يحتفل العالم العربي كل عام في الجمعة الأولي من شهر إبريل بيوم اليتيم الذي تقوم فيه كثير من المؤسسات الخيرية غير الربحية بتنظيم فعاليات تحتفي بها بالأطفال الأيتام لتدخل البهجة علي قلوبهم يشاركهم في ذلك المتطوعون من أهل الخير الذين يحرصون علي تقديم الهدايا المادية والعينية للأيتام وأسرهم. ومن مظاهر الاحتفال بيوم اليتيم تقوم مؤسسة مصر الخير بإقامة احتفالية في بورتو كايرو مول بالتجمع الخامس وذلك بحضور عدد من الشخصيات العامة ومسئولي المؤسسة يقوم فيها الفنان مدحت صالح بمشاركة الأطفال اليتامي الغناء لإدخال الفرحة في نفوسهم.. كما يتضمن الحفل فقرات وعروض ترفيهية وينتهي بتوزيع الهدايا علي الأطفال. كما تقوم جمعية الأورمان بتقديم الرعاية المتكاملة للأيتام الأسوياء والمعاقين بالإضافة إلي مساعدة الفتيات اليتيمات في توفير نفقات الزواج والأجهزة الكهربائية وإقامة حفلات الزفاف الجماعي وأكد اللواء ممدوح شعبان مدير عام الجمعية أن الاحتفالات هذا العام سيشارك فيها أكثر من 500 ألف طفل يتيم في القاهرة والمحافظات. خصص فرع جمعية رسالة بالزقازيق شهر مارس بأكمله للأيتام فقامت قوافل الجمعية بمساعدة أسر الأيتام من خلال بناء أسقف المنازل وتوصيل المياه وتجهيز العرائس.. وستقيم اليوم احتفالا لتكريم أمهات الأطفال الأيتام تحت اسم "الليلة الكبيرة" يبدأ بمسابقة حفظ القرآن الكريم وتوزيع الهدايا والجوائز واللعب علي الأطفال.. كما قرر فرع القاهرة بالجمعية تنظيم يوم مع القرية الفرعونية لإقامة حفل خاص للأطفال. اليتيم في الأديان وحول صور اهتمام الإسلام باليتيم يقول د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر: ليس الإسلام وحده هو الذي احتفي باليتيم ولكن كل الأديان منذ آدم إلي رسول الله أوصت باليتيم خيرا لأن اليتيم الذي فقد أباه يجب أن يقوم المجتمع كله برعايته واندماجه داخل المجتمع الذي يعيش فيه فلا نجمع الأيتام في مكان ما بعيدا عن المجتمعات السكنية وندعي بأننا نحافظ عليهم. في الحقيقة أن هذا الشيء يؤدي إلي انفصام في شخصية هؤلاء الأطفال إذا كبروا ثم يؤدي إلي النزعة العدوانية في نفوسهم ولكن الأديان دعت إلي اندماجهم داخل المجتمع الذين يعيشون فيه فلو أن أسرة ما أخذت يتيما وضمته إليها سيجد منها الحنان والرحمة والتربية والتعليم والتثقيف والتهذيب وتلك كلها مقومات بناء الشخصية هذا بجانب أن هذا الطفل سينشأ داخل الشارع أو الحي مع الأسرة التي ضمته إليها سيكون له أقران من سنه يداعبهم ويختلط بهم ويكتسب منهم مهارات وأفكارا ويكون له من بينهم أصدقاء وهذا بعكس ما نحن عليه الآن إذ يتم تجميع هؤلاء الأطفال في دار ما تسمي دار رعاية الأيتام مسيجة بسياج من حديد منعزلين عن المجتمع ليس لهم أصدقاء لا يتعلمون أي قيم إنسانية داخل الدار اللهم إلا المأكل والمشرب فيخرجون بعد ذلك إلي المجتمع حاقدين عليه غير آمنين لأي فرد فيه ناهيك أن هناك قضية أخري وهي أن الشخص الوحيد الذي يقوم علي رعايتهم ربما يغرس فيهم قيما وعادات تخالف قيم المجتمع فيخرجون بأمراض يئن منها الجميع والتي تعلموها منه بسبب عدم اختلاطهم بالآخرين.. وهو ما يجعلهم فريسة سهلة للأفكار المتطرفة. أشار الشيخ عبد الناصر بليح من علماء الأوقاف إلي أن الإسلام جاء واليتيم ليس له حظ في الحياة فأمر بإكرامه والإحسان إليه وأكد القرآن الكريم علي حقيقة الإحسان إليه وعدم الاعتداء علي ماله وحذر من إهانته وأذاه وجعلها من السبع الموبقات التي توبق صاحبها وتدخله نار جهنم.. كما أشار القرآن كذلك علي أن الله تعالي يحفظ حق اليتيم ويبقي صلاح الوالدين له بعد الممات.. وقد أكد الإسلام علي أن إكرام اليتيم سبيل الإنسان إلي الفوز بالجنة وجعل النبي صلي الله عليه وسلم حق الضعيفين اليتيم والمرأة من أولي الحقوق بالرعاية والعناية.