كارثة بيئية محققة أصبحت في قري الجبلاوي والصالحية والشوينة بمركز قنا. بعدما باتت هذه القري قاب قوسين أو أدني من الغرق. نتيجة وقوعها في مرمي نيران محطة معالجة الصرف الصحي الخاصة بمدينة قنا ومدينة قنا الجديدة التي تستقبل 4 أضعاف طاقتها الاستيعابية مما أدي إلي انهيار جسر الترعة التي تفصل قرية الجبلاوي عن محطة المعالجة 11 مرة من قبل وأدت إلي هلاك الزراعات وانهيار عدد من المنازل. ورغم المطالبات المتكررة من جانب أبناء قرية الجبلاوي بنجوعها للمسئولين لانقاذهم من الكارثة التي تحيق بهم. إلا أن المسئولين.. "ودن من طين وودن من عجين". تزيد حجم الكارثة بقرية الجبلاوي بعد حرمانها من تنفيذ مشروع الصرف الصحي. رغم أنها لا تبعد عن مدينة قنا سوي 5 كم. ويقطنها ما يقرب من 70 ألف نسمة يعيشون داخل 8 نجوع. فقد تسبب بطء تنفيذ المشروع في استمرار استخدام الأهالي للبيارات القديمة التي تهدد المنازل بالسقوط. فضلا عن اختلاط المجاري بمياه الشرب مما نتج عنه انتشار العديد من الأمراض. فضلا عن الآثار الكارثية التي تنذر باختفاء قري بالكامل في حالة تكرار حدوث الكارثة التي تطل برأسها في ظل تقاعس المسئولين. وهذا ما ترصده "المساء" في سطور هذا التحقيق. في البداية يؤكد أحمد محمد الجبلاوي. محام وعضو مجلس محلي محافظة سابق. انه رغم التحذيرات العديدة من حدوث كارثة بمنطقة الصالحية وقرية الجبلاوي بسبب محطة المعالجة لمياه الصرف الصحي إلا أن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي أبت الانصياع والانتباه لتلك التحذيرات بل ساهمت بشكل كبير في حدوث كارثة انهيار جسر الترعة وغرق الأراضي الزراعية وغرق مركز شباب الشوينة عدة مرات. وتضررت أيضا العديد من الأفدنة. وبدأت الواقعة منذ عام 1986 عندما تم انشاء وتشغيل محطة المعالجة بالصالحية ونفذته شركة المقاولات المصرية بقدرة 12.5ألف متر مكعب في اليوم والواردة من ثلاثة محطات رفع فرعية وهي محطة النحال والمنشية ومحطة رفع مدينة العمال علي أن يتم تخصيص 4200 فدان كمزرعة خشبية بالصالحية للاستهلاك من تلك المياه. أوضح أن الكارثة بدأت باستصلاح وزارعة 3000 فدان. ولم يتم الاهتمام ب 1200 فدان الباقية وربما لو تمت زراعتها لحالت دون حدوث أي انهيار أو زيادة في منسوب المياه لأن استغلال المساحة بالكامل كان سيمنع أي كوارث مستقبلية. ولكن نتيجة التقاعس حدثت تعديات علي مساحة 1200 فدان وأصبحت الشركة الآن تطالب بإزالة التعديات. حتي تتمكن من مواجهة الكارثة المقبلة خاصة أن محطات المعالجة تستقبل 4 أضعاف القدرة الاستيعابية لها. بينما تكتفي شركة مياه الشرب والصرف الصحي بعمل توسعات لأحواض الترسيب الابتدائي والنهائي والبيولوجي والتجفيف ولكن دون معالجة الأمر الذي زادت معه حجم الكارثة بعدما أصبحت الأراضي الزراعية ملوثة إلي جانب زيادة معدلات الإصابة بالفشل الكلوي والأمراض الجلدية المزمنة. أكد الجبلاوي أن هناك اهمالا متعمدا بحق القرية من جانب المسئولين خاصة وأنه تم عمل محطة معالجة وبرك أكسدة خاصة بمدينة قنا الجديدة بجوار المحطة القديمة. الأمر الذي تزيد معه حجم الكارثة البيئية التي أصبحت وشيكة للغاية فلو حدث انهيار جسم الترعة الذي يفصل قرية الجبلاوي عن محطة الصرف الصحي مثلما انهار من قبل 11 مرة سيؤدي إلي غرق قريتي الشوينة والصالحية بالكامل ويصبح الدمار شاملا لأن كمية المياه التي تستقبلها محطة المعالجة 4 أضعاف القدرة الاستيعابية. ولابد من تحرك سريع وعاجل بنقل محطات المعالجة ومشروع الصرف الصحي بالكامل إلي شرق طريق الأقصر - البحر الأحمر في الوديان الكائنة بالمنطقة بقرار تخصيص جديد لانقاذ قري الجبلاوي والشوينة والصالحية لأن التخصيص القديم لم يراع البعد العمراني بأي شكل من الأشكال. ورغم البلاغات العديدة التي تقدمنا بها والمقترحات التي قدمناها لمسئولي شركة مياه الشرب إلا أنها تعيش في معزل تام عن الواقع المرير الذي يعيشه أبناء تلك القري وغير عابئين بالكارثة التي تحيق بنا. بعد أن اقتصر اهتمامهم علي شراء السيارات الفارهة وصرف البدلات الضخمة لقيادات خرجت للمعاش لعدم الصلاحية ثم جاءت لتتربع علي قمة الهرم الوظيفي داخل شركة مياه الشرب والصرف الصحي. يقول أحمد إبراهيم. إن قرية الجبلاوي أصبحت بالفعل تواجه كارثة محققة بسبب محطات المعالجة التي تستوعب أكثر من طاقتها. ويزيد من حجم الكارثة عدم تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالقرية. فرغم إنشاء محطة الصرف في نجع الشوينة والشيخ ركاب عام 2007م والانتهاء من البنية التحتية. ولكن لا نعرف سببا للبدء في تنفيذ وتشغيل مشروع الصرف الصحي بالقرية حتي الآن. مشيرا إلي أن عدم وجود صرف صحي في القرية يعتبر كارثة. فكل يوم نشاهد سيارات الكسح تمر داخل الشوارع لكسح مياه الصرف مقابل 30 جنيها للنقلة الواحدة من كل منزل بواقع 5 نقلات للمنزل الواحد بما يوازي 150 جنيها شهريا. وأغلب الأسر لا تقوي علي تحمل هذه التكاليف. فضلا عن زيادة الأمراض ودمار الزراعات. يؤكد محمود حسن. إن قريتي الشوينة والشيخ ركاب التابعتين للجبلاوي عائمتين علي بركة من الصرف الصحي. مشيرا إلي أن الأهالي أرهقوا من كثرة الشكاوي للمسئولين والانتصار لسنوات طويلة دون أن يتحقق حلمنا بتشغيل مشروع الصرف الصحي بحجة عدم وجود ميزانية كافية. لافتا إلي أن انتشار مياه الصرف بين المنازل تسبب في انتشار الناموس والباعوض وغيرها من الحشرات التي تنقل الأمراض الخطيرة كالالتهاب الكبدي الوبائي والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض.