية علي أتم استعداد كما أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز منذ عدة أيام علي فتح أبوابها للجميع للحوار والتفاهم، وسوف تتم دعوة كل من يهمه أمر اليمن واستقراره ووحدته..والمملكة ايضا يهمها في هذا الأمر الحفاظ علي وحدة اليمن واستقراره، والحفاظ علي أمن المنطقة بأكملها.
هل هذه الدعوة مفتوحة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ولقيادات الحوثيين؟
- الرئيس السابق علي عبد الله صالح أصبح خارج المعادلة تماما الآن بعد أن شارك في هذه المؤامرة ولا يمكن أن يكون له أي دور الآن..والرئيس اليمني المخلوع للأسف الشديد تحالف مع من كان يحاربهم في الماضي ضد مصلحة اليمن، وبالتالي لا يمكن أن يكون له أي دور.
وبالنسبة لحزب المؤتمر؟
- كل من يسعي إلي أمن واستقرار اليمن سوف يكون علي طاولة الحوار..ونحن في المملكة نعرف من له مصلحة لهذا الأمر ومن ليس له مصلحة.
وماذا عن الحوثيين هل ستتم دعوتهم؟
- تمت دعوتهم للحوار من البداية..وتجاهلوا الدعوة اعتمادا علي ما كان يحققونه من مكاسب علي الأرض، وانساقوا وراء من كان يدعمهم..وبالمناسبة اذا كان الحوثيون قد حققوا في الفترة قبل عاصفة الحزم بعض الانتصارات فهذا كان نتيجة تواطؤ بينهم وبين الجيش اليمني الذي كان عدو الأمس، وعاصفة الحزم حجمتهم.
هناك تخوف من التدخل البري في اليمن.. وأن يؤدي بالقوات البرية العربية المتحالفة إلي دخولها لمستنقع يصعب الخروج منه خاصة في ظل الطبيعة الجغرافية لليمن.. كيف تري هذا؟
- التدخل البري أمر مطروح علي الطاولة متي كانت هناك حاجة إليه..ودول التحالف لن تتردد في اتخاذ كل ما يضمن تحقيق الأهداف التي وضعت لهذه العاصفة.. واذا كان في الذاكرة من الستينات شيء يتعلق بالمصاعب في اليمن فالمسألة مختلفة هنا تماما وثقوا تماما أن كل هذه الأمور أخذت في الاعتبار ولن يحدث ما يظنه البعض من حدوث اشتباكات بين أطراف علي الجبال أو في كهوف.. وأذكر انه في عام 2009 كانت لنا حرب مع الحوثيين في جبل الدخان في فترة زمنية كانت هناك خلافات حادة بينهم وبين الجيش اليمني وعلي عبد الله صالح، وتم تلقينهم الدرس المناسب وردعهم دون تدخل بري ، وللأسف الشديد استقووا بالخارج واستقووا بإيران ويحاولون أن يفرضوا أمرا واقعا وهذا لايمكن أن نقبل به. وأؤكد أنه كان هناك تنسيقاً كاملاً بين الدول العربية المشاركة في هذا التحالف وكانت هناك اتصالات علي أعلي مستوي بين الدول الخليجية والعربية والصديقة وجميعهم أيدوا هذا التحالف.
التنسيق تم بين رؤساء دول التحالف قبل «العاصفة» بكم يوم؟
- بأيام قليلة..وما أود أن أؤكد عليه هنا هو هذا الحجم الكبير من التأييد من كل زعماء العالم؟..وفي وقت غير طبيعي، وفي اليوم التالي للعاصفة كانت المكالمات الهاتفية تتوالي ومن دول إسلامية تعرب عن رغبتها للمشاركة في عاصفة الحزم ناهيك عن التأييد الذي تلقاه التحالف من الدول الكبري ما عدا روسيا..
وهذا يعود إلي أمرين..الأول: ثقتهم في أن ما قامت به دول التحالف هو موقف صحيح لأن المنطقة برمتها - وليس السعودية فقط - تتعرض إلي خطر داهم قد يؤثر علي كل مجريات الأمور في منطقة الشرق الأوسط، ونحن نتحدث عن مضيق باب المندب الذي تمر منه 7% من تدفقات البترول في العالم والتجارة..والأمر الثاني: ثقة المجتمع الدولي وزعماء العالم الكبار في التصرف الذي قامت به دول التحالف. ودعني اؤكد أن عاصفة الحزم أعادت للأذهان أن هناك قوة للعرب وصحوة عربية وقرارا جريئا شجاعا وحاسما، ولو تأخرنا يوما واحدا كانت القوات الحوثية علي بعد 50 كيلو مترا من عدن، واذا سقطت عدن فهذه كارثة سوف تؤدي إلي حرب أهلية وقد تقسم اليمن لا قدر الله، وهناك انهيار بدأ يحدث في صفوف الحوثيين والدليل هو ضربهم للمدنيين العزل والاختباء وسطهم.. وأعتقد أن الأمور في الفترة القادمة سوف تشهد انهيارا كاملا لهذه الفئة - الحوثيين -.
صحوة عربية ضد إيران!
المواطن العربي يخشي علي القوة العربية الباقية من أن تستدرج إلي مستنقع تقوم فيه بعض القوي الدولية والاقليمية التي لا تريد خيرا للعرب بأن تحارب بعض الأطراف في اليمن بالوكالة عنها.. وهناك مخاوف من أن يتم استنزاف القوي العربية وإدخالها مستنقعا يحارب الحوثيين بالوكالة عن إيران كورقة ضغط قبل الاتفاق النهائي وفي إطار التمدد الايراني الذي وصل إلي العراق وسوريا وجنوب لبنان والآن إلي باب المندب.. ولا يمكن إغفال البعد الاسرائيلي.. ما رأيك؟
- لن نورط أنفسنا في أي مستنقع..ولو لاحظتم فالعاصفة حتي الآن حققت نجاحات باهرة فيما قامت به من ضربات جوية محكمة وابتعدت تماما عن أي ضرب للمدنيين وأعتقد أن الخبرة الكبيرة الموجودة الآن لدي دول التحالف ساعدتها علي هذه الانجازات. وبالمناسبة لا أرغب في أن يتصور البعض أن هذه حرب شيعة ضد سنة، لكن الشئ المؤكد أن إيران ترغب في زعزعة استقرار المنطقة بشكل أو بآخر، والسعودية ودول التحالف مجتمعة لن تسمح بذلك علي الإطلاق، ويكفي تدخلاتهم في لبنان والعراق والكويت والسعودية والآن في اليمن، حاولنا كثيرا مع ايران بدون أي فائدة.
وبالمناسبة حتي هذه اللحظة مازالت أيدينا ممدودة لهم، فإذا رغبت إيران في أن تقيم علاقات جيدة مع دول الخليج ومع كافة الدول العربية فعليها ان تبتعد عن التدخل في الشئون الداخلية لنا.. حتي مصر تعاني من محاولات لتشييع شعبها في القري، وأعرف أن هذا ليس مقبولاً لدي المصريين ولكن يكفي انهم يحاولون إثارة الفتنة حتي داخل مصر..وما نرجوه أن تعود ايران إلي منطق العقل..وإذا كانوا يتخيلون أنهم سينجحون في مسعاهم فهم واهمون، وقلت قبل عدة سنوات أرجو ألا تختبر ايران قوتنا، فهم عرفوها الآن..فالصحوة العربية هذه أعطت دفعة قوية للمواطن العربي بأن هناك فعلا قوة للعرب خاصة اذا كانت النوايا صادقة، وعلي قلب واحد.
هل تشعر السعودية بعدم الارتياح للاتفاق النووي بين إيران ودول 5+1؟.. خاصة أن البعض يقول إن استمرار التوتر في هذا الملف قد يؤدي إلي صدام في مرحلة ما بين ايران واسرائيل دون ضوء أخضر من أمريكا في حالة وصول إيران إلي لحظة امتلاك السلاح النووي.. وهناك من يري أنه قد تموت الأفاعي من سموم العقارب.. فما تعليقك؟
- منذ البداية أبلغنا دول 5+1 أنه لا تحاولوا أن تكافئوا إيران علي حسابنا وأي اتفاق مع إيران دون الدول العربية لن ينجح فلابد أن تكون هناك تفاهمات بين إيران وبين الدول العربية..والأمر الثاني وهو أن السعودية من خلال الجامعة العربية وكل المنظمات الدولية ترغب في أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، وعلي رأس هذه الدول اسرائيل. الشيء المؤكد ما سيسمح به من خلال هذا الاتفاق لإيران سوف نسمح به لأنفسنا، وهذا أمر لا خلاف عليه..أنا لا أريد أن أستبق الأحداث ولابد أن نعرف تفاصيل هذا الاتفاق، وهناك دعوة الآن من الرئيس الأمريكي باراك أوباما لقادة دول الخليج في كامب ديفيد في القريب العاجل لمناقشة هذا الأمر..وأؤكد لكم أن هذا الأمر لن يكون علي حساب دول الخليج إطلاقا.
ماذا ستقوله السعودية للرئيس الأمريكي في كامب ديفيد؟
- في البداية سوف نستمع لوجهة نظر الرئيس الأمريكي حيال هذا الاتفاق وسنؤكد ما قلناه في السابق بأن تسعي الدول الغربية لتحقيق التوافق بين ايران والدول العربية بدلاً من الالتفاف علي مصالح دول المنطقة لإرضاء ايران بمكاسب لن تجنيها إلا اذا تعاونت معنا المهم أننا سوف نقوم باستخدام سلمي للطاقة النووية كحق من حقوقنا وأن ما سيسمح به لإيران سوف نسمح له لأنفسنا.
كان هناك مطلب مبكر من السعودية بأن تكون طرفا في مفاوضات 5+1 باعتبارها معنية بالملف ومتأثرة به أكثر حتي من الدول الغربية؟
- نحن أبلغنا الدول الست بموقفنا الواضح، وجاء الرئيس الأمريكي للمملكة والتقي بخادم الحرمين الشريفين رحمه الله للحديث عن هذا الموضوع..ومنذ عدة أيام جرت محادثة هاتفية بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس أوباما وتم التطرق إلي هذه الأمور..دعونا ننتظر قليلا حتي نعرف تفاصيل هذا الاتفاق.
واذكركم بما قاله سمو الامير سعود الفيصل : «إن الملف النووي الايراني يظل أحد الهواجس الأمنية الشديدة الخطورة علي أمن المنطقة وسلامتها، والتاريخ يشهد أنه لم يدخل سلاح في المنطقة إلا وجري استخدامه. من هذا المنطلق دعمنا دائماً الحل السلمي القائم علي ضمان حق إيران ودول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها وبما ينسجم مع قرار الجامعة العربية الرامي إلي جعل منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي منطقة خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي » .
بالعودة لليمن.. هناك من يعتقد أن الحرب في اليمن هي حرب بالوكالة بين السعودية وإيران في إطار الصراع علي النفوذ؟
- ليس هناك صراع علي النفوذ من جانبنا..وإنما هناك إصرار من الجانب الإيراني منذ سنوات عديدة علي الهيمنة علي دول الشرق الأوسط، وأذكركم بما قاله برلماني إيراني قبل فترة وجيزة من أن إيران سيطرت علي عواصم عربية أصبحت تحت سيطرتها بالكامل والآن جاء الوقت للسيطرة علي بغداد، «حسب قوله » فهل من الممكن أن أتقبل كمواطن عربي غيور مثل هذه التصريحات؟..إطلاقا. وإيران لاتريد أن تخوض أي حرب بنفسها، فلها وكلاء..وحاولوا معنا في البحرين ولم تتردد السعودية ودول الخليج العربية لحظة واحدة فأرسلت قوات درع الجزيرة لحماية البحرين، وحتي هذه اللحظة لا يتواني الإيرانيون عن إثارة الفتن في البحرين. وأوهام الإمبراطورية مازالت في رأس إيران، والسعودية دولة قادرة علي حماية نفسها ولله الحمد، ولن تنجح إيران في فرض سياسة الأمر الواقع..ويجب عليهم أن يراجعوا أنفسهم..ايران دولة ذات حضارة وسموا أنفسهم الجمهورية الاسلامية إذن عليهم أن يتصرفوا من منطلق خلق الإسلام حتي لا يخسروا كل شئ. أعتقد اذا حدث تعاون بناء وخلصت النوايا الايرانية وتعاونوا مع الدول العربية ولم يتدخلوا في شئونها الداخلية، فستختلف الصورة تماما وسيعم السلام، ولكنني أؤكد لكم من الآن أنهم لم يفعلوا ذلك لان اطماعهم في المنطقة لاتنتهي، ولكنهم واهمون.
الإخوان..والسعودية
فيما يتعلق بالعلاقات المصرية السعودية.. هناك البعض تحدث عن تحول في موقف السعودية تجاه جماعة الإخوان المسلمين بالرغم من الموقف الواضح للأمير نايف رحمه الله من الجماعة حينما كان وزيرا للداخلية ومن الإخوان، وأيضا ما تعرض له ولي العهد محمد بن نايف من عدوان من تنظيمات من رحم الإخوان المسلمين..
هل هناك تحول أو تغير في موقف السعودية تجاه الإخوان المسلمين ؟
- موقف المملكة العربية السعودية من أي تنظيمات إرهابية لن يتغير..فسوف نحارب أي تنظيم إرهابي يضربمصالح السعودية داخلها أو خارجها.بما فيها جماعة الإخوان؟
أي جماعة أو تنظيم يحاول أن يضر المملكة سنحاربه بقوة ولن نتهاون في هذا الأمر ومن سيخرج عن الخط سيلقي العقاب الصارم.
نتحدث عن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان وليس المتعاطف أو غيره؟
وأنا أتحدث عن أي تنظيم يضر بمصالح المملكة وليس عندي في المملكة شيء اسمه تنظيم الإخوان المسلمين.
هل مازالت السعودية تعتبر الإخوان تنظيما إرهابيا؟
- في السعودية منذ أيام الملك عبد العزيز حاول حسن البنا أن ينشئ ما يسمي بالإخوان المسلمين، فقال له الملك: «كلنا إخوان وكلنا مسلمون».. فمن يرغب أن يبقي في أرض المملكة ويتعامل من خلال هذا المنظور الذي شرحته فأهلا وسهلا به.. حتي الفكر الضال أنت محاسب عليه وحتي الدعوة للتطرف كلها خطوط حمراء في المملكة ، والقيادات المتعاقبة في المملكة منذ عهد الملك المؤسس يرحمه الله يهمها في المقام الأول أمن الوطن والمواطن السعودي، وهذا أمر «ليس به مزح» كما أن الإرهاب ليس فقط عمليات عسكرية وإنما هناك إرهاب فكري وعلينا جميعاً في العالم العربي أن نصحح الأفكار الشاذة والضالة التي تؤثر علي افكار شبابنا.
هل مازالت جماعة الإخوان المسلمين علي قوائم الإرهاب في السعودية؟
- نعم مازالت ولم تتغير.
بكل صراحة.. هل ستحذف السعودية اسم الإخوان المسلمين من قائمة الإرهاب؟
- لم يتغير أي شيء علي الاطلاق.
هل طلب تنظيم الإخوان وساطة السعودية للتصالح مع الدولة المصرية في الوقت الحالي؟
- ليس لدي أي معلومات..وبدل من أن يطلبوا من المملكة التوسط، الرئيس عبد الفتاح السيسي بابه مفتوح ومن لم تلطخ يده بالدماء ويريد أن يخدم بلده مصر فليتفضل.
مصر وتركيا
بالنسبة لنمو العلاقات السعودية التركية، خاصة وأن النظام التركي داعم للإخوان المسلمين ويري البعض أنه ربما نمو هذه العلاقات يكون علي حساب العلاقات المصرية السعودية، خاصة وأن النظام التركي لا يخفي عداءه من نظام 30 يونيو الموجود في مصر ويدعم الإخوان بصور مختلفة من دعم سياسي إلي إعلامي إلي توفير الملاذ والمأوي.. كيف تري ذلك؟
- أولا أؤكد أنه لن تحدث أي علاقات مع أي دولة علي حساب مصر أو علي حساب أي دولة أخري وقيادات المملكة قيادات رشيدة منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله حتي يومنا هذا وهم يعرفون قيمة مصر ومكانتها كما تعرف مصر قيمة المملكة ومكانتها وكيف أن هذه العلاقة يجب أن تكون في أزهي صورها لأنهما جناحا هذه الأمة.. ولابد أن تنمو علاقاتهما بشكل مطرد.
وليس لي علاقة أن أتحدث فيما يخص مصر في علاقتها مع تركيا لأنه شئ يخص مصر والمصريين، وأجزم أن مصر تعاملت مع هذا الملف بعقلانية شديدة..وأؤكد أنه لن تكون لنا علاقات مع أي دولة علي حساب مصر..، وكما أردد دائما: «مصر ليها غلاوة لا تشعرون بها».. والأحداث الماضية منذ ثورة 25 يناير حتي اليوم أثبتت صدق كلامي.
هل حاولت السعودية تقريب وجهات النظر بين تركيا ومصر لمحاولة صد التمدد الإيراني في المنطقة؟.. وهل كان مرتبا للقاء بين الرئيس التركي والرئيس السيسي في السعودية وقت تزامن زيارتهما للسعودية؟
- بكل صراحة لاعلم لي بهذا الموضوع..وغير صحيح إطلاقا أنه كان مرتبا للقاء بين الرئيس السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
مليارات المؤتمر الإقتصادي
بالنسبة لآلية تنفيذ تعهدات السعودية ب 4 مليارات دولار في المؤتمر الاقتصادي؟
- في خلال الأسبوعين القادمين سوف تصل الدفعة الأولي من هذه المبالغ.
هل هناك آلية جديدة تختلف عما سبق؟
- بالنسبة لتبرع المملكة خلال المؤتمر الاقتصادي كان بقيمة 4 مليارات دولار منها 2 مليار دولار مباشرة إلي البنك المركزي والباقي لإقامة مشاريع انمائية وأؤكد لكم أن الاقتصاد المصري سوف يعود الي ما كان عليه إذا تحقق النجاح لعودة السياحة إلي سابق عهدها لأن مصر خسرت في السنوات الماضية بعد الثورة من 30-35 مليار دولار وهو رقم مخيف ولن تعود السياحة كما كانت إلا عند شعور السائح بالأمن والأمان وهذا يتطلب أن يكون العقاب رادعاً وقاسياً، وإلا لن تعود الأمور إلي ما كانت عليه كما لابد للاستثمار من النمو والمستثمر الخليجي والاجنبي لابد أن يشعر بالاطمئنان حتي يضخ أمواله في مصر والمطلوب أيضاً إزالة العقبات من أمامهم وحل مشاكلهم وقد تعاملت بشكل مباشر علي مدار السنة الماضية مع اللجنة التي أمر بتشكيلها الرئيس عبد الفتاح السيسي ونجحنا في حل الكثير من المشاكل..والمواطن الخليجي بشكل خاص يرتاح إلي الاستثمار في مصر وأؤكد أن المساعدات المالية لن تجدي نفعاً وحدها ولكن ما سيخرج مصر من عنق الزجاجة هو المشاريع الاستثمارية وتدفق الأموال للاستثمار وتشغيل الأيدي العاملة المصرية.
أمر أخر مهم بالنسبة لتنمية إقتصاد مصر، ألا وهو: «أن يشمر المواطن المصري وأن يعمل»، وهذا شيء في غاية الأهمية، ولينزل المواطن المصري إلي الشارع ليعمل بجدية، مصر الآن مقبلة علي طفرة ويجب أن ننتهز هذه الفرصة.
القوة العربية المشتركة
هل تعتقد أن عملية عاصفة الحزم وضعت الأساس المتين للفكرة التي طرحها الرئيس السيسي لإنشاء قوة عربية موحدة خاصة وهناك قرار اتفق عليه القادة العرب وهناك آلية لتنفيذها علي أرض الواقع؟
- وجهة نظر السعودية في هذا الموضوع طرحها الأمير سعود الفيصل بكل شفافية في الجلسة المغلقة للقمة العربية حيث أشار إلي نقطة مهمة للغاية حينما قال «هذا الأمر يجب أن ينجح..ولايمكن أن نسمح له بأن بفشل»..وإلا ستكون له نتائج سلبية فالموضوع يحتاج إلي دراسة، وهذه الدراسة بدأت منذ عدة أيام، لأن هذه الأمور تتعلق بالعسكريين ليضعوا منظورا كاملا لها ولمهامها.
إذن هناك مشاركة سعودية في القوة العربية المشتركة؟
- السعودية صوتت علي قرار انشاء القوة خلال القمة، ولكن كان في مضمون القرار أن يحدث اجتماع خلال شهر لرؤساء أركان الجيوش العربية ولكن الاجتماعات حدثت قبل ذلك. أعتقد الآن أن عاصفة الحزم أعطت الزخم اللازم وتعتبر نواة كبيرة للقوة العربية المشتركة..ومشاركة مصر أيضا في هذا الأمر أعطاها بعدا آخر..وبعض الدول الإسلامية الآن بدأت الاتصال بالمملكة كماليزيا وباكستان للمشاركة في العملية وهذا يدل علي أن هذه الحرب ليست حربا طائفية كما يقولون فباكستان بها اعداد كبيرة من الشيعة.
ما تقييمك للقمة العربية بشرم الشيخ؟
- أعتقد أن قمة شرم الشيخ من القمم المهمة لأن القمة انعقدت بعد عاصفة الحزم وردود الفعل داخل القاعة كانت شعورا بالفخر لدي الجميع لما حدث.. ومن القرارات المهمة التي خرجت تشكيل القوة العربية المشتركة.. والشيء المهم الثالث هو مداخلة الامير سعود الفيصل رداً علي خطاب بوتن الذي تمت قراءته في نهاية الاجتماع.
تباين في الملف السوري
هناك من تحدث عن تباين في وجهات النظر بين مصر والسعودية حول الملف السوري.. هل هذا صحيح؟
- هدفنا واحد وهو الحفاظ علي وحدة واستقرار سوريا وعدم تقسيمها، وانقاذ الشعب السوري من الكارثة الانسانية التي يتعرض لها علي أيدي نظام بشار الأسد.. وأتذكر تماما قبل عدة أشهر التقي وزير الخارجية المصري سامح شكري بالأمير سعود الفيصل في باريس وتحدثا مطولا في هذا الموضوع. وكانت وجهات النظرمتطابقة إلي حد كبير. ولكن دعني أحاول أن أشرح أمرين: الأول، عندما قامت ثورتان في مصر في 25 يناير و30 يونيو وقفنا جميعا مع الثورتين، إذن لماذا نعاتب عندما نقف مع الثورة السورية؟..والأمر الثاني، كيف تعامل الجيش المصري مع الثورتين في مصر لقد تعامل معهما من منطلق واحد وهو احترام خيار الشعب المصري، لأن عقيدة الجيش المصري منذ تأسيسه حتي يومنا هذا هو حماية الشعب المصري وليس قتله، فلماذا اختلفت الحالة في سوريا؟..لأن عقيدة الجيش السوري عقيدة طائفية لحماية النظام وليس الشعب، إذن الأوضاع هنا وهناك مختلفة.. فالجيش السوري يقتل شعبه بوحشية وامتياز .
نحن منذ اليوم الأول للأزمة السورية التي بدأت بقلع أظافر الأطفال في درعا وتعذيبهم اتصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله عدة مرات ببشار الأسد وطلب منه شيئا واحدا وقالها الأمير سعود في ظل وجود مندوب سوريا في الجامعة العربية قبل تجميد عضوية سوريا بالجامعة ، وهو أن يتعامل مع هؤلاء من منظور إنساني وليس من منظور أمني، فقال له الأسد فيما معناه اتركوا لنا هذا الموضوع، وسوف ننهيه بطريقتنا، أي بالقتل والتعذيب.
السعودية تعاتب علي تزويد الطرف الآخر بالأسلحة للقتال، فلكم أن تتصورا ماذا كان سيحدث للشعب السوري لولا هذه المساعدات من الأسلحة في مقابل الطائرات والمدافع والأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة. أعتقد بل وأجزم أنه لولا هذه المساعدات لكان النظام السوري قد قضي علي كل معارضيه.. والبعض تحدث عن مداخلة الأمير سعود الفيصل في مؤتمر القمة العربية حول خطاب الرئيس الروسي بوتين «المستفز» الذي تحدث فيه عن وقوفه بجانب الشعوب العربية فقال له سمو الأمير سعود الفيصل في مداخلته ماذا فعلت للشعب السوري منذ بداية الأزمة ؟!..لقد تم تسويف ما حدث في الغوطة وقتل 1400 شخص سوري عام 2013 باستخدام الاسلحة الكيماوية ثم طلب من أمريكا عدم التدخل مقابل أن تقوم سوريا بتسليم أسلحتها الكيماوية ثم كتب مقالاً في نيويورك تايمز يشرح فيه أن بلاده ستقوم بحل سلمي للأزمة السورية ولكنه لم يفعل، وفي هذا الوقت أشار البعض بأصابع الإتهام للمعارضة السورية أنها من استخدمت الأسلحة الكيميائية، وهذا غير صحيح، وإذا كان صحيحا فلماذا قبلت سوريا ان تسلم أسلحتها الكيميائية؟!..فمنع ، بوتين ، الضربة الأمريكية التي كانت ستحدث مقابل أنه سوف يتدخل لحل سياسي، ولم يفعل شيئا..وفي جنيف1 وجنيف2 لم يتحرك أيضا ليفعل شيئا..فموسكو حتي هذا اليوم تدعم سوريا بالأسلحة الفتاكة وتتحدث عن حل سلمي!!.. ونحن لسنا «سذج» بهذا الشكل..ونفس الأمر يتكرر الآن في الأمم المتحدة في الدفاع عن الحوثيين، فيطلب هدنة ولم يطلب من الحوثيين الانسحاب من صنعاء، ورغم ذلك فنحن لنا علاقات جديدة بروسيا ولنا مصالح معها ولكننا لا نجامل في الحق وعليها أن توقف دعما للسلاح لسوريا.
وما هو المخرج من الأزمة السورية في ظل الصورة الضبابية في الأفق؟
- مخرج الأزمة السورية أن تقتنع روسيا بالتخلي عن بشار الأسد وعن دعمه بالسلاح..وفي اللحظة التي ستتخلي فيها روسيا عنه وتضمن لها مصالحها المعروفة داخل سوريا سوف يكون المخرج..ولكن لابد أن يكون الاتفاق علي ما اتفقنا عليه في «جنيف1» وهو تشكيل حكومة توافق وطني لها صلاحيات عسكرية واقتصادية وأمنية كاملة ليس فيها دور لبشار الأسد بأي شكل من الأشكال لأن يده تلطخت بالدماء..وهناك فارق بين من يقتل وبين من يقتل وهو يدافع عن نفسه..والأهم أن نحافظ علي مؤسسات الدولة حتي لا تقسم سوريا..فموضوع تقسيم سوريا شيء مرعب ولو حدث هذا الأمر لا قدر الله لكانت كارثة ويكفي كارثة تقسيم السودان وقد نواجه نفس الكوارث في دول عربية أخري لا قدر الله.
المعارضة السورية لم تكن علي المستوي الذي يؤهلها لأن تكون بديلا للنظام السوري.. وهناك خوف من اليوم التالي لسقوط بشار الأسد.. فكيف تري ذلك؟
- لهذا فإن المملكة ومصر يحرصان علي لم شمل المعارضة السورية للتوحد ، ونقدر غضب الائتلاف السوري لأنه لم تتم دعوته إلي القمة العربية بشرم الشيخ، ولكن لا بد من مواصلة جهودنا لحل الأزمة السورية عاجلاً
هل العلاج سيكون من داخل النظام السوري بعد استبعاد بشار؟.. بمعني هناك مخاوف من سقوط سوريا في قبضة التكفيريين.. فمن ستكون اليد الفعلية للسلطة في سوريا؟
- البعض عاتب السعودية علي تزويد المعارضة بالأسلحة التي وقعت في أيدي منظمات إرهابية.. وأسأل ما هو ذنب المملكة. ولكن مثل هذه الامور تحدث. وبشار الأسد شخصيا هو الذي أطلق القتلة من السجون السورية لخلق التنظيمات الارهابية وزودهم بالأسلحة ، والشبيحة جزء منها، وجزء كبير من هذه المنظمات الإرهابية مدعومة من قبل بشار.
بشار ، أصبح خارج المعادلة وفقد شرعيته، فمن يقتل شعبه لا يمكن أن يحكمه.. ولنتخيل أنه لو انحاز الجيش المصري للرئيس مبارك أو انحاز لمحمد مرسي ما الذي كان سيحدث في مصر؟.. كارثة بكل المقاييس وهذا ماحدث في سوريا.. ونحن نحرص علي عدم تقسيم سوريا ولابد من المحافظة علي مؤسساتها بكاملها..وقد يحدث في سوريا شئ مقارب أو مشابه للبنان، بمعني «المحاصصة»..والأهم من هذا ألا يبقي تنظيم إرهابي داخل سوريا، ويجب محاربته بشتي الطرق.
وبالنسبة لموقف الولايات المتحدة الأمريكية من بشار، فأنا متأكد ان أمريكا لن تقبل بأي دور لبشار الأسد ؛ وذلك لقناعتها، ولمعرفتها بأن دوره قد انتهي ونحن لن نقبل بأي دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا.
هذه علاقتنا بأمريكا!
بالنسبة للعلاقات الأمريكية السعودية.. أين نقاط التماس ونقاط التباين؟
- نحن حلفاء ويحدث في أوقات قليلة نوع من الاختلاف في وجهات النظر، وهذا أمر طبيعي..ونحن نتحدث مع الولايات المتحدة الأمريكية في كل أمر بكل صراحة. ونحن حريصون علي مصالحنا ولا نقبل أن تتدخل أي دولة في شئوننا أو أن تعترض علي قراراتنا وأذكركم أن في عهد الملك فهد رحمه الله، قام الملك بطرد السفير الأمريكي بالسعودية لأنه اعترض علي قيام المملكة بشراء صواريخ من الصين، وأقسم يرحمه الله ألا يبيت في الرياض، فتم تسفيره إلي الدمام ليبيت هناك.. هناك أمور لا تقبل فيها المملكة بأنصاف الحلول..ومنذ فترة حينما بدأت مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران وما كان يحدث من مباحثات معها دون ان نكون علي علم بما يدور ، انزعجت المملكة فتحركت الادارة الامريكية علي الفور وجاء الرئيس الامريكي بنفسه لتهدئة الأمور وطمأنة المملكة، ولكن في نهاية المطاف الرسالة تصل واضحة وهناك تفهم واقتناع بوجهه نظر المملكة..ولننظر الآن لتصريحات أوباما حول «عاصفة الحزم» ليست دعماً فقط وإنما قال « أي اعتداء علي المملكة لن نقبل به وسندافع عنها»، وأمريكا جادة في هذا الكلام.
هناك ثقة في القيادة السعودية الممثلة في خادم الحرمين الشريفين ليس فقط من الولايات المتحدة وإنما من كافة دول العالم، وأعتقد أن المملكة علي مدار تاريخها أثبتت بامتياز حكمتها ومصداقيتها، اما علاقتنا بمصر فحتي لحظات التوتر وهي فترات بسيطة جدا كنا أقرب الناس إلي مصر..فالملك عبد العزيز رحمه الله لم يزر بلدا إلا مصر استشعارا منه أنها الدولة المهمة في المنطقة، وأوصي أبناءه بها.. ورغم أنه في فترة حكم الملك سعود توترت علاقته بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعض الشيء، لكن في العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 قطع الملك سعود علاقته ببريطانيا وبفرنسا ومنع عنهم البترول وأرسل لواشنطن يطلب منها التدخل، كما ارسل 100 مليون دولار للمساهمة في بناء السد العالي بعد سحب تمويل بنائه.. وبالنسبة للملك فيصل ورغم توتر العلاقات بينه وبين الرئيس عبد الناصر بسبب حرب اليمن، الا انه بعد نكسة 1967 كان أول من وقف بجانب الرئيس عبد الناصر وتعمد أن يدخل القمة العربية في الخرطوم ويده في يد الزعيم عبد الناصر..وفي حرب 1973 وقف بامتياز بجانب مصر ودفع حياته ثمناً لذلك وفي عهد الملك فهد والملك خالد يرحمهما الله كانت العلاقة علي أفضل مستوياتها.. ثم جاءت المواقف التاريخية المشرفة للملك عبد الله بن عبد العزيز يرحمه الله..ثم جاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والذي تنبأ بعض الإعلاميين بعد مرور أسبوع من توليه الحكم أنه سيغير سياسة المملكة تجاه مصر، وأثبتت الأحداث عدم صحة ذلك، فأرسل يحفظة الله للمؤتمر الاقتصادي وفدا علي أعلي مستوي برئاسة ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، كما ترأس يحفظه الله وفد المملكة في القمة العربية.
هل توقعت ماحدث في 30 يونيو؟
- بعد أن شاهدت حجم المظاهرات وإصرار الشعب المصري علي موقفه اتصلت بأحد كبار المسئولين في السعودية وقلت له بالحرف الواحد: «الموضوع انتهي».. لأنني رأيت أمام عيني نفس أحداث 25 يناير فالشعب المصري لم يتقبل ما كان يقوم به الرئيس محمد مرسي والشعب المصري إذا أراد شيئا فصعب أن يتراجع.
هل كنت تشعر في الفترة قبل 30 يونيو أن الأمور تندفع في هذا الإتجاه؟
- نعم..لأن الشعب المصري استشعر أن اهتمامات الرئاسة ليست في صالح مصر أو أمنها القومي أو أنها تصب في مصلحة الشعب المصري بل كانت بعيدة كل البعد عن ذلك
التحالف ضد داعش
بالنسبة لمشاركة السعودية في التحالف الدولي ضد داعش..هل تعتقد المملكة أن داعش تشكل خطرا علي الأمن القومي السعودي؟
- خطاب الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي منذ عدة أيام في مجلس الشوري تطرق إلي هذه النقطة بشكل إيجابي للغاية..وقال لماذا لا يتم توسيع هذا التحالف الدولي لضرب أي منظمات إرهابية فبأي مكان.. والآن هناك منظمات إرهابية في ليبيا فلماذا لا تقوم قوات التحالف الدولي بضرب هذه المنظمات خاصة أنها تحارب من تم انتخابه بشكل شرعي كما يجب أن ندعم مصر بشكل مطلق في كل ما تقوم به لحماية أمنها وحدودها، وهذا أمر لا يحتاج إلي أي جدل بيننا وبين أي دولة أخري..لابد أن تقوم مصر بما قامت به عندما قتل 21 من أقباطها داخل ليبيا.. فغير معقول أن يعاتب البعض مصر، فهل تقف مصر تتفرج علي هذا الأمر؟!..
الرأي العام العربي وبعض الخبراء العسكريين يلومون مصر والسعودية علي ترك مسألة داعش للتحالف الدولي.. فكانت القوة الجوية السعودية والمصرية وبالتعاون مع القوات الجوية الأردنية قادرون علي القضاء علي داعش بالكامل وفي وقت مبكر عندما تحولت من ميليشيات إلي قوات شبه نظامية دون عمليات التحالف الدولي المحدودة غير المؤثرة بالدرجة الكافية.. كيف تري هذا؟
- لا أستطيع أن أخوض في هذه التفاصيل لعدم معرفتي بها بشكل كامل..ولكن قد يكون أنه كان لابد من البداية التعامل مع هذا الموضوع بحزم..والمملكة ومصرفي ذلك الوقت بعيدة كل البعد عن هذا الأمر، فكانت هناك نوايا «من بدري» أن أمريكا لن تسمح بمثل هذه الأمور، وتركتها، لماذا؟!.. لاندري.
تطوير الجامعة العربية
ما هي تصوراتك لتطوير الجامعة العربية بحكم أنك ترأس لجنة لتطوير الجامعة؟
- الجامعة العربية للأسف الشديد تعاني علي مدي 70 سنة منذ إنشائها من الجمود..وأعتقد أن هناك أمورا كثيرة يجب إصلاحها.. ولن أتواني عن مواصلة جهدي لتحقيق ذلك لسبب واحد أنني أرغب في أن تستمر هذه الجامعة.. وبالشكل الذي نحن فيه الآن أعتقد أن الأمور تحتاج إلي نظرة أخري..وفي نفس الوقت يجب ألا نحمل الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة وحده مسئولية هذه الأخطاء، فالأخطاء حدثت علي مدار عقود طويلة ولكن عليه أن يدعم هذه الاصلاحات ونحن بصدد الانتهاء من تعديل الميثاق كما أننا نراجع إغلاق بعض مكاتب الجامعة في الخارج فهناك أكثر من 20 مكتبا للجامعة العربية في الخارج تستنزف من ميزانية الجامعة أكثر من 20 مليون دولار، أي 200 مليون دولار في السنوات العشر الماضية ذهبت هكذا.. والسؤال هل نحن في حاجة إلي كل هذه المكاتب؟..لا.. وسؤال آخر ما هي الأدوار التي تقوم بها هذه المكاتب؟.. هل خدمت القضايا العربية أم لم تخدمها؟.. هذا هو المحك..لكن الإصرار علي إبقائها دون الإجابة علي هذه الأسئلة أمر غير صحيح أعتقد أن الأمر يحتاج إلي تصحيح..فلدي الجامعة العربية مكاتب في دول غير معترفة بهذه المكاتب، فمكاتب الجامعة في واشنطن ولندن وموسكو غير معترف بها من حكومات هذه الدول.
وكيف يمارس الموظف عمله إذن مع عدم الإعتراف هذا؟
- كل شخص يعين في هذه المكاتب يتم تسجيله علي القائمة الدبلوماسية لبلده .. وهذا الأمر يجب أن يصحح.. وكذلك أعداد الموظفين في هذه المكاتب تحتاج إلي نظرة، فهي أعداد كبيرة لا توجد في سفارة دولة في حجمه مصر.. وإذا تناولت هذه المواضيع سيغضب البعض..وليغضبوا..أنا هدفي الأساسي هو الإصلاح..واتفقنا بشكل كامل علي أن تبقي مكاتب الجامعة العربية في الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن.. وكل المكاتب الموجودة في المنظمات الدولية، ماعدا روما وسوف نبحث هذا الأمر قريباً. واقول اننا محاسبون امام الله ، هذه أمانة في اعناقنا.
وما يعوق تنفيذ هذا الأمر؟
- طرح هذا الأمر في الاجتماع الوزاري الأخير ولم يحدث التوافق بشكل كامل ، ونحن دائما وأبدا نسعي في المملكة أن نتخذ القرار بموجب الميثاق، وسوف ندعو قريبا إلي جلسة أخري للتصويت، ويحتاج الأمر إلي الأغلبية البسيطة، لكن أكثر ما يهمني أن تكون هناك قناعة بهذا الأمر.. وسوف أشرح وجهة نظر المملكة بوضوح وشفافية، وعندي قناعة بأنني قادر علي إقناعهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.