تحولت الترع والمصارف المائية بمختلف مراكز محافظة قنا إلي مقالب للقمامة ومدافن للحيوانات النافقة نتيجة الممارسات الخاطئة من جانب المواطنين إلي جانب تعدي البعض علي المساقي بالبناء بداخلها أو زرع مواسير غير مطابقة للمواصفات. الأمر الذي أصبح يهدد الزراعات في مقتل. بالإضافة إلي تكرار انهيار ترعة الصرف بمنطقة الجبلاو بمركز قنا لأكثر من تسع مرات مما تسبب في تلف 27 فداناً من أجود الأراضي وعلي الرغم من تكرار المطالبات من جانب المزارعين لمديرية الري بالحفاظ علي الترع من التعديات إلا أنها تقف مكتوفة الأيدي في ظل استمرار الغياب الأمني من ناحية وتراخي المسئولين عن توقيع العقوبات الرادعة ضد العابثين والمخالفين. أكد محمد عبدالستار توفيق محام أنه رغم التحذيرات العديدة من حدوث كارثة بمنطقة الصالحية وقرية الجبلاو بسبب محطة المعالجة لمياه الصرف الصحي. إلا أن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي أبت الانصياع والانتباه لتلك التحذيرات بل ساهمت بشكل كبير في حدوث الكارثة عدة مرات حتي انهار جسر الترعة وتسبب في غرق الأراضي الزراعية إلي جانب غرق مركز شباب الشوينة وتضررت أيضا العديد من الأفدنة وكانت آخر تلك الحوادث خلال عام 2012 التي أدت إلي تلف أكثر من 27 فداناً. أضاف أن الواقعة بدأت منذ عام 1986 عندما تم إنشاء وتشغيل محطة المعالجة بالصالحية ونفذته شركة المقاولات المصرية بقدرة 12.5 ألف متر مكعب في اليوم والواردة من ثلاث محطات رفع فرعية هي: النحال والمنشية ومدينة العمال علي أن يتم تخصيص 600 فدان كمزرعة خشبية بالصالحية للإستهلاك من تلك المياه وبدأ الإهمال من هنا حيث تم استصلاح 100 فدان فقط وزراعة 100 فدان آخر ولم يتم الاهتمام ب 400 فدان الباقية وربما لو تم زراعتها لحالت دون حدوث أي انهيار أو زيادة في منسوب المياه لأن ال 100 فدان التي تمت زراعتها أشجاراً خشبية لم تستوعب كميات كبيرة من المياه بسبب تشبع الأراضي بالمياه. ومع ازدياد الضغط قامت الشركة منذ عام 1995 حتي 2000 بتنفيذ خط طرد رئيسي وكان من المفترض أن يصب في مرحلة التوسعات الجديدة بمحطة المعالجة. وتم تنفيذ المرحلة الأولي التي رفعت قدرة استيعاب محطة المعالجة إلي 25 ألف متر مكعب يوميا. إلا أن الهيئة لم تلتزم بتنفيذ المرحلة الثانية واكتفت بمرحلة التوسعات لأحواض الترسيب الإبتدائي والنهائي والبيولوجي والتجفيف الذي لم يعمل حتي الآن. كما أن هذه المرحلة من التوسعات لم تعط أي نتائج إيجابية لمراحل معالجة مياه الصرف الصحي. ففي ذلك الوقت كانت كميات التصرفات الواردة لمحطة المعالجة تزيد عن 35 ألف متر مكعب يومي. الأمر الذي أدي إلي تعطيل أحواض البيولوجي والترسيب النهائي عن أداء عملها لزيادة الضغط عليها وتم إعداد الدراسات والرسومات لإنشاد توسعات كاملة جديدة بقدرة 55 ألف متر مكعب في اليوم ولكن فوجيء الجميع بعد مرور خسمة أعوام بتكليف شركة أخري بالتنفيذ مما أدي لإعادة الدراسات وانتظار وقت طويل آخر وتبقي المشكلة في الترعة التي تستوعب أكثر من طاقتها مع عدم عمل المحطة بكفاءة وتعطل بعض مراحل التنقية بها مما ينذر بكارثة قد تضرب مدينة قنا بأكملها. يؤكد محمد جعفري مهدي مدرس عليعدم وجود خطة واضحة من جانب المحافظة لتغطية الترع والمصارف التي تشق المدن والقري.