للعام الرابع علي التوالي تواصل دراما رمضان تقديم أعمالها بنكهة البطولة الجماعية التي باتت تسيطر علي جميع نواحي العمل الدرامي. فلم يعد الأمر مقتصراً علي وجود النجم الأوحد أو المؤلف وكاتب السيناريو الأوحد وحتي شركة الإنتاج الواحدة. بل يتخطي الأمر لوجود عدد كبير من الأعمال القائمة علي فكرة البطولة الجماعية وورش كتابة السيناريو وحتي الإنتاج المشترك وهو ما أعاد متعة العمل الدرامي في نظر كثيرين إلي سابق عهده. وفي رمضان المقبل يتنافس أكثر من خمسة وعشرين مسلسلاً درامياً تعتمد في مجملها علي فكرة "الجماعية" حتي تلك التي سيقوم ببطولتها نجوم الصف الأول كعادل إمام في مسلسل "مأمون وشركاه" ويحيي الفخراني في "فتنة" ومحمود عبدالعزيز في "رأس الغول" ويسرا في "رصاصة رحمة" وليلي علوي وخالد الصاوي في "هي ودافنشي" وحتي إلهام شاهين في "ليالي الحلمية" حيث اعتمد كل هؤلاء علي وجود عدد من نجوم الصف الأول من الشباب وعدد من الوجوه الجديدة للمشاركة في أحداث كل تلك الأعمال جنباً إلي جنب معهم. هذا بخلاف عدد كبير من مسلسلات النجوم الشباب التي تستكمل سلسلة نجاحات أعمال البطولات الجماعية التي بدأت قبل عدة أعوام لنجد علي سبيل المثال مسلسل "سقوط حر" لنيللي كريم وأحمد وفيق وأنوشكا ومحمد فراج وانجي المقدم. ومسلسل "سبع أرواح" لخالد النبوي ورانيا يوسف وإياد نصار ووليد فواز. ومسلسل "الميزان" لغادة عادل وباسل الخياط وصبري فواز ومحمد فراج ومسلسل "جراند أوتيل" لعمرو يوسف وأمينة خليل وأحمد داوود. وغيرها من الأعمال الأخري التي لجأت إلي أعداد كبيرة من النجوم بها. الفنانة أنوشكا التي تشارك هذا العام في مسلسلي "جراند أوتيل" و"سقوط حر" قالت: الأعمال الجماعية استطاعت تحويل أنظار المشاهدين وجذبهم إليها خاصة بعد أن نجحت في تقديم موضوعات جديدة وواقعية وبذلك أصبحت أعمالاً ثرية في مضمونها وقيمتها مضيفة أن انتشار تلك الأعمال موخراً كشف عن العديد من الوجوه الشابة التي تتباري في عرض مواهبها الفنية وسط جو من المنافسات الفنية الشريفة بما يضمن نجاحاً لتلك الأعمال. ** الفنان صبري فواز الذي يشارك هذا العام في مسلسلي "الميزان" و"أفراح القبة" قال: العمل الجماعي أعاد الدراما لمكانتها الحقيقية. فظاهرة النجم الأوحد جعلت الأعمال الفنية تصل لطريق مغلق. لأن الأصل في الدراما هو الجماعية والموضوع. وليس الفنان فقط ومع انتباه شركات الإنتاج لهذا بدأت تلك الظاهرة في التراجع. مضيفاً أن شركات الإنتاج عليها الاستمرار في دعم هذا الاتجاه الذي استطاع في فترة قليلة تحقيق نجاحات كبيرة واستغلال عدد كبير من النجوم في أعمال جيدة بدلاً من قصرها علي فنان واحد. * الفنان وائل نور قال: البطولة الجماعية من أهم أسباب نجاح أي عمل فني هذه الأيام. فظاهرة النجم الأوحد تنتهي. حيث لم يعد كافياً أو جاذباً للجمهور أن تعتمد البطولة علي الفرد البطل الذي يقوم بتحريك كل الأحداث والتواجد فيها. ولهذا نجحت تجارب البطولات الجماعية فنياً وجماهيرياً خاصة أن المشاهد أصبح يشعر بمدي مصداقيتها واقترابها من الواقع دون تزييف. وبعيداً عن التمثيل بدأت ظاهرة جماعية الكتابة وورش السيناريو تدخل هي الأخري ميزان التقييم حيث تنتشر العديد من الأعمال هذا الموسم والتي سيتم تقديمها بهذا الشكل ومنها مسلسلات: سقوط حر ورشة كتابة مريم نعوم وسيناريو وحوار وائل حمدي كذلك مسلسل "بنات سوبر مان" ورشة كتابة محمد أمين راضي وأشرف علي الكتابة كريم بشير وأحمد شوق وغيرهما من الأعمال. عن تلك الظاهرة يقول الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن: تجربة الكتابة الجماعية قديمة منذ السبعينيات وأشهرها كان في مسلسل "القاهرة والناس" الذي كتبه مصطفي كامل وعاصم توفيق اللذان قاما بكتابة أكثر من عمل سوياً. مضيفاً رغم أنني شخصياً لا أستطيع الكتابة مع أحد إلا أن هذه التجربة لا يمكن إنكار نجاحها بعد وجود العديد من الأعمال التي نجحت في هذا الإطار مشيراً إلي ضرورة وضع أسماء جميع المشاركين في كتابة السيناريو وإبرازها علي تترات العمل وعدم وضع اسم الكاتب الكبير المشرف علي الكتابة فقط وإلا أصبح هذا السيناريو غير شرعي. أما المخرج أحمد خضر فيقول إن ورش تأليف السيناريو منتشرة في كل دول العالم ولكن الأصل في استخدامها هو وجود العمل الذي يتوافق معها من عدمه لأنه ليست كل الأعمال تصلح لاستخدام هذا النوع من الكتابة فمثلاً مسلسلات السيت كوم تصلح أكثر لتلك الكتابة.. أما المسلسلات الدرامية الأخري التي تعتمد علي معالجة أزمة أو قضية محددة لا يصلح معها هذه النوعية مثل الأعمال التي كتبها الراحل أسامة أنور عكاشة أو محمد جلال عبدالقوي مضيفاً أن ورش السيناريو التي انتشرت مؤخراً ساهمت في اكتشاف جيل جديد من الكتاب الشباب المبدعين وأن انتشار هذه الورش سيساهم في اكتشاف المزيد طالما كانت تحت إشراف حقيقي ومتواصل من جانب مؤسسيها.